لقد اصبح الغباء موهبة السياسيين العراقيين…؟

الدستور وقانون الانتخابات والمفوضية ..؟
المحامي : يعكوب ابونا
عرفت وكيبيديا الغباء بانه ضعف في الذكاء والفهم، والتعلم، والشعور أو الإحساس ، وربما يكون السبب فطري أو مكتسب.. ويُعرف الغبي في اللغة العربية بعدة ألقاب كالأحمق والمعتوه والأبله والمغفل
واهم صفات الغباء اللاعقلانية ويدل على العجز او غيرقادر على فهم المعلومات بشكل صحيح “..
اللاعقلانية هي الافتقار للقدرة على استعمال العقل او الاستدلال ” و الأفكار اللاعقلانية هي تصورات لامنطقية يحكم الفرد من خلالها على الأحداث في اغلب الظروف ما ينافي العقل او المنطق ” او ماليس له معنى او تافه “… هذا ما يعرفه ” ريشارد .و . بول وليندا ايلدر” في كتابهم التفكيير النقدي “..
كانت انتفاضة الشعب سلمية ولازالت ومطاليب الجماهير قانونية دستورية ، تطورت المطاليب وفق التي يجب ان ترتقي الى مستوى الحدث المطلوب تغيره واصلاحه ؟؟
لان الاصلاح لغة هو من فعل اصلح : قدصلح اصلاحا ، هو العمل ضد الفساد ، بمعنى اخر هو العمل على التغيير للافضل بازالة الفساد القائم ،
اما اصطلاحا – يعرف الاصلاح كما ورد في قاموس ( اكسفورد ) بانه تغيير او تبديل نحو الافضل في الاشياء ذات النواقص ،
وفي قاموس ( وبستر ) للمصطلحات السياسية ورد التعريف بانه تحسين النظام السياسي ( القائم ) من اجل ازالة الفساد والاستبداد .. و اما ما ذهبت اليه الموسوعة السياسية (عرفت الاصلاح : بانه تعديل اوتطوير غير جذري في شكل الحكم اوالعلاقات الاجتماعية دون المساس باسسها ، ) ..
يتبين بان هذا التعريف كان اقرب لذهن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وزمرته الرؤساء الاخرين ، اذ اخذوا توهما وبغباء واضح بانهم يستطيعون اجراء عملية ( الاصلاح ) من بؤرة الفساد التي يعيشونها ، فما ذهبوا اليه ليس الا ترقيعات لتجميل وجه السلطة القيبح لمنع سقوطها سياسيا ، لان حولها يتمحور النظام السياسي برمته .. عززوا اجراءاتهم الترقيعية بمواجهة ثورة الشعب بعنف واستعمال السلاح الحي فأوقعوا قتله وجرحه ، بالاف ..؟؟؟؟؟ فكانت ردة فعل المنتفضين ان يعلوا من سقف مطاليبهم من مطاليب محدده الى المطالبه باسقاط النظام الفاسد بعمومه ، فكان التغييرالواقع بتغييراداة فعله المعتبره للتحريك هي اعلان ثورة شعبية ، والثورة كمصطلح سياسي تعرف بانها (( حركة جماهيرية تعبر عن عدم الرضا لواقع سياسي تعمل على تغييره ..)) .
فالثورة اذا هي ردة فعل لواقع سياسي لا يحقق طموح الجماهير و رضاها في الامن والاستقرار والحرية والعداله الاجتماعية والمساواة وتقديم الخدمات وغيرها فيصبح نظام السلطة نظاما غير مرغوب فيه وغير مقبول جماهيريا، يرافقه استهجان واستنكار الشعب .”..

          من هذا نقرأ في محورالدعوه لتعديل الدستور، فالدستور منذ تشريعه في 2005 كان بحاجة الى تعديل لذلك نصت المادة 142 منه على ضرورة تعديله ، من خلال لجنه من مجلس النواب في اول اجتماع له ، وفعلا شكلت اللجنة واعدت قرارها واصابت اكثر من 80- 85 مادة منه تستوجب التعديل اوالالغاء . الا ان مجلس النواب وضع تلك التعديلات على الدرج ولم ينظربها لانها لاتخدم تلك التعديلات مصالح الكتله المهيمنه على البرلمان ..
