الشهيد القائد المجاهد بهاء الدين أبو العطا “أبو سليم”(1977م – 2019 م )

بقلم :- سامي إبراهيم فودة
قال تعالى : “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا “صدق الله العظيم
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وفدائي من مغاوير مقاتلين المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة,فقد ترجل هذا الفارس المقدام الهمام ليلحق بركب من سبقوه على هذا الطريق المعبد بالأشلاء والدماء بعد حياة حافلة بالجهاد والملاحقة والتضحية والفداء والبذل والعطاء ليسجل اسمه بمداد الدم في أنصع صفحات التاريخ, وليعلن دمه بدء مرحلة جديدة في رحلة الدم الذي هزم السيف,
أنه الشهيد القائد المجاهد بهاء الدين أبو العطا “أبو سليم” قائد المنطقة الشمالية وأحد أبرز أعضاء مجلسها العسكري القدس لحركة الجهاد الاسلامي في قطاع والذي ارتقى شهيداً مخضباً بدمائه الطاهرة ومعه زوجته اسماء أبو العطا وإصابة أربعة من أبنائهم بعد استهدافه في غارة استهدفت منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وذلك فجر يوم الثلاثاء الموافق12/11/2019م من عمر يناهز42 عاماً,
وُلدَ القائد المجاهد/ بهاء أبو العطا المكنى بـ” أبو سليم” في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر1977م في حيّ الشجاعية بمدينة غزة, في كنف أسرة فلسطينية متواضعة مناضلة وينحدر من عائلة عريقة ومجاهدة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف, حيث تلقَّى تعليمهُ الابتدائيَّ والإعدادي والثانوي في مدارس الشجاعية وأنهى مرحلة الثانوية واصل مسيرته الجامعية ودرس علم الاجتماع. فهو متزوج وأب وله الأبناء خمسة وهم / سليم 19 عاماً- ومحمد 18 عاماً- وإسماعيل 15 عاماً- وفاطمة 14 عاماً- وليان 10 أعوام…
محطات مضيئة في حياة القائد المجاهد الشهيد / بهاء ابو العطا “أبو سليم”
التحقَ القائد المجاهد الشهيد / بهاء أبو العطا “أبو سليم” في صفوف حركة الجهاد الاسلامي منذ بداية العام 1990،حيثُ تدرَّج في العمل التنظيمي إلى أن أصبحَ قائد المنطقة الشمالية بسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين..
يعتبر من الشخصيات المؤثرة في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ،وأحد أبرز أعضاء مجلسها العسكري في قطاع غزة،
القائد المجاهد الشهيد بهاء ابو العطا “أبو سليم” مسؤول عن الكثير من العمليات الهجومية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقد اشرف على صنع الاسلحة وتحسين قدرات اطلاق الصواريخ بعيدة المدي وخاصة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، وعمليات القنص على السياج الأمني المحيط بقطاع غزة من الناحيتين الشرقية والشمالية. وينظر له في الاستخبارات العسكرية الصهيونية نعصر تصعيد,
علماً القائد المجاهد الشهيد بهاء ابو العطا قاد جولات التصعيد والحروب على قطاع غزة بنفسه، فكان نعم القائد في الميدان، ونعم الموجه للجنود، وتعرض لثلاثة محاولات اغتيال وكان آخرها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة في العام 2014وقد نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية، حين كان نائباً لقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس دانيال منصور (أبو عبد الله)، الذي اغتالته إسرائيل في الثالث من أغسطس/آب من العام 2014وأصيب بجروح في إحدى هذه المحاولات التي استهدفته في العام 2012.
أصبح الشهيد القائد مصنفاً لدى كيان الاحتلال كواحد من أبرز المطلوبين مؤخرا على مستوى الإقليم بأكمله، وليس على نطاق القطاع.
نظرة الوداع الأخيرة ..
لرحيل القائد المجاهد / بهاء أبو العطا “أبو سليم”
انطلق صباح يوم الثلاثاء الموافق 12/11/2019م، موكب الشهيد بهاء أبو العطاء وزوجته من مجمع الشفاء الطبي وصولاً إلى مقر سكناهم في حي الشجاعية, واللذين اغتالهما الاحتلال عبر قصف استهدف منزلهما وألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليهم من قبل العائلة المناضلة وأقيمت عليهم صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر في المسجد العمري، شرقي مدينة غزة ودع جثماني القائد “ابو العطا” وزوجته الآلاف من الجماهير الغفيرة وكبار الشخصيات القيادية من والقوى الوطنية والإسلامية وعدد من قيادات الفصائل الفلسطينية المختلفة وعلى راسهم قيادة حركة الجهاد الإسلامي،
وساروا في موكب جنائزي مهيب خيمت عليه أجواء الحزن وردد المشيّعون، هتافات غاضبة، تندد بعملية الاغتيال، وتدعو الفصائل بالرد على عملية الاغتيال، وانتقل المشيعون حاملين جثماني الشهيديْن على الأكتاف لمواراة جثمانيهما إلى مثواهم الأخير متوجهين نحو مقبرة “الشجاعية “شرقي مدينة غزة وأقيم للشهداء بيت عزاء في حي الشجاعية, وقام بتقديم واجب العزاء عامة الناس ورجال الإصلاح والوجهاء والمخاتير وأعيان البلد والشخصيات الوطنية والاعتبارية..
المجد للشهداء الأبرار
والشفاء للجرحى الاوفياء
والخزي والعار للخونة الصهاينة القتلة المجرمين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here