مَن هو سبب و مصدر مشاكل فلا يمكن أن يكون جزءا من حل أو إصلاح المشاكل !

بقلم مهدي قاسم

لا زالت الأحزاب و القوى السياسية المشتركة أو التي اشتركت
في السلطة والحكم كأحد إفرازات الغزو ، و مارست شتى أنواع اللصوصية والنهب المنظم للمال العام ومصادرة عقارات الدولة ، فهذه الأحزاب و القوى البائسة لا تريد أن تصحو من سكرة السلطة والامتيازات الفئوية التي تعيش تحت ظلالها الحريرية والرخيمة عيشة ملوك و أمراء، ولا
تريد أن تتخذ علما بأن مرحلتها ” السياسية “: الطارئة التي أوجدتها عوامل و ظروف الاحتلال ، توشك على الانتهاء والزوال شيئا فشيئا ، بينما في الحقيقة وهي ما عليها سوى أن تجمع ما سرقتها من أموال طائلة و ترحل قبل فوات الآوان ومجيء وقت الحساب و أزمنة الشدة و الهوان
، غير إنها بدلا من ذلك لا زالت تتصرف و كأن ما يحدث في العراق مجرد تظاهرات عابرة من أجل تحسين البيئة و نوعية الهواء !! ، وليست تظاهرات مليونية متواصلة وقد اكتسبت دعم و تعاطف فئات و شرائح كبيرة من المجتمع العراقي ، ليتضح من خلال ذلك أن هذه الأحزاب و القوى ومثيلاتها
الفاسدة والفاشلة قد فقدت شرعيتها تماما ـــ و أن لم تكن لها أصلا أية شرعية شعبية أو جماهيرية واسعة تُذكر ـــ ولكن رغم ذلك إنها لا زالت تكابر وتعاند وتتصرف و كأن أمور الحل والفل لا زالت بين يديها ، فنراها تعقد لقاءات و اجتماعات تحدث و تجري بين زعمائها الخرنكعية
( معظمهم من لصوص كبار حساباتهم البنكية تقدر بعدة مليارات من دولارات منهوبة من المال العام العراقي ) على أساس يريدون ــ من خلال هكذا اجتماعات سياسية ــ إيجاد حلول لأزمات ومعضلات سياسية و اجتماعية واقتصادية عميقة ومعقدة ، و هي نفس الزمات و الممضلات التي أوجدّوها
في غضون 16 من سيطرتهم المافيوية على مقدرات العراق ، وجعله من جراء ذلك بلدا منهارا ومتخلفا على كل صعيد وناحية و شعبه فقيرا ومحروما من أبسط متطلبات و شروط عصرية للعيش الكريم ..

ولكن ما هو أكثر إثارة للدهشة والاستغراب أن تصل نسبة الوقاحة
أو البلادة عند هؤلاء أن يكونوا عاجزين عن فهم أو استيعاب مسألة بسيطة قد يعرفها حتى أبسط الناس سذاجة إلا وهو :

ــ إن من يكون وجوده أو كيانه السياسي و الحزبي السلطوي
الفاسد والفاشل ، هو أساس ومصدر مشاكل وأزمات بل متسببها الفعلي ، فإنه لا يمكن أن جزءا من الحل العملي و الإصلاح الفعلي المرجو لمثل هذه المشاكل إلا بالإزاحة بعيدا بعيدا كبضاعة كاسدة لم و لن تصلح لشيء ..

لقد كنا شهود عيان على انهيار وزوال دول اشتراكية سابقة
، حيث حاول إصلاحها حزبيون بيروقراطيون و نخبويون فاسدون ، أي من كان سببا في تدهورها و زعزعتها ، بحيث أفُسدت إلى حد أصبحت غير قابلة للإصلاح ..

بتعبير أدق ما من حل جذري غير : شلع و قلع !..

تماما مثلما يحدث التعامل التطهيري مع جراثيم معدية كمعالجة
فعلية و حاسمة ..

فهذه الجراثيم المعدية السياسية والبشرية لا زالت تأكل
و تنخر في جسم العراق منذ 16 عاما ، بدون أي شعور منها بأنها دمرت هذا البلد وكادت أن ترجعّه إلى العصر الحجري ، ومع ذلك فلا زالت مصرّة على البقاء في السلطة والحكم لعقود قادمة بنية القضاء على العراق قضاء كاملا و مبرما شاملا ….

ولكن هذا سوف لن يحدث بفضل متظاهري ساحة التحرير البواسل
!

هامش ذات صلة :

(عقب
إجتماع القوى السياسية.. المتظاهرون يؤكدون: نرفض قراراتكم ونطالب برحيلكمعقب إجتماع القوى السياسية.. المتظاهرون يؤكدون: نرفض قراراتكم ونطالب برحيلكم

(هذا الشعب كله عرف/ هاي الوثيقة بلا شرف)‏‏⁧‫#أجتماع‬⁩ ⁧‫#الجادرية‬⁩ ⁧‫#لا‬⁩ ⁧‫#يمثلني‬⁩ ‏⁧‫#أرحلوا‬⁩

Geplaatst door ‎عمار حسون‎ op Dinsdag 19 november 2019

هاجم متظاهرو ساحة التحرير وسط بغداد  مخرجات اجتماع الأحزاب والقوى السياسية الحاكمة ليلة أمس، وفيما وصفوه بأنه محاولة لاخماد غضب الشارع، أكدوا أنه يسعى لانقاذ العملية السياسية الحالية.

وعقد قادة القوى السياسية، مساء الاثنين اجتماعا موسعا في منزل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم ضم تحالف الفتح وتحالف النصر ودولة القانون وتحالف القوى العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وتيار الحكمة وائتلاف الوطنية وجبهة الانقاذ والتنمية وكتلة العطاء وكتلة العقد الوطني والجبهة التركمانية.

وشدد المتظاهرون على أن الأجتماع لم يناقش المطالب الحقيقية للمتظاهرين وقدم رؤية السلطة فقط حول الأحداث الأخيرة.

وأشاروا إلى عدم ثقتهم بالوعود والمبادرات التي تقدمها الجهات الماسكة للسلطة، مؤكدين عدم تراجعهم عن مطلبهم القاضي باسقاط العملية السياسية ـــ المصدر:وكالات ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here