كله إلا بيبي

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 19/11/2019

يستغل رئيس اسرائيل بيتنا افيغدر ليبرمان 15 دقيقة المجد له حتى النهاية. بل انه سمح لنفسه امس باصدار انذار لازرق ابيض والليكود: اذا لم يتوصلا حتى يوم غد في الساعة 12:00 ظهرا الى توافق مبدئي على حكومة وحدة والتوقيع بالاحرف الاولى فعندها “كل واحد لحاله”.

محظور على أزرق أبيض ان يستسلم لاملاءات ليبرمان. لا جدال في أن جولة انتخابات ثالثة في اثناء سنة واحدة هي أمر غير مرغوب فيه، ولكن امكانية حكومة وحدة مع بنيامين نتنياهو الذي يتغذى بالتحريض ويرتزق بالشقاق، هي الاخطر من كل شيء آخر. “في صالح” نتنياهو يقال انه يفعل كل ما في وسعه كي يذكر الجمهور من هو، ومن اي مادة سامة ستتشكل حكومة اخرى برئاسته.في جلسة كتل المعسكر الوطني التي عقدها امس ليس فقط لم يخفض اللهيب بل كرر اقواله العدائية ضد اعضاء القائمة المشتركة. ووصفهم مرة اخرى “داعمي الارهاب”، وادعى مرة اخرى بانهميمكنهم ان يستخدموا الفيتو “على اعمال حيوية لامن مواطني اسرائيل”، وتحدث مرة اخرى عن “خطر حقيقي على دولة اسرائيل” وذكر مرة اخرى الاحتفالات المتوقعة “في رام الله بل وفي طهران”.

خير فعل قادة أزرق أبيض بيني غانتس ويئير لبيد حين انطلقا بحزم ضد اقوال نتنياهو هذه عن نواب القائمة المشتركة. فقد قال غانتس ان “التهجمات ضدهم في اليومين الاخيرين يجب ان تتوقف. عليك يا نتنياهو أن تتراجع وفورا”. واحسن لبيد إذ دعا الامور باسمها: “ما يخرج من فم نتنياهو في الايام الاخيرة هو تحريض على العنف، هو نصوص مؤيدي باروخ غولدشتاين. هذا سينتهي بالشر، وهو يعرف، فقد كان هناك. اذا كان عنف، فهذا بيبي.

ولكن لا تكفي التصريحات والتنديدات. يدور الحديث عن نتنياهو، الذي الذي دفعه طمعه في الحكم لان يفقد كل لجام وان يسحق كل قيمة؛ حاكم مستعد لان يحرق البيت كي ينقذ الكرسي والمنصب؛ رئيس وزراء ثام وعديم الثبات، يخرج دون ان يرف له جفن الى خارج المعسكر نحو خُمس مواطني الدولة فيما يبيح دم منتخبي الجمهور الذين يمثلونهم؛ رجل لا قيمة لكلمة، او ضمانة لتعهداته.

بنيامين نتنياهو ابن 70. انماطه الشخصية وطرق سلوكه معروفة جيدا لكل من عمل معه، وللجمهور بشكل عام. وهو لم يتغير في اعقاب توبيخات قادة أزرق أبيض او كل سياسي آخر. الامر الوحيد الذي يمكن ومن الجدير عمله هو أن يقال له “حتى هنا”. حتى بثمن انتخابات للمرة الثالثة. لقد تعهد زعماء أزرق أبيض الا يرتبطوا بنتنياهو، ونتنياهو زودهم فقط بجملة من الاسباب الاضافية للايفاء بكلمتهم للناخب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here