القوات الأمنية تفشل باستعادة الأحرار وعقوبات شديدة ضد مسربي خطط تضييق التظاهرات

هددت اجهزة امنية بـ”عقوبات شديدة” ضد عسكريين في حال تم تسريب اي معلومات بخصوص مواجهة الاحتجاجات المندلعة في البلاد منذ نحو شهرين.

وهاجمت القوات فجر امس، المحتجين المرابطين على احد الجسور في وسط بغداد وابعدتهم عدة امتار قبل ان يعودوا مرة اخرى على الجسر وفي محيطه.

واستمر المحتجون في بغداد والمحافظات بالإضراب عن الدوام في اغلب المؤسسات الحكومية والمدارس، على الرغم من عمليات الاعتقال واختطاف الناشطين.

وقال مصدر امني لـ(المدى) طلب عدم نشر اسمه، ان بعض الاجهزة الامنية بالتزامن مع حركة الاحتجاجات “فرضت على عسكريين كتابة تعهدات بعدم اخراج اي معلومة او تسريب اي وثيقة”، مبينا ان خلاف ذلك سيتعرض العسكري الى عقوبات شديدة.واظهرت وثيقة التعهد التي تحتفظ (المدى) بنسخة منها، مجموعة من المعلومات التي تطلب من العسكري، منها ذكر “طائفته” في أحد الحقول.

وكانت (المدى) قد كشفت الاسبوع الماضي، عن “استقالة” اكثر من 30 عنصرا امنيا بين ضابط ومنتسب من العمل بسبب “رفضهم اطلاق النار على المتظاهرين”، فيما لم يصدر عن القيادات العسكرية اي تصريحات رسمية بذلك حتى الآن.

وقبل ذلك بايام، تحدثت مصادر امنية لـ(المدى) عن وجود حالة من الرفض “غير المعلن” في داخل بعض الاجهزة الامنية ضد بعض الجهات العسكرية التي لا تلتزم بتعليمات عدم اطلاق الرصاص.

وقالت المصادر ذاتها انها تخشى تورط الجميع بالدم العراقي بسبب “عناد” قوات تستمر باطلاق النار.وعاد سماع اصوات اطلاق الرصاص الحي في ليلة الثلاثاء على الاربعاء الماضية، في محيط جسر الاحرار وسط بغداد، بعد ايام من استعادة المحتجين الجسر من القوات الامنية.واستناداً لمقاطع بثت على مواقع التواصل الاجتماعي، فان القوات الامنية اطلقت النار والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين في محاولة ابعادهم الى ساحة الخلاني، ما تسبب باختناق نحو 30 شخصا.ويقول احمد غازي، احد المتظاهرين في بغداد لـ(المدى) امس: “رجعنا فجر اليوم الى جسر الاحرار بعد محاولة فاشلة لإبعادنا عن المنطقة”.وسيطر المحتجون قبل ايام على نصف جسر الاحرار مرة اخرى بعد ابعادهم عنه لفترة اسبوع، عقب انسحاب “مفاجئ” للقوات الامنية من جسر السنك وساحة الخلاني، ما فسح المجال للمتظاهرين بالتقدم نحو منطقة حافظ القاضي، وسط بغداد.

وكانت القوات قد سيطرت على الساحة وجسري السنك والاحرار، عقب اتفاق “سري” جرى بين مجموعتين من المتظاهرين، ادعوا تمثيلهم لمحتجي ساحة التحرير، مقابل الحصول على وعود بالتعيينات وامتيازات اخرى.

حرب البيانات

وواصل المتظاهرون في بغداد ومدن الجنوب احتجاجاتهم متجاهلين مقررات اجتماع القادة السياسيين في منطقة الجادرية وسط بغداد، قبل ايام.واصدر قسم من المتظاهرين بيانات ترفض ما جاء في الاجتماع الاخير، بينما اعترض آخرون في ساحة التحرير على الجهة التي اصدرت البيان رغم اتفاقهم على المضمون.

وقال غازي المتواجد في الساحة ان “هناك جهات ومنها سياسية تحاول السيطرة على التحرير وتركب الموجة”.

واكد الشاب وجود “هجمات منظمة على خيم المجموعات المستقلة في ساحة التحرير” في محاولة ابعادهم عن المشهد.

واتهم غازي نائبة سابقة في البرلمان، لم يذكرها بالتحديد، بـ”فرض نفسها” على ساحة التحرير واصدار بيانات.

وعرض ناشطون، امس، مقطع فيديو يظهر مجموعة من المتظاهرين في ساحة التحرير وهم يحرقون بيانات صادرة عن جهات تحمل مسميات مختلفة.

وقال الشباب في الفيديو ان تجمعات مثل “شباب الانتفاضة او شباب التحرير لا تمثلهم”، مؤكدين اثناء احراق البيانات الصادرة من تلك الجهات بانها “مكتوبة من قبل النائبة السابقة شروق العبايجي”.ورصد المحتجون خلال الايام القليلة الماضية، عمليات مضايقة في ساحة التحرير ضد بعض الشباب، رجحوا انها صادرة من جهات سياسية لم يكشفوا عنها بشكل واضح.واكد غازي “وجود بعض النساء اللاتي يضايقن الشابات في الساحة وخاصة غير المحجبات”.

مسلسل الاختطاف

بالمقابل بدأ ناشطون بحملة للمطالبة بالافراج عن مختطفين، بحسب قولهم، اختفوا في محيط ساحة التحرير.

واكد ناشطون لـ(المدى) اختفاء احمد بقلي، ناشط من محافظة بابل اثناء خروجه من ساحة التحرير. وبقلي حصل على ماجستير في الهندسة الزراعية.

وقال الناشطون ان “هناك حملة امنية لاصطياد الناشطين في محيط الساحة وفي الازقة القريبة من جسر الاحرار والسنك”.

واشار الناشطون الى ان يوم امس قامت مرابطة عسكرية على طريق محمد القاسم السريع في بغداد، قالوا ان عناصرها تابعة لمكتب رئيس الوزراء، بـ”تفتيش موبايلات اصحاب السيارات والراكبين المارين على الحاجز الامني” خاصة القادمين من المحافظات.

واستنادا للناشطين، فان هناك بلاغات من اهالي شباب آخرين ابلغوا عن اختفاء ابنائهم، مثل الشاب كمال عبد الرسول مواليد 2003 من سكنة الكاظمية، الذي اختفى يوم الاحد الماضي بين جسري الاحرار والسنك.

بالاضافة الى محمد رحيم ناجي وهو من سكنة الحلة الذي اختفى قرب ساحة التحرير ايضا، وعلي العطواني الذي اختفى في الباب الشرقي، وعبد الواحد الدراجي الذي اختفى ايضا منذ 3 ايام قرب ساحة التحرير.

بالمقابل اكد الناشط احمد الكربلائي، من سكنة كربلاء وجود حملات اعتقال في المدينة ضد المتظاهرين.

وقال الكربلائي لـ(المدى) امس ان “القوات الامنية لاحقت مساء اول امس المتظاهرين في ازقة البلدية والنقيب، وسط كربلاء، واعتقلت عددا منهم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here