الحسين (ع) تحت نصب الحرية

الحسين (ع) تحت نصب الحرية

مشهد من مسرحية لم تكتمل بعد

د. عبد الكريم السوداني

( في ساحة التحرير, قريبا من نصب الحرية , احد المتظاهرين يتحدث مع نفسه .)

· ليس حلما , ليس كما راه الاخرون , رايته بعيني واقفا هنا تحت نصب الحرية .

ها سيدي .. سيدي

توقف لساني وتجمدت عيناي , صرت انظر اليه وهو يستعرض جموع المعتصمين في ساحة التحرير , وضع يده الكريمة على وجهه وكأنه يمسح غبار الطف , ظل ماسكا لحيته البيضاء , لم يلتفت لي , ولكني سمعته يقول

· كل هؤلاء مظلومون ؟

· وهناك اضعافهم ياسيدي.

· جميعهم خرج للوقوف بوجه الظالم ؟

· ليست المره الاولى ياسيدي , ولكن هذه المره ليست كسابقاتها.

· الايخافون الموت ؟

· بل يتسابقون أليه .

· يقيمون الصلاة ؟

· ليس جميعهم ..ولكنهم يعرفون الله ياسيدي.

· شعارهم ؟

· هيهات منا الذلة .

· شعار الطف .

· روحي فداك سيدي , من عرف الله اقتدى بك .

· ومطلبهم ؟

· يريدون وطن .

· وهل هناك اجمل من العراق ؟

· ولكنهم سرقوه ياسيدي , سرقوا كل شئ فيه .

· والحرية ؟

· ها هم يدافعون عنها , ويقدمون القرابين من اجلها .

· حمدا وشكرا لله ,الان سيقضى على يزيد .

· ولكن يزيدا قد مات ياسيدي .

· لم يمت بعد , موجود في كل زمان .

· يزيد .. في كل زمان !؟

· ومعه عمر ابن سعد وشمر وحرمله .

· واين هم الان ؟

· في كل مكان مكان .

(اخذ يؤشر بيده الكريمه بجميع الاتجاهات)

هنا , وهنا , وهنا , وهناك في الجانب الاخر من جسر الجمهورية .

· انت تعر ف اسم هذا الجسر ياسيدي ؟

· وكل جسر وكل مكان تسقط عليه دماءً زكية من اجل الحرية .

· واين هم اصحابك ياسيدي ؟

· اصحابي في كل مكان .

(اخذ يؤشر بيده الكريمة بجميع الاتجاهات )

هناك , وهناك , وهناك , وهنا .

· هنا ياسيدي !؟

· الا تراهم ؟

· اين هم ياسيدي ؟

· هذا حبيب.

· هذا حجي محمد.

· وهذا برير.

· هذا ادهم .

· وهذا زهير .

· انه صديقي شجاع .

· وذاك عابس.

· الكل يعرفه , علاوي.

· انظر سويد .

· هذا غسان .

· عمر وعمير .

· عمر وصفاء .

· وهذا جابر.

· هذا جبار .

· لافرق .

· كيف ياسيدي ؟

· انظر هناك , انه ابو الحتوف.

· ياألهي لا ارى شي غير ابو التك تك.

· جميعهم هنا في ساحة التحرير .

· ماذا يفعلون ياسيدي ؟

· يكفي تواجدهم تحت نصب الحرية .

· انت تعرف نصب الحرية يا سيدي ؟

· ان كان لي عزاء عندكم , اقيموه تحت نصب الحرية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here