المرجع الخالصي يجيب عن اسئلة حول الموقف ما يجري في العراق وما هي النصيحة للمؤمنين في عموم العراق

بسم الله الرحمن الرحيم

ورد إلى مكتب المرجع الديني المجاهد سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، عدد من الاسئلة حول الموقف مما يجري في العراق وما هي النصيحة للمؤمنين في عموم العراق؛ فأجاب سماحته (دام ظله) قائلاً:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد الحمد والصلاة؛ فمما لا يخفى عليكم أن من أسباب هذا البلاء عاملان؛ مستوطن ووافد. أما العامل المستوطن؛ فهو جهل الابناء على مدى أجيالهم ومختلف أطيافهم، الّامن عصم الله، يصاحبه النفور من الناصح الصبور، مقابل الخنوع للمتسلط الجائر. أما العامل الوافد؛ فهو كيد العدو الاجنبي على اختلاف ألوانه وتنوع أطماعه، ولولا الأول لما أستفحل الثاني.

وان ما يجري في العراق اليوم، نتيجة طبيعية لهذه الحقيقة المرة؛ فكيد الإحتلال الأجنبي الجائر هو العامل المدبر الأساس لهذه المآسي برمتها، والمستفيد الرئيس الوحيد من نتائجها، وهذا لا ينفي وجود عوامل ثانوية في الواقع على الارض لا تُحْتَمَل تقتضي التذمر والثورة، من فقر وفاقة، وعطالة وبطالة، وفساد وظلم، وفقدان الأمن والعدالة، وغياب الخدمات الأساسية والصحية والتعليمية، تؤطرها عملية سياسية ماكرة تبناها الاحتلال لتحقيق أهدافه بقيام نظام كسيح مدمر، وحكومة فاسدة عاجز، وبرلمان مخدر مشلول منبثق من انتخابات مزيفة، باسم ديمقراطية لامثيل لها، مبنية على المحاصصة الطائفية، والعرقية العنصرية، والفئوية الحزبية الاسرية، والإقليمية العشائرية، في ظل دستور ملغوم وضع أصلاً لمسخ هوية الأمة باستبعاد الاسلام السمح الموحد بين مكونات المجتمع من الحياة العامة؛ والاستعاضة عنه بالبدائل المفرقة، تمهيداً لبلوغ الهدف الأسمى للعدو المحتل، وهو تمزيق العراق الموحد الى كانتونات هزيلة محتربة، على غرار مشيخات الخليج الهزيلة، بدءً بالدويلة الفدرالية في الشمال نموذجاً، وانتهاءً بزوال شيء-لا سمح الله- كان يسمى العراق من خارطة الوجود.

كل هذا يجري الإعداد له تحت كابوس الإحتلال الجائر، والاتفاقيات الأمنية الاستراتيجية الكاذبة، ومن يحتاج إلى دليل لهذا وزيادة، فليبحث عنه في ركام مقرات الجيش العراقي والحشد الشعبي، المدمرة بقاصفات العدو الاستراتيجي!، بالرغم من سريان بنود ما يسمى بالاتفاقية الامنية الاستراتيجية!، وبحضور التحالف الدولي بقيادة امريكا في الوطن؛ ومن لم يقتنع بهذا ويحتاج إلى المزيد من المعلومات، فليلق نظرة على الواقع المأساوي القائم في العراق، وليراجع بياناتنا المنشورة في التحذير منه ومن الرضوخ لتسويلات العدو منذ ما يزيد عن ربع قرن.

وخلاصة المقال في هذا المجال؛ أن المحتل الجائر هو أساس البلاء القائم والقادم، فعليه ينبغي أن يكون هاجس التخلص منه في مقدمة اهتمامات كل إنسان في العراق وغيره؛ لأن هذا الشر المستطير إن تمكن لا يقتصر على العراق، بل يهدد العالم كله، والعالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص.

(وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الأنفال:25)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الراجي عفو ربه الغني

محمد مهدي بن محمد الخالصي

11 ربيع الاول 1441هـ

9 تشرين الثاني 2019م

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here