جامعة القادسية تكرّم الباحثة مها المرشدي لاطروحتها في الدكتوراه (الشيخ محمد مهدي الخالصي ودوره السياسي والفكري

جامعة القادسية تكرّم الباحثة مها المرشدي لاطروحتها في الدكتوراه (الشيخ محمد مهدي الخالصي ودوره السياسي والفكري حتى عام 2003م) بدرجة الامتياز

في واحدة من محطات تسجيل التاريخ المشرف لقادة العراق والامة الاسلامية، قدمت طالبة الدكتوراه مها مزهر المرشدي اطروحتها الموسومة (الشيخ محمد مهدي الخالصي ودوره السياسي والفكري حتى عام 2003م) لتسجل في تاريخ العراق بصمة مشرّفة لقائد ومرجع عراقي وإسلامي قدّم كل ما يستطيع من اجل احياء هذه الامة والوقوف بوجه مخططات اعدائها، حيث وقف هذا القائد كالجبل الشامخ ليعلن عن مشروعه التغييري والتجديدي في مسيرة الفقه السياسي في الاسلام بعد فترة من التراجع والانزواء لحركة العلماء، حيث مثلّت خطبه وبياناته ومحاضراته وندواته ومواقفه الانموذج الحقيقي لذلك القائد الذي شخّص هموم الامة وجراحتها ومخططات أعدائها، فوضع لكل داء دواء، ولكل مؤامرة موقف، ولكل حركة توجيه يوصلها إلى بر الأمان.

لقد أجادت الكاتبة والباحثة والاستاذة مها مزهر المرشدي في اطروحتها عندما تناولت الجانب الفكري والسياسي لهذه الشخصية الكبيرة، حيث أثنت لجنة المناقشة على الجهود العلمية المبذولة من قبل الباحثة واستخدامها للمراجع والمصادر، ودفاعها بجدارة عن رسالتها واسلوب بحثها، والنتائج التي توصلت إليها الطالبة؛ الذي بلغ ما يربو على الثمانمائة صفحة، وكما أكدت اللجنة ان الباحثة قدمت معطيات ووثائق لم يسجلها التاريخ مسبقاً؛ لتكون مصدراً مهماً في تشخيص مخاطر تلك الفترة، ودور الحركة العلمائية في بيان المواقف الصائبة والصحيحة منها، ولتشكل هذه الوثائق نقطة منيرة في تأريخ الحركة الإسلامية في العراق ومسيرة قادة التجديد فيها.

فقررت لجنة المناقشة في جامعة القادسة التي ساهمت في الاشراف على الاطروحة وحضور جلسة المناقشة التي امتدت لساعات، وبدقة علمية صارمة مع الباحثة، منحها درجة دكتوراه فلسفة في التاريخ الحديث والمعاصر، بتقدير (امتياز)؛ وهي درجة لا يحصل عليها إلا المبدعون في مجال تخصصهم.

وقد كانت اللجنة مؤلفة كل من: الاستاذ الدكتور عبد الإله بدر الأسدي رئيساً، والاستاذ الدكتور عباس فرحان عضواً، والاستاذ الدكتور عادل مدلول علي عضواً، والاستاذ المساعد الدكتورة اناس حمزة الجبلاوي عضواً، والاستاذ المساعد الدكتور رائد عباس فاضل عضواً، والاستاذ المساعد الدكتور عاصم حاكم عباس الجبوري عضواً ومشرفاً.

ولمن لم يعرف المرجع الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، فقد قدمت الكاتبة عرضاً رائعاً عن مسيرته منذ ان شبّ يافعاً يتتلمذ على يد أبيه وعلماء زمانه، حتى أصبح قائداً يوجه جماهير الامة إلى طريق الحق؛ هذه المسيرة بكل ما حملتها من آلام وجراحات ومخاطر، وما قابلها من صحوة اسلامية جبارة، لم يتوقف فيها متراجعاً عن مبادئه وأهدافه، مما أدى إلى التفاف شباب الامة من الواعين حوله بعد ان لاحظت قوى الظلام والغطرسة هذه الهبّة الايمانية الصادقة، تحركت قوى الشر والغطرسة والاستبداد لإسكات هذا الصوت الهادر، فتعرّض لعدة محاولات اغتيال في محاولة للخلاص منه، بالإضافة الى حملة من التشويش، والتشويه، والتضييق، والحصار الاعلامي، ولكنه أمام كل ذلك كان كالشمس إذا عرضت امامها غيمة لم يحجب عنّا ضياءها، ولم تمنعنا الغيوم فائدتها.

ومدرسة الإمام الخالصي وكل كوادرها، اذ تبارك للأستاذة الدكتورة مها مزهر المرشدي هذا الجهد العلمي المتميز، وهذه النتيجة التي تستحقها بجدارة، والتي وضعت للعراق والعالم العربي والاسلامي مصدراً تاريخياً مهماً ومرجعاً راقياً للباحثين في تاريخ العراق والمنطقة، تؤكد ان مسيرة العلماء لا يمكن ان تتوقف نتيجة المؤامرات، او الضغوط، او محاولات الاغتيال، والله سبحانه وتعالى يأبى ان يترك او يتخلى عن عباده الذين آمنوا به ودافعوا عن دينه وناصروا قضايا الامة العادلة في كل زمان ومكان، وستتواصل مسيرة العطاء العلمي والدعوة الى الله واعلاء معالم هذا الدين الحق والدفاع عن قضايا الامة العادلة وحقوق الانسانية كلها، وهذا عهد قطعه علماء وقادة هذه المدرسة حتى يتحقق وعد الله وقيام دولة الحق إن شاء الله.

وتقديراً واعتزازاً منا لهذه الجهود ننشر مع هذا النبأ العلمي الأكاديمي صورة “إقرار لجنة المناقشة” بأسماء وتواقيع أعضائها، السادة أساطين البحث الجامعي العلمي الاكاديمي في العراق المعاصر.Image preview

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here