هل معقول: فلول بعثيون يطلقون الرصاص الحي على بعثيين مندسين ؟!!

بقلم مهدي قاسم

قرأتُ مقالة الأخ الكاتب نعيم الهاشمي عاتي فيصوت العراق
تحت عنوان ” وزير الدفاع قصد بالطرف الثالث فلول بعثيين ” وجدت فيها طروحات و اجتهادات مثيرة للنقاش ، سيما عندما يؤكد على أن وزير الدفاع العراقي يقصد ب” الطرف الثالث ” فلول بعثيين ــ علما أن وزير الدفاع لم يقل ذلك حرفيا ولا بهذا الوضوح ولكن جرت عملية تقويله هكذا
من قبل الكاتب !!، طبعا هذا شيء يخص الوزير نفسه و ليس أنا ، فعذرا للأخ الكاتب لهذه الإشارة!! ـــ بينما نحن قرأنا مقالات أخرى للأخ الكاتب الهاشمي عاتي نوه من خلالها إلى وجود بعثيين ” مندسين ” في التظاهرات و إلى كون التظاهرات مخترقة من قبل السعودية و الإمارات
و غيرها من بلدان تخطط لإسقاط نظام الحكم الإسلامي ــ الشيعي في العراق ..

ولكن السؤال المحير هنا الذي يجب طرحه ــ طبعا بإذن من
الأخ الهاشمي ــ وهو :

ــ هل من المعقول أن يقوم فلول بعثيون بإطلاق رصاص حي
على رفاقهم من بعثيين ” مندسين ” بين متظاهرين و يقتلونهم بهذه القسوة والوحشية ؟!! ..

أو

ــ فهل من المنطق أن تقبل الاستخبارات السعودية الإماراتية
أو غيرها بأن يقوم ” جماعتهم ” أي فلول بعثيون بإطلاق رصاص وقنابل مخترقة للجماجم بهدف قتل متظاهرين في الوقت الذي هم الذين ــ وفقا لطروحات الأخ الهاشمي نفسه ــ يحرّكون هذه التظاهرات بهدف إسقاط الحكم الشيعي في العراق ؟!.

بطبيعة الحال أنا عندما أطرح مثل هذه الأسئلة لا أنسى بأن
السيد نعيم الهاشمي عاتي كان ” جنرالا ” في الجيش العراقي أوــ على الأقل ــ هو الذي كان يذيل مقالاته باسمه المستعار السابق إلا وهو الجنرال أحمد الشمري ، وهذا يعني أنه عندما يقوَّل وزير الدفاع شيئا لم يقله وزير الدفاع نفسه ، إنما ربما ينطلق من اجتهاداته و خبراته
العسكرية و الاستخباراتية السابقة ، ليستنتج هكذا استنتاج الذي قد يبدو لنا ــ نحن البسطاء المفتقرين إلى خبرات عسكرية واستخبارتية ـــ استنتاجا عجيبا و غريبا ولكن بالنسبة له كجنرال سابق و صاحب خبرات عسكرية ثرية ومهمة !! ، ليس كذلك بالتأكيد ،وربما يستطيع أن يثبت
لنا مصداقية استنتاجه هذا لو شاء و أراد ..

طبعا سأكون ممتنا له لو قاسمني أنا و كذلك باقي القراء
خلفيات استنتاجه هذا أي :

ــ كيف يمكن أن يطلق فلول بعثيون النار على بعثيين مندسين
في تظاهرات العراقيين ، التي يعتقد هو أن أصابع مخابرات سعودية إماراتية تحركها بشكل خفي ؟! ..

إذ حسب المنطق فليس من مصلحة بعثيين ولا استخباراتيين
سعوديين وإماراتيين إطلاق الرصاص على المتظاهرين و قتلهم لأن ذلك سيؤدي إلى خوف و تردد المتظاهرين و تاليا عدم المشاركة بالتظاهرات التي ستتوقف حتما بسبب عدم المشاركة هذه و من ثم انتهاء الخطر المهدد للنظام الشيعي في العراق ، فهنا لا نجد أي معنى أن تحرك مخابرات
سعودية ـ مثلا ـ تظاهرات ثم تأمر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين في الوقت نفسه ..

و أخيرا : أود التأكيد على أنه ليس من عادتي التعليق على
مقالات الآخرين ولكنني تقصدت كتابة هذه المقالة لكي يرى الأخ الكاتب نعيم الهاشمي عاتي أنا لم أسخر منه بقدر ما أخذ مقالاته بجدية ( و أن كانت مكررة بطروحاتها اليومية ومنذ أن باشر بالنشر في صوت العراق منذ سنوات طويلة والمتجسدة بالمطالبة بإعدام الإرهابيين و طرد
البعثيين ” السنة ” من وظائفهم و أعلان الأقلمة لمحافظات وسط وجنوب العراق و الحذر من الوهابيين المتربصين ) فأعود وأكرر أنه عندما انتقدُ أنما انتقد ظاهرة وليس شخصا بعينه ، إذ نحن الآن أصبحت لدينا ظواهر كتّاب : ظاهرة كتّاب مستقلين حزبيا وعقائديا ــ على قلتهم
ــ ظاهرة كّتاب طائفيين و ظاهرة كّتاب عنصريين و ظاهرة كتّاب موالين لهذا الحزب الحاكم الفاسد أو لذاك ، فضلا عن ظاهرة كّتاب يدافعون عن النظام الإيراني و الأخرى عن النظام السعودي و الثالثة عن الإدارة الأمريكية و الخ .

ففي النهاية أن المحاورة و النقد البنّاء والموضوعي أفضل
بكثير من تهجمات و سخريات ، علما إن الكتابة الساخرة ــ حسب اعتقادي ــ و التي لا تستهدف شخصا بعينه أمر حسن من أجل تبديد الرتابة والتكرار الممل ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here