كذبة الفراغ الدستوري و فداحة الغباء الأسطوري !

بقلم مهدي قاسم

أن تبادر حكومة ما إلى تقديم استقالتها فإن ذلك ــ في حالة
حدوثه ــ سوف لن يسبب أو يحدث أي فراغ دستوري قطعا ، لأن استقالة الحكومة لا تعني استقالة أعضاء البرلمان ، ولا يعني كذلك فراغ الحكومة ، لأن الحكومة المستقلة وفقا لبعض بنود الدستور تتحول تلقائيا إلى حكومة تصريف الأعمال لتمشية أمور و شؤون الدولة لحين تشكيل حكومة
جديدة سواء من خلال تصويت البرلمان الحالي أو الذي سيُشكل بعد انتخابات جديدة ، و هذا يعني بكل وضوح عدم حدوث أي فراغ دستوري أو توقف عمليات تمشية وتسيير شؤون وأمور الدولة العامة …

ومع ذلك يصّر المجرم و القاتل الجماعي بحق المتظاهرين عادل
المعدَّس الارجنتيني التعكز على حكاية الفراغ الدستوري بغية تأجيل مسألة استقالته إلى أبعد وقت ممكن ، راغبا في كسب الوقت بغية الهروب إلى الأمام قدر الإمكان ، لأن هذا الكركدن الناعس قد استلذ طعم السلطة العسلي حلو المذاق وكذلك الأضواء المبهرجة ، ولا يريد التخلي
عنها حتى لو أدى ذالك إلى قتل مئات من المتظاهرين ، حاله في ذلك حال باقي الساسة الإسلاميين الذين ينظرون إلى أبناء الجنوب المتظاهرين و غيرهم على إنهم لا يعدوا أن يكونوا سوى أضحية ونذورا و قرابين في محراب سلطاتهم ، و تحت كراسيهم المخملية ، لا أكثر و لا أقل ..

و إلا ما معنى هذا اللغو المتواصل وتكراره الدائم في عدم
تقديم الاستقالة بذريعة أو خوف من حدوث فراغ دستوري ، وهو الأمر الذي سوف لن يحدث قطعا ، مثلما أسلفنا آنفا ؟!..

أم أنه ذلك الغباء السياسي المعهود الذي ألفه واعتاده
منذ 16 عاما الشارع العراقي عند الساسة الإسلاميين الفاسدين والفاشلين على كل صعيد و ناحية ، و لكن البارعين جدا في ضروب اللصوصية والعمالة للأجندة الأجنبية والخيانة الوطنية ضد مصالح الشعب العراقي ؟!..

أم إن إحساسه و أحساس أضرابه من الساسة الفاسدين قد بات
متبلدا ، متحجرا ، بل و عاجزا عن التقاط نبضات الشارع العراقي الخفاقة بجماهيره المليونية الهادرة والرافضة رفضا قاطعا لهذه الحكومة الكسيحة و أحزابها الفاسدة و التي لم تقم بأي إنجاز مهم وكبير وملموس وذات مردود نافع للمجتمع العراقي ، بينما كثير من ناس في أقصى
العالم أخذوا يسمعون هذه النبضات الخفاقة و هدير الجماهير المليونية الزاحفة و الكاسحة و يتحدثون عنها بإحترام وتقدير وإعجاب ، و إلا أليس من غباء فاحش التصرف و كأن شيئا كبيرا ومهما لا يحدث في العراق و أنه لا يمكن القيام بتدوير نفس النفايات السياسية في المنطقة
الخضراء ولو بأغلفة جديدة و ربما براقة بعض الشيء ، ولكن عبثا !!.

علما إن مطالب المتظاهرين قد تجاوزت مسألة استقالة الحكومة
الكسيحة نحو مطالب أكثر شمولا و جذرية من ذلك بكثير :

ـــ أي رمي نفايات المنطقة الخضراء المتعفنة و المترسبة
إلى قمامة التاريخ و حاوية النسيان بعد مسألة ومحاسبة المجرمين السياسيين ــ قضائيا ــ بعقوبات صارمة و شديدة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here