بدأ العد التنتازلي لانهيار النظام العراقي الطائفي

بقلم: بروفسور دكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

لم تفعل الولايات المتحدة خيرا بالعراق عندما سلمت القيادة فيه لمجموعات من اللصوص والعملاء وعديمي الخبرة ومتسكعي الشوارع والمهربين ولوردات الحروب والذين قتلوا أبناء جلدتهم مع حرس خميني من فاقدي الاخلاق والضمير. هؤلاء لم يكونوا يحلمون بحكم العراق واذا بهم يجدون انفسهم من متسكعي شوارع ومقاهي الى استقدامهم من قبل القوات الامريكية المحتلة ليكونوا في هرم السلطة. ولعل في ذلك غاية سوء اعتمدتها أمريكا لانها لاتريد الخير للعراق بل تريد من هؤلاء ان يكونوا هم الحكام لكي تحركهم كيفما تشاء:

لعبٌ بكف الغرب ما ملكت ————- زمام امورها يوماً من الايام

لعبٌ اذا قال انهضي نهضت ———– ونامت ان أراد فصاح نامي

لعبٌ يحركها الى اعلـى —————- الى ادنى الى قدام

لعبٌ وتزعم انها هبة السماء —————– لانها معدومة الالهام

لعبٌ بكف (الفرس) ما ملكت ———- زمام امورها يوماً من الأيام

اذن كان هؤلاء السراق والفاسدين يرون العراق على انه (كعكة) يتقاسمونها بينهم ومنذ اللحضات الأولى لدخول الدبابات الامريكية بغداد كما جاء ذلك على لسان اللص الفاسد والعميل الخائن عادل عبد المهدي. ولقد كانت ايران خميني وخامنئي تتحين الفرصة بمكر كبير ففعلت ما فعلت على مدى ١٦ سنة بحيث صار سفيرها سيء الصيت والمتعجرف هو الحاكم الفعلي للعراق. ورأينا كيف ان الخانعين والاذلاء واللصوص وعديمي الضمير والإنسانية من المشوهين ومتسكعي الشوارع يتسابقون لتقبيل يدي واحذية سفير ايران هذا دون خجل ولاحياء من اجل ابقائهم في مناصبهم. ولم يتوانى معظمهم بتقبيل يدي علي خامنئي على العلن وادخالهم الفرس بحيث وصل تفريس العراق حداً لايصدق. ولقد انشغل هؤلاء دون استثناء من الافندية وأصحاب العمائم والعگل وغيرهم بالكعكة والسرقات وترك الشعب للفقر والبطالة ولقد استخدموا (فرق تسد) لكي يشغلوا الشعب بكونه سني وشيعي وكردي وعربي وما الى ذلك. فرق تسد هذا ما استخدمته ايران لتفتيت العراق وايران هي التي أدخلت داعش لكي يكون لها ذريعة للدخول باشكال متعددة وخلق ميليشيات خارج نطاق الدولة. ولقد اصبح سياسيو الشيعة من أسوأ الافراد على الشيعة وسياسيو السنة من أسوأ الافراد على السنة وسياسيو الاكراد من أسوأ الافراد على الاكراد.

واليوم بعد هذا الظلم والفساد واللصوصية والطائفية والعمالة لإيران والقتل والقمع والاعتقالات والتسويف والذل وانعدام الضمير وتدمير الخدمات في العراق كلها وعدم تمكن الدولة من السيطرة على الميليشيات المتعددة اصبحت الدولة ساقطة والنظام مشلول والشرعية مفقودة. ان الحكومات والأنظمة تستمد شرعيتها من الشعوب فاذا ما رفضها الشعب سقطت وأصبحت غير شرعية. و النظام العراقي الذي اوجدته احداث عام ٢٠٠٣ واحتلال العراق يلفض أنفاسه الأخيرة وقد اجتمعت فيه أسباب السقوط للأنظمة ومنها الفساد والظلم والرفض الشعبي وعليه فهو يستخدم آخر اساليبه بالقتل والقمع والتخويف والتسويف محاولاً البقاء. ولقد استخدمت الأنظمة القمعية والفاسدة في التأريخ الحديث والقديم نفس الأساليب ولكن جميعها سقطت. وكما حدث في الشعوب فأن الجيوش وقوى الامن بالتالي تنحاز الى الشعوب مما يسارع انهيار الأنظمة وهناك نقمة كبيرة في صفوف الجيش وقوى الامن العراقية خاصة وقد نالت نصيبها من الذل والتهميش على ايدي لوردات حرب وسياسة ولائهم لإيران وهم ممن حارب العراق فيما سبق اضف الى انهم ليسوا ضباط مهنيين ومسلكيين انما هم طارئون على الجيش وللأسف صاروا فوقه بعد ان كانوا ضمن اعدائه بل ومنهم من يصرح بانه سوف يقاتل العراق مع ايران لو تطلب ذلك وهذا لايتماشى مع عقيدة الجيش ومهنته. وهناك حالة من التململ والانزعاج الشديدين داخل صفوف الجيش وقوى الامن من استقدام حكومة عادل عبد المهدي واحزابهم عناصر فارسية لقمع الشباب الثائر مع تغطيتهم على قناصي الشعب وعلى العصابات التي ترتكب عمليات اعتقال وترهيب بين صفوف الشعب. وذلك لايرضي العديد من الشرفاء في الجيش والشرطة وقوت الامن والتي لايرضيها ان يتحكم فيها شخص نكرة ولائه فارسي وهم عديدون ومعروفون. وهناك اخبار بان بعض وحدات الجيش وكبار الضباط يستعدون للانظمام العلني لثورة الشعب خاصة وانها سوف تأتي اكلها عن قريب.

