“غرفة الحرب”.. كيف سيواجه ترامب إجراءات عزله؟

ترامب اعتبر التصويت "أكبر مطاردة سياسية في التاريخ الأميركي".
ترامب اعتبر التصويت “أكبر مطاردة سياسية في التاريخ الأميركي”.

تصويت الديمقراطيين على قرار لإضفاء طابع رسمي على تحقيقاتهم التمهيدية لإطلاق إجراءات عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا يبدو أنه سيغير من حدة التوتر بين الكونغرس والبيت الأبيض.

وبالرغم من أن هذا التصويت كان مطلبا جمهوريا، فإن نص القرار الذي طرحته رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، قوبل برفض فوري من البيت الأبيض والقيادات الجمهورية.

عضو الكونغرس الجمهوري، ستيف سكاليز، قال، في مستهل جلسة التصويت، إن القرار يفرض قيودا على “الأسلوب السوفياتي” لمنحه رؤساء اللجان المعنية بالتحقيقات حق رفض الشهود.

انتقادات تعكس موقف البيت الأبيض، الذي اعتبر، على لسان المتحدثة باسمه ستيفاني غريشام، أن القرار يؤكد الاستمرار في حرمان ترامب وإدارته من حق أساسي في إجراءات نزيهة.

في المقابل، يرى الديمقراطيون أن فتح جلسات التحقيق للعموم في لجنتي الاستخبارات والشؤون القضائية والسماح لمحامي الرئيس وشهود الجمهوريين بالمشاركة فيها في المرحلة القادمة، يجب أن يكون كافيا لإقناع البيت الأبيض بالتعاون مع هذه الإجراءات.

وبعد شهادات مسؤولين حاليين في إدراة ترامب، يشعر الديمقراطيون بزخم جديد للدفع باتجاه إطلاق إجراءات العزل معتمدين على أغلبيتهم في مجلس النواب.

وتؤكد رئيسة مجلس النواب أن لديها “ما يكفي من أدلة” للسير قدما باتجاه صياغة مذكرات العزل في لجنة الشؤون القضائية.

الوقائع بدل الإجراءات

الرئيس الأميركي، اعتبر أن بعض الشهود أمام جلسات مجلس النواب أعداء سياسيين عارضوا كونه رئيسا من البداية، مشددا على أن نص مكالمته مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يثبت براءته من أي مقايضة بالمساعدات الأميركية مقابل فتح تحقيق بشأن منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية جو بايدن ونجله هانتر.

وبينما يحاول الجمهوريون تركيز انتقاداتهم على الجانب الإجرائي، يؤكد مسؤولو البيت الأبيض لموقع “الحرة” أن ترامب يرغب في التركيز على وقائع القضية، مشددا على أنه لم يرتكب أي ذنب يبرر ما يصفه “أكبر مطاردة سياسية في التاريخ الأميركي”.

ولعل ما يطمئن البيت الأبيض، هو تماسك وحدة الجمهوريين الذين صوتوا بجميع أعضائهم ضد قرار مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.

“غرفة الحرب”

وأمام ما يراه كثيرون حتمية إطلاق إجراءات عزل الرئيس في مجلس النواب على الأقل، يحاول البيت الأبيض والجمهوريون تكثيف الجهود لوضع استراتيجية ثابتة لكسب الرأي العام في معركة تغلب فيها عادة المناورات السياسية على الحجج القانونية.

كما يعتزم البيت الأبيض تشكيل فريق إعلامي وقانوي متفرغ للتعامل مع إجراءات العزل بـ”خطاب موحد”.

وحتى الأمس القريب يعتمد ترامب على مهاراته في استخدام تويتر للرد على إدعاءات خصومه تحت قبة الكونغرس، فيما تتزايد الدعوات في الأوساط الجمهورية لتشكيل فريق على غرار “غرفة الحرب” التي شكلها الرئيس الأميركي، الأسبق بيل كلينتون خلال إجراءات عزله في التسعينيات.

ترتيبات تسابق الزمن مع اقتراب الموسم الانتخابي في العام المقبل. فالديمقراطيون بدورهم يحاولون تسريع هذه الإجراءات معتمدين على تجربة إجراءات عزل كلينتون التي استغرقت 55 يوما.

علما بأن مجلس الشيوخ حكم بالبراءة على كلينون وهو السيناريو الذي يرجحه المراقبون في حال انتقلت إجراءات عزل ترامب إلى هذا المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، حيث سيكون من الصعب على الديمقراطيين الحصول على أصوات ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الضرورية لإدانة الرئيس وعزله عن السلطة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here