قريبا من جبل احد حوارا مع الحالمين بالتغيير واريد وطن

راضي المترفي  

امجد سلطان ..في معظم الانتفاضات يوجد وجهان .. النصر او الخذلان الا في هذه الانتفاضة فأن وجهاها (النصر او النصر )

عداي السلطاني .. عدم قبول ترشيح كل من عمل في الحكومات السابقة

صادق البنداوي .. وحمل تشرين لنا موعدا مع الثورة والانتفاضة المحمولة برا الى ساحة التحرير على جناح التك تك

.

ثوره بغلاة العين وبطيبة الكاع

طبع الوطن مزيون والعشكو اسباع

قبل انتفاضة تشرين الشبابية لم تكن ساحة التحرير اكثر من مكان حيوي في وسط العاصمة يزينه نصب الحرية لجواد سليم وينتصب في اخره تمثال الام لخالد الرحل وتشمخ في الحد الفاصل بينه وبين ساحة الطيران لوحة لفائق حسن اضافة لمعالمه الاخرى وبناياته التي يعرفها العراقيون جيدا لكنها بعد الانتفاضة تحولت الى محج يشد الرحال اليه كل من تاقت نفسه للثورة ورفض الظلم ومشاركة الشباب انتفاضاتهم وغطى على كل معالم العالم التاريخية والفنية وحطم كل الارقام القياسية بكثرة الصور التذكارية التي التقطت فيه وبرزت فيه معالم لم تكن في الحسبان وان كانت موجودة قبل الانتفاضة ومن اهمها بناية ( المطعم التركي ) التي كانت مهجورة منذ سنوات طويلة خصوصا بعد ما ابدل المنتفضون اسمه ( جبل احد ) وزينوه بالاعلام العراقية وصور الشهداء والنفق الذي نفض عنه المنتفضون غبار الاهمال وغسلوه بماء الانتفاضة ونثروا على جدرانه باقات الجمال من صور وشعارات والمعلم الثالث والاهم كان ( التك تك ) الذي حملت الانتفاضة اسمه واسبح جزء لايتجزء ولايمكن فصله عن الثورة ومن يوم 25 تشرين الاول حتى اليوم 14 تشرين الثاني حج الرحال الى ساحة التحرير عشرات الالاف من منتفضي المحافظات وشبانها وادوا مناسك الانتفاضة ومشاركة شركاؤهم في الساحة ونزف قسم منهم دمه على اسفلت شوارع الساحة او اديمها جرحا او شهادة واغلب من زار الساحة من منتفضي الجنوب والفرات الاوسط والوسط وحتى المحافظات الشمالية زادتهم زيارتهم عزم على عزم ومن منطلق التوثيق قررت توجيه اسئلتي الى ثلاثة اجيال يتواجدون في الساحة وسافرد لابطال التك تك حوار خاص بهم .

·      الشاعر عداي السلطاني قارب الخمسين او تجاوزها بقليل مكث في الساحة من اليوم الاول للانتفاضة واستنشق سموم ( دخانيات ) الحكومة وقواتها الامنية وتحمل كل ظروف وتقلبات مزاج السلطة في تعاملها مع المتظاهرين السلميين حتى تم اعتقاله والافراج عنه لكنه لم يضعف ولم يشعر بالتعب .. انشد للانتفاضة وظهر على الفضائيات من دون وجل او خوف واقام لها مهرجان شعري لثلاثة ايام واصبحت ساحة التحرير بيته والمنتفضين عائلته والعراق عشقه الاوحد وهمه الاول والاخير نجاح الانتفاضة واستعادة الوطن .. كان سؤالي له شحيح الكلمات لكنه بحجم العراق وكانت اجابته :

·      عداي ماذا تريد من الانتفاضة ؟

·      لتكن البداية اعلاه هي نهاية الاجابة والبداية هي اولا اقالة الحكومة وحل البرلمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة تعمل لتشكيل مفوضية مستقلة وتعديل الدستور وتهيئة الظروف لاجراء انتخابات خلال فترة من ستة اشهر الى سنة ويكون النظام رئاسي وعدم قبول ترشيح لكل من عمل في الحكومات السابقة بدرجات خاصة كذلك انتخاب مجلس قضاء مستقل كما لايحق لاعضاء الحكومة المؤقتة الترشيح لاي منصب حكومي .

