ما إن حطّت رحال محمد وأحمد وعدي، وهم شبان في العشرينيات من عمرهم، داخل “قرية الشباب” في إحدى قرى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، حتى تفاجأوا أن المكان من دون إنترنت! ومن دون مركبات للنقل أو أي وسائل تكنولوجية حديثة، إذ إنهم لا يملكون أدنى فكرة عن رحلتهم هذه، فالشركة التي يعملون فيها قررت منحهم فرصة للاسترخاء والتخلص من ضغوط العمل وسط أحضان الطبيعة الخضراء النقية. الإنترنت، الذي شغل بال الشبان الثلاثة فور وصولهم، أصبح في غضون ساعات آخر همومهم، ففي “قرية الشباب” الفلسطينية التي أُنشئت على مساحة 35 دونماً (الدونم = 1000 متر) في الهواء الطلق، وبمبادرة من منتدى “شارِك” الشبابي في الضفة الغربية، وفّرت النشاطات والفعاليات والمغامرات فرصةً لإشباع رغبة الشباب الفلسطيني ووعيهم إلى أهمية وجود مساحات تمكنهم من ممارسة نشاطاتهم بحرية، في جو طبيعي بعيد من الروتين وضيق المكان ورتابة المؤسسات وقاعاتها.
قرية صديقة للبيئة
محمية طبيعية
وسعت القرية منذ تأسيسها عام 2017 إلى المحافظة على التنوع البيئي، وحماية التراث الطبيعي للأرض، واهتمت بتوعية الشباب حول دورهم الحالي والمستقبلي في الحفاظ عليها، مع توفير بيئة طبيعية مريحة وممتعة لمجموعات الشباب من أجل ممارسة نشاطات مجتمعية وتعليمية وترفيهية ورياضية مختلفة، تمكن الشباب والعائلات الفلسطينية من التمتع والاستجمام بمحمية طبيعية.
ويقول عدي حافظ (29 سنة) من مدينة رام الله، إن “الحياة أصبحت بوسائل تكنولوجية حديثة، ولم نعد نقوى على الحياة من دون الهواتف المحمولة والسيارات والإنترنت، لكن بمجرد وصولي إلى “قرية الشباب” تفاجأت بهذا الكم من النشاطات والفعاليات الجميلة التي لم أتوقع يوماً أن أجدها في مكان فلسطيني، فهنا نلعب شد الحبل، ولعبة نقل الحجارة لعمل أسوار للأراضي، كما نقوم بقطف ثمار الزيتون، ومساءً نلتف حول النيران، لنبدأ بعدها عملية عصف ذهني ومسابقات. كما أن أغلب المشاركين في المعسكرات من فئة الشباب، وهو أمر لافت وجميل، فالأفكار الشبابية متقاربة ومليئة بالشغف والطموح والأمل، وهي فرصة رائعة للتفريغ النفسي من ضغط العمل هنا في أحضان الطبيعة ومع الأصدقاء”.