الشعب العراقي قال كلمته

———————– ضياء محسن الاسدي

(( لقد فعلها الشباب العراقي في هذه المرحلة والزهور اليانعة الجميلة من الشباب نخبة المجتمع العراقي حين نزلوا إلى الشارع تحت راية العراق واسم الله يرفرف فوق رؤوسهم وصدورهم مطالبين بحقوقهم التي بقيت لأعوام كثيرة على رفوف الحكومة ودوائرها ودهاليزها المتهرءة والمتآكلة من الصدأ الذي علا سياستها العقيمة التي أضرت بشرائح المجتمع جميعا . خرجت هذه الجموع الهادرة مطالبة بحقها المشروع في العيش البسيط بعد ما فاض كأس صبرها على آخره وسال على الأرض الواقع ليجسد أروع مظاهرة سلمية في مسيرة العراق والعراقيين فقد كانت للشباب وحناجرها وصدورها العارية إلا من أعلام الوطن الذي أخذ منهم الكثير ولم يعطهم إلا القليل وهم الآن يعطوه النفس الزكية التي نزلت إلى الشارع لتخوض معركة شرسة ضد الظلم والطغيان . وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة ومشاعر الغضب للشارع العراقي بشبابه وشيبه ونسائه المتقدة غيضا وغضبا على واقعها وحكومتها نرى الكتل السياسة والأحزاب متمسكة بمكاسبها الشخصية على الرغم من غليان الشعب والدماء التي سالت على أرضه ومناهضة للواقع المتردي وحكوماته بعدما فقدت الأمل بكل الحلول والوعود الزائفة الترقيعية والمسوفة لها عبر حكمها خلال ستة عشر سنة ولت ولا وجود جدية في حل هذا الصراع بين الشعب والأحزاب فقد أستطاع الشعب العراقي أن يمحص هذه الأحزاب والكيانات الورقية ليظهرها على حقيقتها المزيفة وزيف شعاراتها ووعودها لجماهيرها التي نادت بمظلومية الشعب وفئاته حتى وصل السيل الزُبا ليخرج الشعب العراقي للمواجهة المباشرة مع الطغمة الفاسدة ورفض وجودها بوجوهها الكالحة المرفوضة من الشعب . وليجعل الكرة الآن في ملعب بعض الأحزاب التي تنادي صادقة بموقف جماهيري يستطيع مصالحة الشعب المنتفض واستيعاب مطالبه والوقوف معه في هذه المحنة العصيبة من تأريخ الشعب العراقي والوقوف مع الشارع العراقي النازف بالدماء الزكية التي قدمها الشباب قربانا للوطن وقضية شعب مظلوم الرافض لواقعه المرير الذي طالما نادى بالإصلاحات واستيعاب الشباب كعنصر فاعل في المجتمع وبناء هيكل الدولة وتحسين واقع الأسرة العراقية التي أوصلتها الطبقة السياسية إلى هذا المنحدر الخطير وإلى أدنى مستوى من الفقر بسياستها التخبطية وتجاهلها لمطالب شعبها في بناء اقتصادها وصناعتها فعلى المرجعية الدينية التدخل الفوري في عدم كشف ظهر التظاهرات وتسليمها إلى الأحزاب المتربصة بهم والتي ضيعت مصالح شبابها يجب أن تكون لها كلمة الفصل وخاصة في هذه الأيام المقبلة القلية لتفويت الفرصة على الأجنحة العسكرية للأحزاب في إجهاض هذا الحراك وهذه الثورة والحراك السلمي والمطالبة بالحقوق

العادلة والمسلوبة من الناس . وكذلك على المتظاهرين أن لا يدعو مسوغ وفرصة يستغلها المتصيدين بمياه السياسة الآسنة في الدخول على خط التظاهر السلمي وحرف مسارها إلى دموي لتبرير التصادم معها وحرفها عن مسارها الصحيح وتفويت الفرصة على الأحزاب المستفيدة من السلطة الحالية من كعكة العراق فسلام الله عليك يا وطني وسلام لك يا شعب العراق ونصر من الله قريب )) ضياء محسن الاسدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here