لجان من المتظاهرين تقترب من كشف معلومات خطيرة ومنفذ تفجير ساحة التحرير

تقترب لجان تابعة للمحتجين في ساحة التحرير من الاعلان عن تفاصيل وصفت بـ”المثيرة” حول ليلة الجمعة الماضية التي شهدت تفجير عبوة وسط العاصمة ادت الى مقتل وجرح نحو 20 متظاهراً. ومنذ ذلك اليوم تسلم متظاهرون تأمين محيط ساحة التحرير والمواقع التي تشهد مظاهر الاحتجاج المستمرة بعد اتهامات للحكومة بعدم ضبط الامن هناك.

وخلال الايام التي رافقت جولتي التظاهرات التي انطلقت منذ الاول من تشرين الاول الماضي، بحسب ناشطين، ارتفعت حوادث خطف المؤيدين للاحتجاجات بالاضافة الى حدوث عمليات اغتيال لناشطين.

كما اكد ناشطون في مناطق غربي البلاد، استمرار السلطات هناك بـ”قمع” اي محاولات لتأييد التظاهرات في مدن الوسط والجنوب، من بينها الاعتقالات. واكد احد الناشطين في بغداد لـ(المدى) امس، وجود “معلومات خطيرة ستكشف خلال ايام عن تفجير ساحة التحرير”، مبينا ان من بين تلك المعلومات هو “الاعلان عن هوية الفاعل”. وكانت وسائل اعلام محلية نقلت عن مسؤول رفيع في وزارة الداخلية، لم تذكر اسمه، بأن حادثي التفجير في ساحة التحرير والحبوبي في الناصرية التي جرت بشكل متزامن “جنائية”. وقال المسؤول الاحد الماضي، إن التحقيقات الحالية للشرطة وجهاز الاستخبارات بتلك الهجمات “لم تتوصل إلى ما يمكن اعتباره دليلاً على عمل إرهابي”. وبين المسؤول ان التوقيت الواحد وأسلوب التفجير الواحد والمكانين اللذين استهدفا يشير إلى “شبهة جنائية”.

بدوره شدد الناشط الذي قال انه احد اعضاء لجنة التحقيق في حادثة ساحة التحرير، على ان “الفاعل تم امساكه من قبل بعض المتظاهرين بعد تفجير العبوة اسفل احدى السيارات قبل ان يتمكن من الهرب”. وكانت صور قد نشرت في وقت سابق على مواقع التواصل الاجتماعي، لأداة غريبة، قيل بانها استخدمت في عملية التفجير الاخيرة. وقالت لجنة حقوق الإنسان النيابية إن تفجيرات ساحة التحرير تطور خطير على سلامة المتظاهرين.

وأكدت اللجنة في بيان سابق، أن التفجيرات التي شهدتها ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد “تثبت وجود الأطراف التي تريد زعزعة الأمن ونشر الفوضى”. وأضافت أن هذا الأمر “يخالف القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، والعهود الدولية لحقوق الإنسان”.

ودعت اللجنة القوات الأمنية العراقية ومنسقي التظاهرات الى “التعاون في مداخل التفتيش إلى الساحات خوفا من دخول ما يسمى الطرف الثالث في العمليات الأمنية”. وطالبت اللجنة الأجهزة الأمنية “بالكشف عن الجهات التي نفذت التفجير الإرهابي الذي استهدف المتظاهرين السلميين”.

واكد الناشط الذي رفض كشف اسمه، ان لجانا من المتظاهرين بدأت بالفعل منذ ايام بـ”عمليات التفتيش” في المناطق المحيطة بساحة التحرير.

وحمل البيان الثالث الذي اصدره المحتجون في بغداد، الحكومة مسؤولية عدم حفاظها على الامن في مناطق التظاهرات، فيما لفت البيان الى “زيادة العنف بعد كل خطبة لمرجعية النجف”. وطالبت المرجعية في الجمعة الاخيرة، بعدم تدخل أي طرف خارجي في الازمة العراقية، فيما قالت ان عدم تحقيق مطالب المتظاهرين حتى الآن يثير الشك في جدية القوى الحاكمة بشأن تحقيق الإصلاح.

وكانت الروايات عن تفجير ساحة التحرير قد تضاربت في كيفية حدوثه وعدد القتلى، حيث قال متظاهرون حينها ان “شهيدين اثنين” قتلا بالحادث، فيما قالت الحكومة انه “شهيد واحد و16 جريحا”. وعرض بعض الناشطين صورا في لحظة الانفجار، اظهرت اطراف مقطوعة لاشخاص كانوا قريبين من الانفجار. واكد الناشطون ايضا ان الانفجار كان بسبب عبوة وضعت تحت احدى العجلات المدنية.