اذن جميع الدلائل والمؤشرات تشير الى ان النظام العراقي المتهالك اصبح يعد أيامه الأخيرة بل وان وتيرة العد التنازلي لانهياره قد اخذت بالتسارع الشديد. وعند قرأة الثورات الشعبية السابقة كالثورة الفرنسية وسقوط الإمبراطورية العثمانية وغيرها من احداث وثورات فان الفاسدين في السلطة سوف يعمدون الى لملمة ما يقدرون عليه ويحاولون سرقة اكبر كمية من الأموال التي يصلون اليها ويبحثون عن بلدان تأويهم وهذا هو حال سياسيو الفساد والعنجهية من سكان المنطقة الخضراء الان. هم اليوم مختبأون كل واحد منهم يحاول ان يجد له بلد يأويه ولكن مع احداث ايران فقد ضاقت عليهم الأرض ويجب منعهم من السفر لكي يقدموا للقضاء.

وانت ياعادل عبد المهدي شخص معدوم الضمير ولص مع سبق الإصرار وقد بلغ منك الخرف عتيا وقاتل ومطلوب دم واصبح لاينفع نصحك لانك سواء استقلت ام لم تستقيل لايفيد بعد الان شيء لانك أصبحت مجرم وقالت وعار إضافة لكونك لص وفاسد وفاشل وعميل لهذا لايفيد بك النصح وقد صار ذلك من الماضي. الا انك كلما بقيت بالسلطة كلما حملت أعباء اكبر من القتل ومن تدمير العراق. انت مطلوب للشعب العراقي امام الله وامام التاريخ وامام بقية الشعوب خاصة وانت فاشل وغير قادر على ضبط الميليشيات التي تعتقل في وضح لنهار فانت اذن مشارك بتدمير العراق ولهذه العصابات لان من وضيفتك ليس قمع الناس ولكن إيقاف وقمع الميليشيات التي تقتل وتعتقل الناس رغم ان الواقع يقول ويشهد بانك انت الذي تستعين بها من اجل قتل الشعب. انت استقالتك اليوم لاتعفيك لعلها كانت تعفيك قبل شهر ولكن اليوم أصبحت يديك ملطخة بالدماء وحتى ان هربت فسوف يلاحقك الشعب أينما كنت والذين من حولك ووزرائك الخانعين الاذلاء الذين لايمتلكون ذرة من الغيرة والوطنية لانهم لو امتلكوا ذرة من ذلك لما بقوا تحت إدارة لص فاشل يقتل الشعب ولايزال يسوف وينافق ويتملق للعصابات والفرس الذي كان يقاتل معهم ضد أبناء العراق في حرب المقبور خميني ضد العراق.

العد العكسي لانهيار النظام القمعي الطائفي الفاسد والعميل قد بدأ بالتسارع وعلى الشعب شد الخناق بالعصيان ومنعهم من السفر ومنع السلع الإيرانية من الدخول واغلاق تصدير النفط والعصيان المستمر الذي يكفيه بضعة أيام لانهاء ذلك النظام. كما وعلى القوات العسكرية حسم امرها والانظمام الى الشعب واذا كان واحد شريف وعنده غيره من أعضاء البرلمان فعليهم الاستقالة والالتحاق بالشعب قبل فوات الأوان.

شددوا الضغط فالنظام يتداعى ولاترجوا من احد او مرجعية شيئاً يذكر ويكفيكم دماء الشهداء تنير درب الثورة لعراق جديد لا فارسي ولا امريكي ولاسني ولاشيعي ولاعربي ولا كردي بل عراق اسمه (وطن) وبه كرامة لجميع المواطنين دون تفريق ولا استثناء ما عدا الفاسدين والقتله واللصوص والأحزاب الحالية كلها. النصر للعراق وشباب العراق المبدع الذي سوف تخط ثورته بحروف من ذهب يتعلمها الأجيال والشعوب جيلاً بعد جيل وسوف تكتب بها موسوعات تدرس في الجامعات ومراكز البحث لتتعلم منها الشعوب كما تعلمت من شعب وادي الرافدين الكتابة والادب والفن والقانون والحضارة وتخطيط المدن والبنوك والبريد والعجلة والطب والهندسة والملحمات الشعرية والقصصية وتنظيم المجتمع والزراعة والري والصناعة وغيرها كل ذلك لم تبخل به حضارة وادي الرافدين على العالم فصدرته برقعها الطينية المفخورة الى الصين واوربا وافريقيا قبل اكثر من ٥٠٠٠ سنة. نحمد الله ان هذا الجيل جيل ال Generation Z العراقي سوف يعيد ذلك المجد وسوف يعلم بثورته الشعوب لمئات السنين كيف تصنع النصر من الدم كما انتصر دم الحسين على السيف. فهنا يتمثل الحسين وليس باللطم فقط فالحسين اليوم هو في ساحة التحرير بينما زياد ابن ابيه في (قصر الامارة) أي المنطقة الخضراء اليوم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here