قيادي كوردي سوري رداً على الأسد: تزوير التاريخ لا يفيد جهود الحل السياسي‎

قيادي كوردي سوري رداً على الأسد: تزوير التاريخ لا يفيد جهود الحل السياسي‎

رداً على تصريحات رئيس النظام السوري بشار الأسد، أكد قيادي كوردي سوري، اليوم السبت، أن محاولة تزوير التاريخ والواقع الديموغرافي وتشويه الحقائق وتضليلها لا يفيد جهود الحل السياسي للأزمة السورية، مبينا أن نسبة الكورد تشكل 15% من سكان البلاد.

شلال كدو، سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكوردي في سوريا (أحد أحزاب المجلس الوطني الكوردي) وعضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض، قال في حديث  إن: «تصريحات رئيس النظام السوري الأخيرة حول الكورد لم تكن مفاجئة، إذ كرر خطاب البعث العنصري المقيت الذي لا يعترف بالآخر المختلف إثنياً وثقافياً ودينياً».

مضيفاً «وقد عكست هذه التصريحات جهل النظام بالأسباب التي أوصلت سوريا إلى هذه الكارثة التي حلت بالسوريين بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم القومية والدينية والطائفية، نتيجة خيار القمع والتنكيل والقتل الذي اتخذتها أجهزته منذ بدايات الثورة السورية إلى يومنا هذا، مما أدى إلى تدمير البلد وقتل وتشريد ملايين الناس وانهيار الدولة على مختلف الصعد رغم مساندة روسيا وإيران وغيرهما للنظام».

وأكد كدو، أن «مقاربة النظام لحل القضية الكوردية العادلة في البلاد لا زال أسير ماضيه المقيت، والذي أصبح جزءاً من التاريخ»، مشيراً إلى أن «الكورد يشكلون أكثر من 15 بالمائة من سكان البلاد، ويعيشون على أرضهم التاريخية بعكس ما قيل بأنهم يعيشون في سوريا منذ عقود».

وقال: «إن محاولة تزوير التاريخ والواقع الديمغرافي وتشويه الحقائق وتضليلها لا يفيد جهود الحل السياسي للأزمة السورية، الذي تصر الأسرة الدولية الخوض فيها من خلال إطلاق عمل لجنة كتابة دستور جديد لسوريا المستقبل يحصل فيها كل ذي حق على حقه، ولا سيما الكورد الذين يعتبرون ثاني أكبر قومية في البلاد».

وأشار إلى أن«محاولة اختزال قضية الشعب الكوردي بالحقوق الثقافية ومقارنتها بالحقوق المبتورة التي منحت للأشقاء الأرمن حسب مقاس البعث وأيديولوجيته التمييزية المريضة غير موفقة، كون هذه القضية أخذت بعداً دولياً كبيراً، وهي تناقش على أعلى المستويات في مختلف أروقة دول العالم».

وزاد القيادي الكوردي، قائلاً: «بالتالي فإن حل القضية الكوردية لن تكون على أهواء النظام، الذي يفتقر إلى رؤية تستحق الوقوف عليها أو مناقشتها، إضافة إلى أن هذا النظام لا يمتلك قرار الحل من عدمه»،  مبينا أن «القضية الكوردية سوف تحل في المنابر الدولية وخاصة في منبر الأمم المتحدة التي تسعى إلى إيجاد حل سياسي لمجمل الأزمة السورية».

كدو، شدد على أن «شكل حل القضية الكوردية وأحقيتها وعدالتها وكذلك تخمين نسبة سكان الكورد في كوردستان سوريا، خرجت من تحت عباءة النظام ومن قبضة إعلامه المضلل، الذي شوه الحقائق على مدار نصف قرن من الزمن».

وأضاف «رغم جبروت النظام لم يفلح في القضاء على حقيقة الوجود الوكردي، وكذلك على حقيقة وجود جزء من كوردستان في سوريا، وهو بهذا الإنكار إنما يحن إلى ماضيه الذي ذهب ولم يعد»،مشيراً إلى أن «أياً كانت خيارت النظام وخطاباته، فأن المعطيات تشير إلى أن سوريا ذاهبة إلى دولة لا مركزية يضمن دستورها إدارة الكورد لمناطقهم التاريخية الذين يشكلون فيها الأغلبية».

ولفت القيادي الكوردي إلى أن «نسبة الكورد في مناطقهم من عفرين إلى ديريك أكثر من ثمانين بالمائة، وقد ألحقت مناطقهم بثلاث محافظات نتيجة التقسيمات الإدارية في البلاد هي (حلب والرقة والحسكة)».

وبشأن تحديد نسبة الكورد في المحافظات الشرقية الثلاث (الحسكة وديرالزور والرقة) قال كدو، إن «هذا أمر لا نحتاجه حين البت في القضية الكوردية، لأن هذه القضية لا تقتصر على المحافظات الشرقية وهي غير موجودة في محافظة ديرالزور مثلاً. وبالتالي فإن حصر هذه القضية في المناطق الشرقية بشكل متعمد يهدف التشويش عليها ويعكس عدم استعداد النظام لحلها أبداً».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد نفى وجود غرب كوردستان (كوردستان سوريا) أساساً في حديث أمس الجمعة، قائلاً إن هذه المنطقة (شمال وشرق سوريا) عربية، وأن الوجود الكوردي في سوريا يعود لـ «عقود» ولا توجد مشاكل معهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here