مهاجمة الإعلام

بالمقابل شهدت ليلة اول من امس، سقوط ثلاث قذائف نوع “كاتيوشا” بحسب مصادر امنية، احداها في المنطقة الخضراء، فيما اصابت الثانية مبنى في الكرادة وسط بغداد، تستخدمه احدى المحطات الفضائية العربية. وقال تلفزيون العربي، امس، ان مكتبه في بغداد قد تعرض لقذيفة صاروخية، أسفرت عن إصابة مهندس البث في المكتب. وأكدت مصادر أمنية بحسب القناة، أن صاروخين انطلقا من شرق القناة، سقط أحدهما في نهر دجلة، بينما سقط الثاني في منطقة الكرادة، قرب مرقد سيد إدريس. واوضحت المحطة، ان الصاروخ الثاني اصاب شركة الخدمات الإعلامية “عراق الفن”، وهو المركز الذي يبث منه “التلفزيون العربي” وفضائيات أخرى، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في الشركة. الى ذلك تسربت معلومات الى (المدى) لم يتسن لنا التأكد منها، ان مجموعة من المحتجين التقوا مؤخرا ممثلين عن مرجعية النجف، والتي قالت بدورها ان “اي اعتداء على صحفي او وسيلة اعلامية ستكون بمثابة اعتداء على المرجعية”. وكان عدد من وسائل الاعلام منها قناة العربية ودجلة، قد تعرضت الى هجمات من جهات مجهولة ترتدي ملابس عسكرية اثناء الموجة الاولى للتظاهرات. وقال احمد كاظم، وهو متظاهر في ساحة التحرير ان هناك “تضييقا ضد بعض الصحفيين في عملية توثيق ما يجري في الاحتجاجات”.

واضاف كاظم لـ(المدى) امس، ان “سيارات سوداء رباعية الدفع بدون لوحات، تقف في مناطق قريبة من شارع الرشيد منعت بعض الصحفيين من العمل خاصة التي تعمل في حقل التوثيق”.

مسلسل الاختطاف

الى ذلك اكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ان محمد الشمري، وهو صحفي في الديوانية، اختطف امس من قبل جهات غير معروفة . وكان ناشطون، اكدوا اول امس، اختطاف الناشط عامر النعيمي، مواليد 1944، في شارع الوزراء في الجادرية، الذي شهد نفسه قبل ايام اختطاف مسؤول رفيع بوزارة الداخلية من قبل جهات مجهولة.

وقبل ايام قتل مسلحون مجهولون الناشط المدني والداعم للتظاهرات عدنان رستم في منطقة الحرية غربي بغداد. وجاء اغتيال رستم في إطار سلسلة من الاغتيالات شهدتها البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات في الأول من تشرين الاول الماضي.

وقتل مسلحون مجهولون في السابع من شهر تشرين الثاني الجاري الناشط المدني أمجد الدهامات، الذي يعد أحد أبرز قادة التظاهرات الشعبية في محافظة ميسان جنوبي العراق. وفي بداية الشهر الماضي، قُتل الناشط ورسام الكاريكاتير العراقي حسين عادل وزوجته سارة على يد مسلحين اقتحموا منزلهما في مدينة البصرة جنوبي العراق. كما اختطف مسلحون مجهولون الناشط علي هاشم والناشطة العراقية صبا المهداوي في مدينة البياع قبل أن يتم إطلاق سراحهما قبل أيام قليلة. بالمقابل اكد ناشط في الانبار، ان احد المسؤولين الامنيين في ناحية الخالدية، شرقي الرمادي، اعتقل عددا من الاشخاص في المدينة بسبب شعارات مؤيدة للاحتجاجات. وقال عرفان الذي طلب عدم نشر اسم عائلته خوفا من الاعتقال، في اتصال مع (المدى) امس، ان “قوات تعمل تحت امرة المسؤول ذاته اطلقوا الرصاص الحي فوق رؤوس عدد من المحتفلين في الخالدية بفوز العراق على ايران في مباراة كرة القدم الاخيرة”. واستدرك عرفان ان المحتفلين “رددوا شعارات لتأييد التظاهرات ما تسبب بغضب القوات الامنية”، مبينا ان عمليات الاعتقال ما زالت مستمرة في الخالدية ومدن اخرى في الانبار. وقال الناشط ان المسؤول الامني هو نفسه الذي قام قبل عدة اشهر بحلاقة رأس شاب (مستوى صفر) في المدينة بعد انتقاده القائممقام.

واكد عرفان ان شقيق المسؤول كتب على صفحته في “فيسبوك” شتائم ضد شباب الخالدية المؤيدين للتظاهرات واتهمهم بانهم “مخمورين ومكبسلين”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here