النظام والدولة والجيش!!

ثلاثية الأوطان الضرورية لقوتها وهيبتها وتحقيق إرادتها , فالثابت في الوطن هو الدولة والجيش والمتغير هو نظام الحكم.

ولا يمكن لوطن أن يكون ويبقى إذا تحطمت فيه الدولة والجيش , لأن الهيكل العظمي للوطن يتحطم , ولا يمكن لمن يفقد هيكله العظمي أن يتمتع ببعض القوة والقدرة على الحياة.

ولو تأملنا العديد من الأوطان التي خاضت حروبا وواجهت شدائد وإندحارات , فأن الواضح فيها ثبات الدولة والجيش , وتغير طبيعة أنظمة الحكم.

وعندما تُستهدف الدولة والجيش , فأن الأوطان تدخل في مرحلة إضطرابات خسرانية مريرة تستنزف طاقاتها وقدراتها وتتحول إلى عصف مأكول.

والأمثلة متعددة , فليبيا فقدت دولتها وجيشها ونظامها فأصابها الذي أصابها , وكذلك العراق الذي جرى له ما جرى بسبب هذا السقوط المدوي الشامل , بينما مصر تغير نظام حكمها وبقيت دولتها وجيشها , وكذلك تونس , والسودان.

ولهذا فأن الشعوب الحية تحرص على دولها وجيوشها ولا تفرّط بهما , وفي بعض بلداننا نشأت حكومات بلا قدرة على بناء الدولة المعاصرة الوطنية الحريصة على مصالح الوطن , فجعلت من الفساد دعائم لها مما تسبب بخسائر وإحباطات ومقاساة متراكمة , إستهدفت الشعب وأفرغته من قدرات الحياة الحرة الكريمة.

كما أنها إرتضت حل جيش الوطن وتفكيكه وتحويله إلى موجود ضعيف , وأوجدت المليشيات والفئات المسلحة كبديل عن الجيش الوطني , وفقا لرؤى طائفية وتوجهات مذهبية عقيمة , مناوئة للوطن والتعبير العملي عن صدق الوطنية وبناء الحياة العزيزة.

وبسبب ذلك صارت الدولة عبارة عن كينونات تخضع لفصائل مسلحة تابعة للآخرين , الذين يسيرونها وفقا لما تقتضيه مصالحهم وأهدافهم المرسومة.

وبهذا فقدَ الوطن هيبته والدولة قيمتها والجيش دوره , وتمكنت من الواقع اليومي قوى ذات أجندات فئوية نفعية إستحواذية لا تعنيها شؤون الوطن , وما تريده أن تغنم ما تستطيع , لكي تثرى وتتجبر وتهين المواطنين.

وعليه فأن الحكومات التي تدّعي الوطنية عليها أن تحافظ على كيان الدولة والجيش , وتعرف أن من واجبها خدمة المواطنين والحفاظ على سيادة الوطن , وأن يكون الجيش فيه يتمتع بصفة وطنية مستقلة خالصة للوطن.

فحافظوا على هيبة الدولة وقوة الجيش , لأنهما ثوابت القوة وأدوات تقرير المصير!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here