واشنطن بوست: غرباء يلاحقون المتظاهرين عبر كاميرات الهواتف ثم يختطفونهم

ترجمة / حامد أحمد

على مدى اكثر من شهر صمد محتجون عراقيون أمام اطلاقات رصاص حي وقنابل صوتية وقذائف غاز مسيل للدموع وخراطيم مياه، وهم يرددون شعارات ويرقصون ويدعون الى اجتثاث النظام السياسي باكمله .

الطبقة السياسية تدافعت ثم رصت صفوفها، ومع بدء التحشيدات الان بالانكماش وعدم فتور عنف الدولة، فان شعورا بالخوف بدأ يزحف عبر حركة الاحتجاج. رجال غرباء يظهرون داخل الخيم، يلتقطون صور ثم يغادرون. ضباط شرطة قالوا لناشطين تمكنوا من القبض عليهم انه من الافضل لهم ان يدلوا بمعلومات عن اصدقاء لهم .

استنادا للمفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان فانه منذ بدء المظاهرات ضد الحكومة في بغداد والمحافظات الجنوبية في 1 تشرين الاول، فان اكثر من 320 شخصا قد قتل مع جرح 15 الف شخص آخر.

ومع بدء التحشيدات بالتقلص بدأت من جانب آخر اجراءات قمعية اوسع. مئات من المحتجين قد تم القاء القبض عليهم. متطوعين طبيين اختفوا وهم في طريقهم لساحة التحرير وسط بغداد ولم يسمع عنهم شيء منذ ذلك الوقت . خلال عشرات المقابلات التي اجرتها واشنطن بوست معهم، وصف متظاهرون ومتطوعون طبيون ظهور ضباط مخابرات واشخاص مجهولون في خيم مليئة بالاصدقاء، حيث يقومون بالتقاط صور بهواتفهم النقالة ثم يغادرون. واظهر نشطاء رسائل نصية على هواتفهم النقالة تنصحهم بالذهاب الى البيت أو تتضمن تهديدات.

غيث محمد 28 عاما، قال وهو يجلس في خيمة مع بقية زملاء من المحتجين “الكل خائف الآن، ولكن يتوجب علينا البقاء. الذهاب للبيت يعني التنازل وكذلك المخاطرة باحتمالية الخطف من قبل عناصر امنية. لقد قررنا البقاء والموت هنا من اجل حقوقنا .”

الاحتجاجات، التي بدأت أولا مطلع شهر تشرين الاول ثم استؤنفت مرة اخرى بعد اسابيع، قد توسعت لتصبح مصادمة بين جيل شباب نشأوا في خضم الغزو الاميركي للعراق وبين النخب السياسية التي انتفعت من نظام انتخابي ساعدت الولايات المتحدة بصياغته. وفي خطاب لهم موجه لحشود شبابية تعاني من بطالة في بلد غني بالنفط، تقدم كل من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح بوعود جديدة وتعديلات تشريعية. ولكن على مستوى الشارع جوبهت وعودهم بعدم الوثوق بها . علي صالح، طالب متظاهر في ساحة التحرير قال “يقدمون وعودا بالتغيير في كل مرة نتظاهر فيها، ولكن القضية هي ليست قضية قانون جديد أو امتيازات نريدها. انها حقوقنا. نريد تغيير جذري في الطريقة التي نحكم بها . ” استنادا لثلاثة مسؤولين مقربين من عبد المهدي رفضوا الكشف عن اسمائهم ذكروا ان الاضطراب تسبب بارباك اقطاب السلطة في العراق، في بادئ الامر اقنعوا رئيس الوزراء بالاعداد لخطاب استقالة قبل ان يقنعه مساندون له في بغداد وطهران بالعدول عن ذلك. وخلال الاسابيع اللاحقة اجتمعت كتل سياسية من مختلف انحاء العراق ورصت صفوفها بموافقتهم على حماية النظام . وقال عزت الشابندر، وهو مستشار غير رسمي لعبد المهدي: “الكل يساند رئيس الوزراء. اذا غادر ستكون هناك فوضى، ولا أحد يريد ذلك ان يحصل .” حجم اعداد القتلى ما يزال غير واضح. مسؤولون طبيون ومن مؤسسات حقوق الانسان قالوا ان مكتب رئيس الوزراء منع مستشفيات من مشاركة هيئات رسمية توثق حالات العنف بالاعداد الكلية للخسائر. وقال موظفون من مراكز طب عدلي محلية انه تم منعهم من اعطاء اي معلومة عن عدد الجثث التي استلموها . وبينما تبقى الحصيلة الرسمية لعدد القتلى مكبوتة، فان عيادات طبية في مختلف انحاء بغداد واخرى في مدن جنوبي العراق اجريت لقاءات معهم عبر الهواتف. قالت العيادات ان المحتجين كانوا متخوفين جدا من الذهاب الى المستشفيات، حيث يخشون رصدهم او اعتقالهم. في ساحة التحرير كان هناك شاب وهو يتلوى بينما ينزف الدم عبر الضماد الذي لفت به جراحه. قال احد الاطباء “انه بحاجة لعلاج عاجل ولكنه يرتعب من ان يذهب الى مستشفى بسيارة اسعاف. لا احد يشعر بالامان عند مغادرته المكان، لهذا سنبقى”.

عن: واشنطن بوست

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here