المرأة المحجبة ووضع المكياج خارج البيت. استخفاف بحدود الحجاب وبالأخلاق.

احمد العلي.

في القرآن الكريم:

1- ” قُل للمؤمِنينَ يَغضُّوا مِن أبصارِهِم ويَحفَظوا فُروجَهُم ذلِكَ أزكى لَهُم إن اللهَ خَبيرٌ بما يَصنَعون30 وقُل للمؤمِناتِ يَغضُضنَ مِن أبصارِهِنَّ ويَحفَظنَ فُروجَهُنَّ ولا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إلا ما ظَهَرَ مِنها وليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيوبِهِنَّ ولا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إلَّا لِبُعولَتَهِنَّ أو آبائِهِنَ أو…….. ” 31 النور

2- ” يا أيُّها النَّبيُ قُلْ لأزواجِكَ وبناتِكَ ونِساءِ المؤمِنينَ يُدنينَ عَليهِنَ مِن جَلابيبهِنَ ذلكَ أدنى أن يُعرَفنَ فلا يؤذَينَ وكان اللهُ غفورا رحيما.” الأحزاب 59

على المرأة المسلمة التي تلتزم بوضع الحجاب بحدوده التي بينها القرآن أن لا تُبدي زينتها، في الثياب والأصباغ (المكياج،) إلَّا لزوجها في البيت أو أبوها أو …….، كما هو مُبين في الآية السابقة. فلماذا تُبدي بعض النساء المحجبات زينتهن، في لبس الثياب المثيرة ووضع المكياج على الوجه، خارج البيت، في الشارع، في الجامعة، في محل العمل، في الأماكن العامة، في التجمعات المختلطة مهما كان غرضها ….. وهو محرم عليهن بنص الآية؟ ألا تقرأ المرأة المحجبة القرآن عادة كونها امرأة متدينة ملتزمة، أم هي تقرأ القرآن بلا تدبر في آياته أو إنها تتجاهل الآية التي تحل لها التزين لزوجها في البيت …..، كما هو مبين في الآية، وبالتالي ألا تقرأ الآيات التي جاء فيها أمر الحجاب وحدوده على الفتاة والمرأة وهو ” أن يكون مستوعبا وساترا لجميع البدن باستثناء الوجه والكفين ….” (المصدر،) بدلالة الآية ” ….. ولا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إلا ما ظَهَرَ مِنها ….،” وأن لا يكون لباس المرأة المتزوجة المحجبة مثيرا ولا ضيقا ولا رقيقا مما يشجع من الرجال من ينظر إليها النظرة الحرام والرغبة والطمع فيها، أم أن وضع الحجاب قد فُرض عليها من قبل أهلها في البيت وهي بعد صبية لم تبلغ سن الرشد أو فرض عليها وقد صارت شابة قد أدركت ووعت فلم ترض بواقع لبس الحجاب الذي فرض عليها قبل أن تدرك وتبلغ وتعي، أم انها تعاني من ازدواجية في شخصيتها، فهي تضع الحجاب وترضى بواقعه في الظاهر ولكنها ترفضه في داخلها وتعبر عن هذا الرفض بوضع الحجاب على رأسها وفي نفس الوقت تضع المكياج على وجهها إذا ما خرجت من البيت لأي غرض كان ……، أم أن الحجاب قد صار لديها قبل الزواج وسيلة إغراء وغواية وجذب أنظار الرجال بعد أن صار واقعا تعيشه ولا تستطيع الخلاص منه بحكم تسلط الأهل وملامة الناس إذا ما فكرت بنزعه والتخلص منه أم …….؟

…… وإذا أمكننا القول أن الفتاة غير المتزوجة يمكنها أن تتزين، أي تلبس الثياب وتضع المكياج، بشكل معقول ومقبول خارج البيت لأسباب قد يفطن إليها القارئ اللبيب، بشرط ان لا تكون قد التزمت بوضع الحجاب، فإن الدين والأخلاق لا يسمحان لهذه الفتاة، إذا ما تزوجت وأصبحت امرأة والتزمت بوضع الحجاب بحدوده، أن تُبدي زينتها إلَّا لزوجها في البيت وليس خارجه.

…… إن المرأة المتزوجة المحجبة تتزين في البيت لزوجها سواء أرادت أن تعرض نفسها عليه أو لمجرد الظهور في البيت كامرأة، أنيقة، جميلة، نظيفة أمام زوجها بعد تعب النهار في شغل البيت وواجباته. ولكن ما الذي يدفع المرأة المتزوجة المحجبة أن تتزين خارج البيت متجاهلة واجب دينها عليه والأخلاق التي يجب أن تتصف بها بحكم التزامها الديني والشرعي ……؟

……أضف، إننا نرى أزواجا، مع الأسف، يخرجون من البيت مع زوجاتهم المحجبات والمتزينات بالثياب غير المحتشمة وبالمكياج الصارخ الألوان، ذاهبين للمتنزهات أو للأسواق التجارية أو لأماكن الاحتفالات أو لزيارة عوائل أخرى أو لأي غرض، دون أن يبدو على هؤلاء الرجال الأزواج حرج ولا يبدو أنهم معترضون على أن تكون زوجاتهم محجبات وفي الوقت نفسه يلبسن بشكل غير محتشم ويضعن المكياج مختلف الألوان على وجوههن ويظهرن بحال متناقض كل التناقض: الحجاب يغطي الرأس والمكياج يملأ الوجه بالألوان الأحمر والأصفر والأخضر والأسود …..!

…… فلتكف المرأة المتزوجة المحجبة أن تتزين خارج البيت استخفافا بالدين والأخلاق ولتكف عن الازدواجية في شخصيتها في هذا المجال. على المرأة المتزوجة المحجبة، المتزينة خارج بيتها أن تختار: إما أن تنقاد لغريزتها الأنثوية كامرأة وهذا ليس عيبا فيها ولا سُّبَّة فلا تضع الحجاب أو تضع الحجاب وتلتزم به وبحدوده الشرعية ولا تسمح لغريزتها الأنثوية أن تطغى على التزامها الديني والأخلاقي، ولا نقول أن تقمع أو تتخلى عن هذه الغريزة تماما فالأنوثة هو ما يميزها كامرأة ولكن عليها أن تُظهر أنوثتها بزينتها داخل البيت أمام زوجها لا أمام الناس خارج البيت بلبس الثياب غير المحتشمة ووضع المكياج الصارخ على وجهها وتنتهي من هذه الازدواجية في شخصيتها.

بغداد في 17/11/2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here