التعويل على تدوير النفايات السياسية بين هادي العامري و مقتدى الصدر يعنى الإبقاء على الوضع

بقلم مهدي قاسم

يحاول المجرم عادل عبد المهدي رمي الكرة إلى ملعبي هادي
العامري و مقتدى الصدر ليقوما بتدوير نفاياتهم السياسية مجددا لإيجاد شخص آخر مماثل بالفساد والفشل ، ليكون رئيسا للحكومة كشرط لتقديم استقالته ، وكأنما مشكلة المتظاهرين تقتصر على إيجاد رئيس للحكومة فقط و ليست عبارة عن مجموعة من مطالب كبيرة ومهمة و تمس جملة من
إجراءات جذرية و شاملة للتغيير الجدي للنظام السياسي الهجين والمشوه في العراق ، إذ إن التغيير السياسي يجب أن يأتي من خارج عصابات اللصوص المسيّسن في المنطقة الخضراء و متحررا من نفوذهم الطائفي والفئوي الشبيه بمرض معدي و ناقل للفساد من فئة إلى أخرى ، لذا فعبثا
القيام بعملية تدوير سياسي لأكداس نفايات المنطقة الخضراء ، النتيجة ستكون ذاتها دائما ، أي رئيس حكومة محاصصتي و فاسد و فاشل و مبذر للمال العام ، تتفق عليه عصابات اللصوص تلك ، بعدما تكون قد ضمنت مصالحها الفردية والفئوية من خلال تقسيم المناصب و المغانم ، طبعا
، لمواصلة عملية السرقة والنهب للمال العام ..

و في مثل هذه الحال سوف لن ترى غالبية الشارع العراقي
أي جدوى أو معنى لتغيير عادل عبد المهدي برئيس حكومة جديد قادم من نفس صفوف الحرامية والفاسدين لتستمر الأمور والأوضاع الاقتصادية و الخدمية والتعليمية والصحية السيئة في وتائر تدهورها المتصاعد أو المراوحة في الزمن الضائع ، فالعراق بحاجة إلى رئيس حكومة تكنوقراط
مستقل ــ نوعا ما ــ لا يرتبط بأجندة أجنبية و غير موبؤ أو ملوث بقذارة الفساد ، أي نزيه بالفعل ، و يحترم عامل الوقت ، إلى جانب كونه مسكونا بهاجس التغيير و التطوير والتحديث و الروح الاستثمارية والإنشائية فضلا عن معالجة معضلة البطالة المتفاقمة عن طريق خلق فرص
عمل كثيرة خارج أجهزة الدولة الإدارية من جهة ، و بتصورات إدارية عن ترشيق و ترشيد أجهزة الدولة والحكومة وعصرنتها تنقية من الترهل و البيروقراطية ، مع التسلح برؤية مستقبلية حول كيفية خلق و إيجاد آليات تحول وتغييرات جذرية لمواكبة تطورات العصر بروح من تنافس شريف
ولكن من زاوية وضع مصالح العراق أمام قبل شيء آخر ، طبعا مع تركيز دائم ومتواصل ـــ كمركز أهتمام خاص ــ على التنمية الاقتصادية والمالية ، من خلال الانتقال الكامل إلى اقتصاد السوق التجاري والاستثماري مع ضوابط حريصة وصارمة لحماية الثروة الوطنية من السرق أو الهدر.

فالعراق بحاجة إلى هكذا نموذج من رئيس حكومة الذي يريد
أن يخدم و يطور ويبني دولة عصرية ومجتمعا متقدما ليدخل التاريخ كصاحب إنجازات كبير و كرجل تكنوقراطي و سياسي مميز ، وليس يتدحرج إلى قمامة التاريخ كسياسي فاسد وفاشل لا تذكره الأجيال العراقية إلا بمزيد من ازدراء و احتقار ، مثلما الحال بالنسبة لغالبية لصوص المنطقة
الخضراء .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here