واستمرالوضع على ما هو عليه والشعب امن بالامرالواقع وقبل مايحصل من قبل المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين ومجالس المحافظات والقضاة وكل المسؤوليين في السلطة العراقية ولا نقول الدولة العراقية التي سقطت في 2003 ، صحيح لدينا حكومات للحرامية تناوبت على سرقة المال العام منذ 2003 ولكن ليس لدينا دولة ، لان كل كتله وحزب ومرجع هم دولة بحد ذاته وكل يعمل وفق مصالحه وتحقيق اهدافه بمليشياتهم وعصاباتهم وهم مسيطرين على السلطة وعلى الشارع فهؤلاء هم الدولة ..؟ وجودهم يلغى كيان الدولة الدستوري والقانوني ، فاين هي الدولة امام هذا الوضع الردئ الذي يعيشه العراقيين في ظل سيطرة هؤلاء على مقاليد الحكم .. ….
المشكلة اذا ليس بالدستور ولكن المشكلة بمن فقدوا دستورية وجودهم في السلطة ، لانه ضربوا الدستور رغم انه دستورمعوق اصلا ، الا انه لم يكن سببا معرقلا لقيام دولة ديمقراطية دستورية و لم يكن سببا للفساد وسرقة المال العام …
ولكن بكل الاحوال ان سكت الشعب عن جرائم هؤلاء لحين الا انه لايمكن ان يسكت كل حين ،؟؟ فكانت انتفضات الشعب وثار ليس بوجه الدستور ولكن بوجه الذين يتحدثون باسم الدستورويدعون انهم يحمون الدستور وهم يخالفون الدستور نصا وروحا ، فالشعب وعى وادرك اين مكمن الخلل ؟.
فقيام رئيس البرلمان بتشكيل لجنة لتعديل الدستورفهذا غباء بعينه ؟؟ لانه يعتقد بانه سيمررهذا على الثوار ؟؟ ولا يعلم بان الثوار يقرؤون الممحي ؟؟ لانه لوكان حقا يريد اصلاح الدستور، لكانوا شكلوا لجنة من اناس متخصصون بالقانون الدستوري ، كما كان الامرفي تشريع دستور العراق الدائم في عشرينات القرن الماضي ، واما ان يشكل لجنه برلمانية وفق حصة كل كتله برلمانية من التعديلات الدستورية ؟؟ ( لجنة محاصصة ) ويدعي انه يعمل أصلاح ،؟؟ اي اصلاح هذا ؟؟ وهو يلتف على الجماهير ويعزز المحاصصة سيئة الصيت اهذا تعتبره اصلاحا ؟؟
واغرب شعوذه يشرعونها هؤلاء هي الادعاء بانهم طلبوا من الشعب المشاركه بتقديم مقترحاتهم الدستورية …؟؟ وهم يدرسون تلك المقترحات ويناقشونها ويقررون الاصلح منها ؟؟ بمعنى ان الاصلح سيكون لتعزيز المحاصصة ولتحقيق مصالحكم ومنافعكم وشرعنة سرقاتكم وبقاءهم بالسلطة ..؟؟ اليس هذا الغباء بعينه ان يعتقدوا بان الشعب الثائرسوف تمر عليه الاعيبهم وكذبهم وخداعهم ..؟؟
كذلك رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية وكأن الغباء اصبح موهبة لدى قادة العراق فيجتمعون بالكتل السياسية الفاسدة والاحزاب المهيمنه على السلطة ويتشاورون معهم ويقرروا اصلاح قانون الانتخابات وقانون المفوضية ،؟؟ هذا الاقرار دليل على ان هذه القوانين قد شابها الفساد والتزوير ؟؟ وانهم من خلالها وصلوا الى الحكم والبرلمان ؟؟
حسنا انكم اعترفتم بانكم تعلمون بان قانون الانتخابات يستوجب التعديل والاصلاح ؟؟ فلماذا لا تبادرون كبادرة حسن النية وتقدموا استقالاتكم من الحكم ؟؟ لانكم جئتم من خلال قانون فاسد؟؟ وهذا يفقد شرعيتكم ان كانت لكم شرعيه اصلا في الحكم ؟؟..
