المنبوذين في العراق

د. عبدالرضا الفائز

[email protected]

شباب محبط شجاع مؤمن بوطنه في مواجهة طبقة مشلولة فاشلة لا تؤمن بالوطن بعد أن سرقته في شيطان فاسد ورفيق ساكت. شباب جديد لم تتلوث وطنيته بعد بانتماءات الضعف والتخلف وما يعتش منه التشرذم والتفرق الذي يريده أعداء العراق وسراقه الكبار والصغار أن يستمر. شباب في مئات آلاف من مختلف الأديان والطوائف والمناطق. طلاب مدارس وجامعات ونقابات ومؤسسات عديدة في تظاهرات أشترك فيها الأطفال والنساء. يرفعون علم العراق الذي يخافه الفاسدون في طبقة نخرة ومستفيدون لا تستطيع أن تجمع أنفارا في مظاهرة مؤيدة واحدة لها، كما تكون الديمقراطية، التي بتزييفها سرقوا وبحرق صناديقها تسلقوا.

فما أقبح العراقيين حين يتفرقوا طوائف وأعراق وريات، وما أجملهم حين يتوحدون تحت علم العراق. هذا ما يقدمه اليوم لنا شباب العراق وأكرم به من جيل شجاع. إنها عدوى نبيلة بدأت ولن تتوقف وسوف تنتشر كالنور في عموم العراق، فليس هناك أقوى من فكرة حل زمانها. إنه شباب لم يتلقح بالفساد والخوف في عهود الاستبداد والذل. جيل لا يخاف الموت ولن يتراجع عن الكرامة وقد قدم أكثر من 12 ألف شهيد ومصاب حتى اليوم. وهو لا يحتاج كلامنا ولن يحبطه من يدافعون أو يبررون عن ديناصورات تخلفت ومخلوقات تشوهت.

لقد سقط صدام يوم أستخدم الرصاص والدبابات والمقابر الجماعية ضد الشعب في 1991، وإن كان مفضوحا قبل ذلك. وكان اللص طاغية وأنفار في عائلته وسفلة من عشيرته، فخلفوه في طبقة رسبت في الإنجاز والإدارة وفشلت في الأمانة والطهارة. فلا مكان لها في عراق قادم يتجدد سيحرق نوره الفاسدين … المنبوذين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here