لو كان رئيس الحكومة جديا في مكافحة الفساد لما عيَّن ناطقيين رسميين

بقلم مهدي قاسم

نقول لو كان رئيس الحكومة عادل عبد المهدي جديا و نزيها
في محاربة الفساد و هدر المال العام لما أصّر على أن يكون عنده ناطقين رسميين أحدهما ــ سعد الحديثي ” ناطقا ” باسمه بصفته رئيسا للحكومة و الثاني اللواء عبد الكريم خلف ” ناطقا رسميا بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة !!..

إذ من المعلوم ـــ ووفقا لبعض مواد الدستور ـــ إن رئيس
الحكومة العراقية إلى جانب منصبه هذا ، فهو يتمتع بمنصب القائد العام للقوات المسلحة أيضا و في آن واحد ، ومن هنا فليس من ثمة ضرورة لوجود ناطقين رسميين ، و لكن لو وُجدت ضرورة لذلك من باب الحرص المالي وسياسة الترشيد الاقتصادي و التوفيري ــ أن وُجدا ــ فكان ينبغي
أن يكفي ناطق رسمي واحد ، نظرا لما يكلف ذلك من نفقات إضافية بدون أية فائدة وظيفة مهمة ، نفقات باهظة تثقل كاهل الميزانية العامة ، من خلال فتح مكاتب وأقسام لناطقين رسميين ، بإيجارات مرتفعة ، مع أثاث فخم ، إضافة إلى عدد كبير من موظفات و موظفين و سواق سيارات و
جايجية ، وإفادات و نثريات ، في الوقت الذي تزداد نسبة الفقر والعوز والحرمان و البطالة بين صفوف شرائح و فئات كبيرة من حيث تزداد بوتائر سريعة و متصاعدة ، طبعا ، بتواز مع أزمات مالية خانقة تدفع الحكومة إلى طلب قروض بين وقت و آخر من مؤسسات مالية دولية ــ كصندوق
النقد الدولي ــ طبعا بشروط و قيود مثقلة للاقتصاد العراقي على مدى بعيد ..

بطبيعة الحال نحن هنا لسنا بصدد محاججة عادل الزوية وذلك
انطلاقا من اعتقادنا الراسخ ليس فقط بعدم حرصه على المال العام ، إنما بمدى شهيته المفتوحة والنهمة الجشعة نحو النهب و الفرهدة و الهدر والتبذير للمال العام ، بدليل أنه وافق على استلام مليون دولار شهريا مجرد نثريات فحسب فضلا عن رواتبه ومخصصاته الأخرى عندما كان
نائبا لرئيس الجمهورية ، طبعا دون أن يتحمل عناء تقديم أية فواتير بخصوص صرفيات هذا المبلغ المتواضع والبسيط نقصد عن ” نثريات ” المليون دولار !!..

إذن فنحن لسنا بصدد محاججة عادل عبدالمهدي لعدم جدوى ذلك
، لكون أمره ميؤوس منه تماما ، بقدر ما نريد أن نرد على بعض ” السفهاء ” ممن وقعوا فجأة في حبه وعشقه الخلاّبين والصوفيين المشتعلين بين ليلة وضحاها !! بعد سبه و شتمه ضمن ساسة شيعة آخرين منذ سنوات طويلة ، طبعا لغاية في نفس يعقوب !! ، والذين يدافعون الآن عن سياسة
حكومته الفاشلة والكسيحة بذريعة لم تمض سنة على تشكيل حكومته وأنه كيف يستطيع أن يحل معضلات ومشاكل سنوات طويلة توارثها عن سلفه ؟ ، متسائلين كيف يمكن مطالبته إذن بإصلاحات كبيرة ؟، وهم يطرحون سؤلا غبيا كهذا بسبب تخشب ذاكرتهم و تسطح وعيهم المترسب( و بالمناسبة فهي
حالة يتسم بها عادة كل طائفي و عنصري متعصب لا يرى أبعد من أنفه الشوفيني الأفطس ) لكونهم تناسوا أن عادل عبد المهدي كان ـــ عبر 16عاما ــ و لا زال أحد فرسان نظام المحاصصة الطائفية الذي ساهم مساهمة فعّالة و كبيرة في تأسيسه و ديمومته واستمراريته حتى الآن، سواء
كأحد قادة المجلس الإسلامي الأعلى ، أو كوزير للمالية و تاليا نائبا لرئيس الجمهورية و الان رئيسا للحكومة منذ سنة ..

فكيف لا يكون مسؤولا عن كل هذه السنوات يا ذوي عقول صخول
و أسماك بائسة !!…

طبعا دون أن نعيد ما كتبناه قبل أسابيع بخصوص تعيينه النائبة
السابقة حنان الفتلاوي مستشارة عن شؤون المرأة و التي سبق لها أن اعترفت علنا بأنها سياسية فاسدة من خلاله تصريحها التلفزيوني الشهير حول تقسيم ” الكعكة ” !!.. .

كما لا نحتاج إلى التأكيد على أنه إذا كان المسؤول نزيها
فأنه لن يعين سياسيات أو ساسة فاسدين يعترفون علنا عن فسادهم ، فرغم ذلك يعينهم مستشارين له ..

و بهذا الصدد يقول نيلسون مانديلا :

(
لا يدافع عن الفاسد إلا الفاسد، ولا يدافع عن الساقط إلا الساقط، ولا يدافع عن الحرية إلا الأحرار، ولا يدافع عن الثورة إلا الأبطال، وكل شخص فينا يعلم تماماً عن ماذا يدافع )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here