·      صادق البنداوي .. شاب ثلاثيني من يرى عنفوانه والتصاقه بساحة التحرير والانتفاضة يصاب بالدهشة ويتسائل .. كيف لهذا العنفوان ان تلجمه سلمية المتظاهرات ولايدفع بصاحبه الى صدام مع القوات الامنية التي تحاصر المنتفضين وتمطر عليهم قنابر الـ ( سي اس ) المصنوع محلي والمتلاعب بزيادة الكمية فيه عن القياسات الدولية ورصاص مطاطي وحي وعبوات صوتية ومع ذلك لم يداخلهم الخوف ولم ينفض سامرهم وكان سؤالي له بضخامة ساحة التحرير ..

·      صادق انت والانتفاضة الى اين ؟

·      الثورة او الانتفاضة هي الروح الوطنية التي كانت مكبوتة في داخلي ولم استطع الافصاح عنها بسبب تحزب الاخرين من حولي وعبدة الاصنام السياسية  فالتزمت الصمت والانتظار وحمل تشرين موعدا لنا مع الثورة والانتفاضة المحمولة برا الى ساحة التحرير على جناح التك تك وكان ان عاد الزمن بنا الى الوراء عشرين عاما لنكون اقوى واكثر عزما على استعادة الوطن بانتفاضة سلمية لانحيد عنا ولو كتب لنا النصر سنكون استعدنا الوطن وسنسلمه للاجيال القادمة امانة غالية تحافظ عليه بالدماء من كل لص وسارق ومغتصب وان كانت الاخرى فنحن ايضا انجزنا واجبنا وكسرنا ظهر الاحزاب وزرعنا بذرة الثورة في قلب كل طفل وشاب وامراة وواصبح بموجب هذه البذرة كل اعداء الوطن هباء منثورا

·      امجد السلطان .. شاب بعنفوان العشرينات وجمال الطفولة وطيبة الثائرين .. من يرى هدوئه وحكمته يظنه شيخا شارف على السبعين لكن عندما ترى اصراره وعزمه بالمضي بالثورة حتى استعادة العراق وشعره المليء بالفلسفة تظن انه رجلا تاخر عن زمنه كثير وكان يفترض ان يكون ضمن ثورات التاريخ الكبيرة وكان سؤالي له بشموخ جبل احد العراقي ..

·      للانتفاضة وجهان .. النصر او الخذلان ، ماذا ستفعل بعد النصر ؟

·      في معظم الانتفاضات يوجد وجهان .. النصر او الخذلان الا في هذه الانتفاضة فأن وجهاها (النصر او النصر ) ورغم كثرة تداول هذه المفردة الا انها هي الحقيقة ولاشيء غيرها وحتى لو بقت تلك الوجوه الحاكمة نحن منتصرون .. انتصرنا بوحدة العراق .. بقلوبنا البيضاء .. بالتلاحم .. انتضرنا بجيل جديد لاينتمي الى حزب او جهة معينة .. انتصرنا بكل شيء .. اما بعد النصر فسأعمل على تأسيس ملتقى بسيط لتوثيق كل مايخص هذه الثورة ويجب ان يخلد ، بعدها ابحث عن عمل جيد فلا يوجد وطن بلا عمل وساعمل على تحسين التعليم لأبنائي .

·      لملمت اوراقي وانا  فرح جدا باتفاق الاجيال المتواجدة في ساحة التحرير على فكرة وسلمية الثورة الانتفاضة وزخم ادامتها والاحلام التي يحلم بها الجميع واصبحت على يقين ان العراق لن يموت وان له رحم يمور بالثوار والعطاء وان الجيل الذي اطلقوا عليه جيل الـ ( بوبجي ) قلب كل توقعاتهم وحمل بكل جدارة اسم جيل الثورة .. جيل استعادة العراق .. الجيل صاحب شعار ( اريد وطن ) هذا الشعار الذي اخذ جماله من جمال الوطن والشباب المنتفضين  واتخذ من (التك تك ) تلك العجلة الصغيرة الرائعة التي استوردت خلافا للضوابط حسب ماصرح المسؤولين اداة لنقل المنتفضين واسعافهم وعجلة استطلاعهم التي تخيف الفاسدين .

.. الحوار القادم ( جولة على ظهر التك تك وحوار بحرارة الانتفاضة )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here