واما ان تعتقدون بان أجراءاتكم هذه ستحل المشكلة ويعودوا المنتفضون ادراجهم الى بيوتهم ؟؟ لا والف لا …..لان مطالب المنتفضين جعلها عبد المهدي بغبائه هو ومستشاريه وحكومته ، ان يعلوا مستوى المطالبه بمحدودية الى مطاليب مطلقه بسقوط النظام برمته ولابديل لغير ذلك ،، وهذا تم عندما امر وسمح باستعمال القوة المفرطة والسلاح الحي ضد المنتفضين العزل ، فسقطوا الاف الشهداء والجرحى في بغداد والمحافظات .. هل بعد الدم الذي سال في الساحات والطرقات .. يمكن ان يقبلوا الثوار بديلا عن سقوط الحكومة ورحيلها وحل البرلمان الفاسد وايقاف العمل بالدستور حامي الفاسدين ..
واما المطب الاخر الذي يراد به جر الثوار الى ما لا يحمد عقباه هي الدعوى لانتخابات مبكرة ، فهذه الانتخابات والدعوه لها هي دعوه لقمع الثورة وازالة اثارها بشرعنة مجئ هؤلاء الفاسدين القتله الى الحكم ثانيا وثالثا باسم الديمقراطية وحق الانتخابات لان لهؤلاء سطوتهم وامكانيتهم المالية وميلشياتهم وعصاباتهم ونفوذهم في السلطة والحكم حتى في الشارع ، ويكون من السهولة لهم ان يسيطروا على الناس بطرق ملتوية كثيرة ويستحوذوا على الانتخابات ثانية ويشرعنوا سرقاتهم واجرامهم وبقائهم بالسلطة باسم الديمقراطية ..
العالم يشيد اليوم بموقف الثوار وبطولاتهم وان القناعة التي وصلوا اليها بانكم لستم جديرين باي اصلاح ولايمكن ان تصلحوا شئ ، لان فاقد الشئ لايعطيه ، ولانكم فقدتم صلاحكم فكيف تصلحون ؟؟ اننا واثقون بان الثوار اعلى من ان يوجه لهم احد النصيحة بالرفض او بالقبول ، ولكن حذاري من ألتفاف هؤلاءعلى تضحياتكم ، بان يذروا الرمال بعيون بعضكم . ارفضوا وقاوموا ما انتم مقاومين الغلبة لكم لانكم اصحاب الحق الذي لايعلى عليه ..نضالكم وتضحياتكم ستثمر بقيام حكومة انقاذ وطني دورها ابعاد هؤلاء عن السلطة وتاثيرهم على الشارع ومحاسبتهم ومحاكمتهم من جراء ما اقترفوه من اعمال ضد شعبهم، وليعيدوا اموال الشعب للشعب ، وثانيا الحكومة الانتقالية هي ستكون مؤهله ان تشرع دستور او تعدل دستور حسب مقتضيات الحاجة وهي لها ان تقرر تشريع قانون الانتخابات وقانون الاحزاب وتشكيل مفوضية الانتخابات مستقله بكل ما تعني الكلمة من معنى الاستقلال ؟؟
اما هؤلاء فلايمكن الا ان نؤكد لهم بان الثورة مستمرة والتضحيات مستمرة حتى ان يسقطوا ونظامهم الفاسد الى مزبلة التاريخ وبئس المصير .. ارحلوا …
الشعب والوطن وراء القصد….
يعكوب ابونا ……… 18 \11 \2019

                             

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here