الرئيس البوليفي” إيفو موراليس” مثال الوطنية … أين حُكّام العراق منه !

د . عبد علي عوض

كانت ولا تزال وستبقى ألإدارات ألأمريكية المتعاقبة، تبذل قصارى جهدها سواءٌ بألتدخلات ألعسكرية أو بفرض ألعقوبات ألإقتصادية على بلدان أمريكا أللاتينية، لجعلها باقية تحت الهيمنة ألأمريكية. في فنزويلا ، حينما فاز بألإنتخابات ألرئيس ألإشتراكي” شافيز”، أول خطوة قام بها هي تنظيف ألجيش من الضباط الموالين للولايات المتحدة، وأعادَ هيكلة الجيش بما يخدم مصالح فنزويلا الوطنية ألتحررية، ثمّ بعد ذلك قرّرَ تأميم شركات النفط ألأمريكية، وبألنتجية فرضَت ألإدارة ألأمريكية حصار إقتصادي على فنزويلا ومنعت تصدير ألنفط ألفنزويلي إلى ألأسواق ألعالمية، لكن ألرئيس ألفنزويلي أللاحق” مادورو” سارَ على نهج” شافيز”، ولا تزال ألإدارة ألأمريكية، تسعى للإطاحة بـ ” مادورو” … إنّ ألخطأ ألذي وقع به ألرئيس البوليفي ألإشتراكي هو أنه لم يقم بتنظيف صفوف الجيش ألبوليفي من ألقادة اليمينيين ألموالين لأمريكا، إنمّا كانت ثقته بشعبه لا محدودة ومن دون أن يكون حذراً من تحركات ألإستخبارات ألأمريكية في الداخل ألبوليفي.

وقد ألقى الرئيس البوليفي المستقيل بضغط من الجيش كلمة في مؤتمر صحفي: قائلاً إنّ حياته كانت مهدد بألخطر. وأضاف : “ظننت أننا انتهينا من التمييز العنصري والإذلال، لكن ظهرت مجموعات جديدة لا تملك احتراما للحياة”، مشيرا إلى أن معارضيه اليمينيين يمارسون العنصرية ضده كأول رئيس للبلاد من الأغلبية الأصلانية. وشدد على أنه( إذا كان مٌدان بأي جريمة خلال فترة حكمه الممتدة منذ عام 2006، فهي كونه أصلاني و”معادي للاستعمار”). وقد علّق الرئيس ألفنزويلي” مادورو” قائلاً: إن موراليس أُجبر على الاستقالة “بمسدس مصوب الى رأسه، وهو مهدد بالموت” بعد أن سحبت قوات الأمن دعمها له بعد أسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة. تجدر الإشارة إلى أن موراليس الذي جاء إلى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية عام 2006، هو أول رئيس أصلاني لشعب بوليفيا الذي يتكون من أغلبية أصلانية ساحقة، بعد أن حُكِمت البلاد على يد الأوروبيين وأسلافهم منذ الاستعمار الإسباني.

ونجح حزبه “حركة نحو الاشتراكية” أثناء وجوده في منصبه، بتقليل الفقر بنسبة 42 بالمئة والفقر المدقع بنسبة 60 بالمئة، وخفض البطالة إلى النصف، وأجرى عدد من برامج الأشغال العامة المثيرة للإعجاب. ورأى موراليس نفسه كجزء من موجة مفكِكة للاستعمار في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، ورفض النيوليبرالية، وأممَ الموارد الرئيسية للبلاد، وأنفق العائدات على الصحة والتعليم، والغذاء بأسعار معقولة للسكان. وآخِر ما قاله : جريمتي الوحيدة هي معاداتي للاستعمار.

لقد أراد ” إفو موراليس” بإستقالته تجنيب بلده من حرب أهلية وحقن دماء شعبه.

وبألمقارنة بين ما جرى في بوليفيا وقرار رئيسها الحكيم وبين ما يجري في العراق ، نلاحظ أنّ الحاكمين الفاسدين الجاثمين على سدّة الحكم ولمدة ستة عشر عاماً، غير مستعدين للتنحي عن السلطة حتى لو تتحول ساحة التحرير وبقية ساحات ألإعتصام في المحافظات ألأخرى إلى أنهار من ألدماء… لكن ألشباب المنتفضون سلمياً وإصرارهم على ألإستمرار بإعتصاماتهم، سيأتي بثماره، وستُزاح تلك ألطغمة ألباغية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here