جرحى المتظاهرين يعزفون عن مراجعة المستشفيات خشية الاعتقال

ذي قار / حسين العامل

أكد مصدر طبي في محافظة ذي قار يوم الاثنين ( 4 تشرين الثاني 2019 ) إصابة عشرات المتظاهرين والقوات الأمنية في مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب بقضاء الشطرة شمالي الناصرية ،

وفيما أشارت مصادر حقوق الإنسان الى اعتقال أكثر من 100 متظاهر في القضاء المذكور ، أكد مصدر قضائي صدور مذكرة اعتقال بحق رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار المنحل وحمايته لتورطهم بقتل متظاهرين.

وقال مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار للمدى إن ” المستشفيات الحكومية سجلت ليلة الاحد / الاثنين 19 إصابة مختلفة تعرض لها عناصر القوات الأمنية خلال المواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في قضاء الشطرة ( 45 شمال الناصرية ) “، مشيراً الى أن ” الجرحى من المتظاهرين الذين تقدر أعدادهم بالعشرات لم يراجعوا المستشفيات الحكومية خشية الاعتقال من قبل القوات الامنية أو الملاحقات القضائية التي ستعقب تلك الاحداث”. ولفت المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه الى أن ” جرحى المتظاهرين غالباً ما يلجؤون الى محال المضمدين والعيادات الخاصة أو التداوي بمنازلهم ليتجنبوا مخاطر الاعتقال”.

وكانت مصادر أمنية قد أشارت الى إصابة أحد عناصر الشرطة بحروق شديدة إثر تعرضه للاصابة بقنبلة مولوتوف محلية الصنع خلال المواجهات الدامية بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن استخدام المتظاهرين لقنابل المولوتوف أثناء المواجهات مع قوات الأمنية حيث كانت تستخدم قنابل المولوتوف في السابق في حرق الأبنية مقرات الأحزاب.

وفي ذات السياق أكد مصدر في مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار للمدى اعتقال أكثر من 100 متظاهر في قضائي الشطرة والنصر مبيناً أن ” التظاهرات التي شهدتها أقضية الشطرة والنصر في شمالي الناصرية تخللتها عمليات اعتقال أثناء تفريق المتظاهرين اسفرت عن اعتقال اكثر من 100 متظاهر “، مبيناً أن ” مكتب حقوق الانسان يتابع حاليا أوضاع المعتقلين ويتحقق من أي حالة انتهاك لحقوق الانسان قد تعرضوا لها خلال التظاهرات أو يتعرضون لها عقب اعتقالهم”. وأشار المصدر الى أن ” نقابة المحامين شكلت فريق تطوعي من المحاميين للدفاع عن المعتقلين من المتظاهرين وهي تعمل حالياً على الافراج عنهم “.

ومن جانب آخر أعلن مصدر قضائي في محافظة ذي قار عن إصدار القضاء مذكرة اعتقال بحق رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة ذي قار جبار الموسوي وعدد من أولاده وأفراد حمايته لتورطهم بقتل ثلاثة من المتظاهرين وإصابة اكثر من 12 آخرين أثناء مواجهات مع مجموعة من المتظاهرين الذين حاولوا حرق منزل رئيس اللجنة الأمنية.

وأشار المصدر الى أن ” رئيس اللجنة الامنية وبقية المتهمين يواجهون تهمة القتل العمد والشروع بالقتل “.

ومن جانب آخر انفجرت عبوة ناسفة في منزل أحد القياديين في سرايا السلام التابعة للتيار الصدري بمنطقة حي أور أحد ضواحي مدينة الناصرية وأسفر الانفجار عن أضرار مادية بدار القيادي ومركبة كانت مركونة أمام الدار. وقال مصدر أمني للمدى إن ” عبوة ناسفة انفجرت في حي أور واستهدفت دار القيادي في سرايا السلام أمجد الوائلي من دون اية اصابات بشرية”، مبينا أن ” الانفجار أسفر عن اضرار مادية بسياج الدار ومركبة نوع سلفادور كانت مركونة “.

