بالون فقاعات أوهام من ماركة مقتدى الصدر !!

بقلم مهدي قاسم

الرتوش و المكيَّجة التهريجية و السيركية الأخرى لمقتدى
الصدرأخذت تتساقط ، شيئا فشيئا ، أمام الزحف الجماهيري الكاسح و العظيم للمتظاهرين البواسل و رفضهم الكامل للتراجع أو المساومة أمام طروحات تضليلية أو حلول إصلاحية ترقيعية خادعة ، ليبدو وجهه ــ وهو يكتسب ملامحه الأصلية ــ خاليا تماما إلا من بلادة ذهول و تجهم
عبوس لرجل لم يعد يملك ذلك التأثيرأو النفوذ الجماهيري الكبيرعلى أناس بسطاء و غير بسطاء ، بعدما أكتشف حتى هؤلاء الناس أنه ” قائد ” متقلب المواقف والمزاج السياسي و سريع انتقال من موقف إلى آخرمتناقضة أو متساومة حينا مع أو ضد علنا حينا آخر ، لتضليل الأتباع ،
و تواطؤ صريح خلف كواليس المحاصصة لتقسيم مناصب و مغانم مع الفاسدين الكبار من ساسة ومسؤولين لكسب الأنصار من ناحية أخرى ، و قد اكتشفوا أخيرا أنه لا يمكن التعويل عليه لقيادة عمليات إصلاحات حقيقية و جذرية شاملة في العراق ، بالرغم من ” نواياه الوطنية ” المعلنة
و التي اتضحت هي الأخرى أنها ليست سوى تعبيد طريق إلى الجحيم العراقي لتبقى سالكة ، متعرجة دائما امام هؤلاء الفاسدين الكبار الذين يسببون معاناة و عذابات شديدة و فظيعة للمواطنين العراقيين أن كان من ناحية المعيشة أو البطالة أم الخدمات ..

أما بالنسبة لنا ــ و كذلك لبعض أخر منا ــ فنحن منذ
البداية اكتشفنا الدور السيركي و التهريجي الرديء لمقتدى الصدر و حذرنا من خطورة دوره ومواقفه السياسية المتقلبة على طول الخط منذ أن تحالف مع العراب الروحي للقاعدة الإرهابية حارث الضاري في ” المقاومة الوطنية ” فصاعدا و التنديد بنظام المحاصصة وقوات الاحتلال التي
أوجدته ، ولكن في الوقت نفسه المشاركة فيه منذ البداية وحتى الآن بوزراء و سفراء وآلاف من مدراء عامين ، غالبيتهم انغمسوا في مستنقع الفساد ــ أسوة بأقرانهم من أحزاب أخرى ــ سرقة و فرهدة للمال العام و مصادرة عقارات الدولة ..

لعل صورة مقتدى الصدر السياسية الكبرى قد اهتزت متجسدة
أخيرا حتى أمام أتباعه الواعين بعض الشيء في عدم انسحاب كتلته” سائرون ” من الحكومة أو سحب الثقة بها تمهيدا ــ على الأقل ــ لإجبارها على الاستقالة ، و ذلك تمشيا و انسجاما مع مطالب غالبية المواطنين و إرادتهم الوطنية ، إذ أن حكومة القاتل عادل عبد المهدي قد تشكّلت
ضمن توافق و مباركة كتلي ” الفتح ” المبين !! بزعامة هادي العامري الذي كرس نفسه من أجل الدفاع عن مصالح إيران في العراق و العالم ، بينما ” سائرون ” مضت سائرة في طريق الفساد و الوهم و التيه بزعامة مقتدى الصدر ، و هذا يعني بانه لو انسحبت كتلة ” سائرون ” من الحكومة
فأن الحكومة كانت ستسقط تلقائيا لفقدانها الأغلبية النيابية ولكنه ــ أي مقتدى الصدر ــ لم يقدم على ذلك ، طبعا خوفا من فقدان المناصب والمغانم التي جعلته يعيش كأمير غير متوّج ، له حتى طائرته الخاصة في التنقلات المكوكية والسفرات السياحية بين لبنان و إيران في الوقت
الذي لا يجيد كثير من تلاميذ العراق الصغار الغضين مقاعد أو مناضد ولو خشبية أو معدنية للجلوس في صفوف عشرات من مدارس طينية خربة في وسط و جنوب العراق فيضطرون للجلوس أما على أرض جرداء رطبة و باردة أو على” بلوكة ” اسمنتية خشنة وقاسية !..

فليبرر مقتدى الصدرــ على الأقل أمام أتباعه ــ لماذا
لم تنسحب” سائرون ” من التشكيلة الحكومية بل و من مجلس النواب أيضا ، إذا هو مقتنع بأن إصلاحات الحكومة وهمية ؟ فماذا انتظر و ينتظر حتى الآن ؟ فهل ينتظريوم رجوع الشعب العراقي إلى العصر الحجري مثلا ؟!..

(الصدر
يدعو الموظفين للإضراب ويصف إصلاحات البرلمان بـ”الوهمية”الصدر  يدعو الموظفين للإضراب ويصف إصلاحات البرلمان بـ"الوهمية"

دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الاربعاء، الموظفين إلى الاضراب الشامل ولو ليوم واحد، مؤكداً أن الإصلاحات التي قدمها البرلمان “كاذبة ووهمية” لإسكات صوت الثائرين، مشيراً إلى عدم جديتها وقانونيتها.

وقال الصدر، عبر تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”  إنه يجدد مناصرة الثوار بامور ثلاثة، من بينها “على الموظفين الشرفاء مساندة إخوانهم الثوار بإضراب شامل ولو ليوم واحد”.

وأضاف أن على “الشرفاء في البرلمان العمل على إقرار الإصلاحات الجذرية كتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها وكذلك تغيير بعض بنود الدستور”، حاثا “أئمة الجمعة في كل المحافظات على أن يقودوا مظاهرة سلمية لمساندة الثوار لكي تتحقق الإصلاحات”.عرض الصورة على تويترعرض الصورة على تويتروتشهد العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات الوسطى والجنوبية، منذ الـ 25 من تشرين الأول الماضي، تظاهرات حاشدة تخللتها مصادمات مع القوات الأمنية، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص في صفوف الطرفين، وإصابة الآلاف.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here