تنبيهات على طريق الوعي والحرية وأساليب المخابرات الأجنبية الملتوية

فارس حامد عبد الكريم
في الوقت الذي تغمرنا فيه مشاعر الفخر والإعتزاز ونحن نتابع الحركة الفاعلة بكل جوانبها السلمية لشبابنا الغالي الذين أوجدوا بسلوكهم الواعي الحر قيماً خلقية رائعة وتماسكاً إجتماعياً ملحمياً عالياً قل نظيره في تاريخ العراق القديم والحديث حتى أضحت ممارساتهم ومشاعرهم الوطنية الفياضة قدوة حتى لأطفال العراق الذين باشروا الحس الوطني لأول مرة في حياتهم وهم في عمر الزهور، ناهيك عن شباب وشابات العراق الدين باشروا الحس الوطني في اروع صوره العملية بعيداً عن الخطابات المدرسية المستهلكة المفتعلة.

– وحرصاً منا على سلامة متظاهرينا ننبه الى مايلي من معلومات نعرفها من خبر تنا الثقافية العامة وخبرة أهلنا ومن ذوي الاختصاص خاصة من المتقاعدين وبعض مذكراتهم التي طالما سمعناهم يرددوها في حالات مماثلة؛

– [ * ] لاتخرجوا عن السلمية مطلقاً فجميع دول العالم تحترم المشاعر والإحتجاجات السلمية وتضع ذلك بإعتباره شرطاً أساسياً للتعاطف وتبني مطالبها دولياً، وبالمقابل لايمكن لهم أن يتضامنوا مع أية احتجاجات عنيفة حرصاً على مواقفهم المحلية والدولية في الحالات المماثلة التي تحدث في بلدانهم. ومع ذلك فإن الدول التي تضع العراق وشعبه في خانة الأعداء لسبب سري او معلن تحرص على شد الفتنة وتأجيج نارها لإضعاف القدرات العامة تحقيقاً لمأربها العسكرية في جعل ابناء الشعب يتقاتلون نيابة عنها دون ان أية تكاليف او خسائر تذكر من جانبها.

– [ * ] ان المظاهرات العامة الوطنية هي مرتع خصب لتواجد مخابرات الدول الأجنبية وهذا شيء مؤكد وطبيعي وتستعد له الدول مسبقاً، والهدف جمع أكبر كمية من المعلومات الإقتصادية أو العسكرية او الأمنية بطريق إحتيالية متنوعة ومن ثم ارسالها الى مراكز الدراسات الاستراتيجية في بلدانهم وإخضاعها للدراسة والتحليل وفي ضوئها يتم التعامل مع الدولة ومع مواطنيها عند زيارة بلدانهم. فينبغي الحذر وعدم الحديث مع الغرباء عن معلومات وطنية خاصة.

– [ * ] ومثال ذلك وعن ضابط استخبارات متقاعد في زمن عبد الرحمن عارف اكد أن اغلب المظاهرات العنيفة التي خرجت في ذلك الوقت للمطالبة بقطع العلاقات مع الدول الغربية وامريكا اثر نكسة حزيران كانت بتمويل اعلامي وتحريض اسرائيلي بحت من خلال عملائها في العراق وبعض الإعلاميين والكتاب المأجورين، لأن من مصلحة اسرائيل ان تتفرغ تلك الدول لمساندتها دون امكانية التعاطف مع الدول العربية نظراً لأن قطع العلاقات الدبلوماسية يعتبر عملاً عدائياً بشكل خاص ويقطع طريق اي سبيل للتعاون.

– [ * ] والهدف الثاني هو التأثير على سلوك المتظاهرين وفق تعليمات محددة عن دولة مرجعيتهم لتحقيق مصالح معينة آنية أو مستقبلية مثل نوع النظام السياسي المرغوب وهل يتفق ذلك مصالحها أم لا وفي ضوء ذلك تتحرك ماكنتهم الإعلامية عبر مأجوريهم المحليين.

– [* ] هدف إقتصادي ممكن ان يحاول الحصول على معلومات حتى عن نوع المنتجات الزراعية والصناعية المفضلة لدى العراقيين ومقارنتها بغيرها من المنتاجات المستوردة من دول أخرى ومما يذكر ان الدول الأسيوية غزت الاسواق العالمية عن طريق مخابراتها الإقتصادية عن طريق عمالها ومهندسيها واطبائها المهاجرين عن تخطيط مسبق للدول الغربية وعملهم بإجور رخيصة في منشأت ومعامل ومصانع الدول الكبرى واكتسبوا خبرة هائلة عادوا بعدها لبلدانهم وشيدوا منشأت ومصانع ضخمة نافست المنتوج الغربي ايما منافسة.

– [ * ] كما ان التظاهرات العامة مرتع خصب للأحزاب ومخابراتها وخاصة تلك الأحزاب التي لها خبرة في الحكم والعمل المخابراتي الجماهيري وهدفها توجيه مسار التظاهرات ومطالبها نحو مصالحها وغايتها، وتقريباً هذالدور قد فشل في تحقيق أهدافه نظراً للوعي الكامل من الشباب
[*] ولكن نشك في ان لها دوراً رئيسياً في افتعال التخريب وحرق المنشأت العامة والخاصة لزرع الأحقاد بين ابناء الوطن وإخراج التظاهرات عن سلميتها ولخلق صراع بين الاجهزة الامنية والمتظاهرين وابقاء الازمة دون حل مما قد يعطيهم دوراً سياسياً مهماً في توجيه الرأي العام وتحقيق مأربهم الدنيئة.

– [ * ] كما يجب الحذر من ذوي النفوس الضعيفة الذين يروجون للمخدرات بشكل مجاني بزعم انها هدية ابتداءاً لخلق الإدمان لدى الشباب وخاصة المراهقين ثم مباشرة البيع بعد ذلك بالثمن الذي يحددونه، وقد سمعنا أخبار غير مؤكدة تماماً عن ذلك ونأمل ان تبقى في إطار الإشاعات المغرضة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here