ويعد حادث التفجير الثاني من نوعه الذي يستهدف قياديين من سرايا السلام حيث تم استهداف منزل قيادي آخر في سوق الشيوخ ( 29 كم جنوبي الناصرية ) قبل بضعة أيام ، ويرجح مراقبون في الشأن المحلي أن تكون أعمال التفجيرات من ضمن عمليات تصفية حسابات بين القوى والفصائل السياسية المسلحة. الى ذلك تواصلت التظاهرات وفعاليات العصيان المدني لليوم الثاني على التوالي في محافظة ذي قار إذ باشر المتظاهرون بقطع جسري الحضارات والنصر وسط مدينة الناصرية أمام حركة المركبات منذ ساعات الصباح الأولى مع السماح للحالات الإنسانية بالمرور، فيما شارك الآلاف في التظاهرات في ساحة الحبوبي وسط الناصرية بمشاركة طلبة الجامعات والمعاهد والإعداديات والنقابات المهنية . وتشهد مدينة الشطرة لليوم السادس على التوالي تظاهرات كبيرة، فيما يحاول بعض المتظاهرين حرق منزل الأمين العام لمجلس الوزراء الكائن في منطقة الشعلة، إلا أن الأهالي رفضوا ذلك خشية اتساع رقعة الحريق وتضرر الجيران.

وبلغ عدد ضحايا تظاهرات محافظة ذي قار خلال شهر تشرين الأول 2019 أكثر من 36 شهيداً و 750 جريحاً واكثر من 250 معتقلاً.

وكانت نقابة المحامين في ذي قار أعلنت يوم الاثنين ( 28 تشرين الاول 2019 ) عن اعتقال 50 متظاهراً في ذي قار جاري العمل على الافراج عنهم من قبل فريق تطوعي من المحامين.

وكانت مصادر صحية في محافظة ذي قار كشفت يوم السبت ( 26 تشرين الاول 2019 ) عن ارتفاع حصيلة تظاهرات يوم الجمعة المنصرم الى 12 شهيداً 156 جريحاً، بينها 4 جثث متفحمة عثر عليها في احد المكاتب الحزبية، ، فيما اتهم ناشطون القوات الامنية بالتخلي عن حماية المتظاهرين وتركهم يلاقون مصيرهم على أيدي المجاميع المسلحة التي اطلقت عليهم الرصاص الحي وقتلتهم بدم بارد.

وكانت العديد من المحافظات العراقية ومن بينها محافظة ذي قار قد شهدت تجدد التظاهرات المطلبية يوم الجمعة ( 25 تشرين الأول 2019 ) وقد حصلت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والقوات الامنية ومجاميع مسلحة راح ضحيتها أكثر من 30 شهيداً وما يتجاوز ألـ 2000 جريح في عموم المحافظات المذكورة. وشهدت محافظة ذي قار خلال الأشهر الأخيرة والايام القليلة الماضية سلسلة من التظاهرات المطلبية كان آخرها تظاهرات مطلع تشرين الأول التي انطلقت منذ يوم الثلاثاء (1 تشرين الأول 2019) وشارك فيها آلاف المتظاهرين وتواصلت على مدى 6 أيام دامية راح ضحيتها 22 شهيداً و 391 جريحاً بحسب دائرة صحة ذي قار ، وذلك أثر مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة استخدمت فيها الأخيرة إطلاق الرصاص الحي ، ورفع المتظاهرون الذين معظمهم من شريحة الشباب شعارات تطالب بإسقاط النظام وتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية.

وكانت الاحتجاجات انطلقت مطلع تشرين الأول 2019 في 10 محافظات عراقية من بينها العاصمة بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد، واستمرت لمدة 6 أيام، ووقع خلال الاحتجاجات نحو 120 قتيلاً، بينهم عدد من أفراد الأمن، فضلاً عن إصابة أكثر من 6 آلاف آخرين، فيما أقرت الحكومة باستخدام قواتها العنف المفرط ضد المحتجين، وتعهدت بمحاسبة المسؤولين عن العنف.

وقد تم إغلاق عدد من الدوائر الحكومية بعد أن علق المتظاهرون لافتات مكتوب عليها ” مغلق باسم الشعب ” وأبرز الدوائر التي اغلقت هي

1- مديرية بلدية الناصرية

2- مديرية بلديات ذي قار

3- مديرية تربية ذي قار

4- مديرية الضريبة

5- مديرية التقاعد

6- هيئة النزاهة

7- مديرية البيئة

8- مديرية الجنسية

9- مديريتي الماء والمجاري

10 المجلس البلدي في الناصرية

11 – شركة أور العامة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here