أمريكا تواصل استغلال الأكراد كورقة مساومة

أحمد الخالد

أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح صادم بشأن “التهديد الإرهابي الكردي” خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض في 16 أكتوبر/تشرين الأول، مما أثار جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية.
وفي بيانه كان ترامب قارن حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، الذي تعترف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا بأنها مجموعة إرهابية، بتنظيم الدولة الإسلامية – المنظمة الإرهابية رقم «1» في العالم.
وأفاد الزعيم الأمريكي إن “بي كي كي” الذي يشن تمردا ضد أنقرة منذ عقود، يشكل “على الأرجح” تهديدا إرهابيا أكبر من تهديد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقال إن “حزب العمال الكردستاني، الذي هو جزء من الأكراد كما تعلمون، هو على الأرجح اسوأ في الإرهاب ويشكل خطرا إرهابيا أكبر بأوجه عديدة، من داعش”، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”.
وأضاف أن”لا أنوي التورط في حرب بين تركيا وسوريا ، خاصة إذا نظرت إلى الأكراد ، ومرة أخرى أقول هذا باحترام كبير ، فهم ليسوا ملائكة”.
فإن انتقادات ترامب للأكراد في ظل التدخل التركي في شمال شرقي سوريا سببت ارتباكاً شديداً في دول الغرب التي أدانت عملية “نبع السلام” التركية تهدف الى تطهير “المنطقة الآمنة” بعمق 30 كم في شرق الفرات من المجموعات المسلحة الكردية.
والجدير بالذكر أن تصريحات الرئيس الأمريكي جاءت على الرغم من حقيقة أنه تعتبر وحدات حماية الشعب و قواتها سوريا الديمقراطية حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية.
ولا أكشف مستوراً عندما أقول إن من الممكن أن تجد الرد على سؤال لماذا تعامل دونالد ترامب بفظاظة مع الحليف السابق لبلاده على صفحته في موقع “تويتر”.وكتب الرئيس الأمريكي في تغريدته يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول: “هل تتذكر قبل عامين عندما كان العراق سيقاتل الأكراد في جزء آخر من سوريا. أراد الكثير من الناس أن نقاتل مع الأكراد ضد العراق ، الذي قاتلنا للتو من أجله. وقلت لا فترك الأكراد المعركة مرتين. والآن نفس الشيء يحدث مع تركيا”.
فإن منطق دونالد ترامب واضح تماما. ولن تخاطر واشنطن بالشراكة مع أنقرة في سبيل إنقاذ المقاتلين الأكراد، حتى لو أن هناك الخلافات العميقة مع تركيا.
لا شك أن الولايات المتحدة لا تريد تعريض جنودها المتواجدين في العراق للخطر ولا العلاقات مع تركيا وهي عضو في حلف الناتو وأكبر مستورد للأسلحة والمعدات والطائرات الأمريكية. ولكن أن واشنطن تضطر حتما في هذا الحال إلى التضحية بالأكراد من أجل الحفاظ على التوازن الدقيق في العلاقة مع حلفاءها الإقليميين وتحقيق مصالحها القصيرة الأجل في المنطقة.
من المرجح أنه تستمر واشنطن استغلال الأكراد كورقة مساومة عند أي اتفاقيات قادمة مع تركيا والعراق. وفي السياق، فإن التصريح الأخير لدونالد ترامب حول إبقاء القوات الامريكية في منطقة خاضعة للأكراد من أجل “منع وقوع حقول نفطية في قبضة تنظيم داعش” دليل آخر على السياسة الأمريكية الانتهازية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here