أكتوبر العظيم

في يوم من الايام وبعد 16 عام من الفتنة والفرقة وبعد اليأس من عودة وطنٌ الى احضان شعبهِ وطنً سرقه أُناس غريبين عنه فجأة وبدون سابق أنذار خَرج لنا من صميم اليأس امواج من الشباب الحر اصحاب الفكر المتجدد الذين ملوا من كونهم مسلوبي الحقوق , والخاسرين الوحيدين في حرب الحياة الطاحنة, جيلٌ اكبرهم وِلد ضمن حرب الثمان سنوات مع ايران ليعاصر الفقر والعوز والقمع الذي فرضه نظام صدام حسين فانتقل من حرب أيران الى حرب الكويت ثم الى العقوبات الاقتصادية واعتقد بانه سينال حريته بعد احتلال امريكا للعراق وبانه سيعيش في ضل عراقٍ ديمقراطي لينصدم بما هو اسوء. اما اكثرهم فهو الجيل الذي لم يعي على البعث ولم يعرف ماهو الحكم الجائر لصدام كَبر ليرى بلده يُنهب من قبل حواسم 2003 الذين نهبوا العراق من كل الجوانب ثم دخلوا في حرب طائفية لم يخرجوا منها الا بكره احدهم الاخر فقتل الاخ اخيه الذي جاوره لعشرات السنين وهَجرالخال ابن اخته وعندما حاول هذا الشعب النهوض من الطائفية انصدم بداعش الذي احتل ربع العراق بكل بساطة مكوناً دولة من الوحشية والقمع هذا كله ماعدا كل اساليب الموت الاخرى التي عاصرها هذا الشعب من حادثة سبايكر الى شهداء الكرادة لِتُختم بحادثة العبارة احداثٌ كلها تَولدت بسبب الفساد والاستهتار بمصير الشعب العراقي من الحكومات التى تتالت عليه كالمصائب. على رغم من عدم تمتع الشعب بأي حق من حقوقه البسيطة المفروضة لكل انسان كالماء والكهرباء والوظائف لكنه اصبح شعبٌ منفتح على العالم الخارجي فهذا الجيل هو ليس جيل ال امشي بصف الحايط او الحيطان عدهة اذان هو جيل الانترنيت والببجي وجيل التكنلوجيا الذي رأى مايعيشه الشعوب الاخرى والحقوق التي تتمتع بها شعوب العالم فأخذ يتسائل دائما لماذا انا اقمع واُحرم من ابسط حقوقي؟ ولمن ! بلدي يتمتع بأكثر خيرات العالم وانا فقير ! جيل كبُر وهو ينتقد ويسخر من حكومته الضعيفة الموالية لدُول اخرى . شكرا لهذا الجيل الذي جعلنا ولاول مرة نفتخر بهويتنا بعراقيتنا الذي سطر لنا ملامح تقشعر لها الابدان وجعلنا نبكي على كل فديوو نشاهده الذي اعادة لنا الامل واعادة لنا قدرة الحلم بعراق جديد عراقٍ خالٍ من طائفية خالٍ من محسوبية خالٍ من محاصصية والاهم هم اثبتوا لنا وللعالم اجمع ان العراقيين هم عادوا كما عهدهم العالم يدٌ واحدة. عاد العراق ليثبت مرة اخرى بانه وطن السلام والتأخي.

رند لؤي عبد الهادي

Rand luay Abdalhudee

30/10/19

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here