لقد استنفدتم عدد مرات الرسوب

علي حسين

ة “إن” التظاهرات مشروعة والدستور يحترم حرية التعبير وقد كشفت التظاهرات عوامل الخلل في النظام السياسي ومختلف شؤون الحياة التي يجب معالجتها ” ؟ .
طرحت السؤال على عدد من الزملاء فأصابتهم الحيرة، البعض قال ربما هي لأحد المتظاهرين الشباب، فيما أكد آخر أنها جاءت في بيان منظمة حقوق الإنسان، ويحتمل أن الأمين العام للأمم المتحدة تفوه بها ، وآخرون قالوا إنها شعارات كتبت في ساحات الاحتجاج.
غير أن قائل العبارة للأسف ليس من العاملين في مجال حقوق الإنسان، ولا علاقة له بشباب التظاهرات، إنه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الهدية التى أخرجتها القوى السياسية من النسيان لتقدمها للعراقيين.
دقق فى العبارة مرة أخرى، وأتمنى عليك أن تتابع آخر أخبار ضرب المتظاهرين بقنابل الغاز، وتقرأ ما كتبته الفتاة ماري محمد على صفحتها الشخصية بعد أن تم اختطافها من قبل جهات أمنية ولمدة 11 يوما.. ولا أريد أن أذكرك بعدد شهداء الاحتجاجات الذين تجاوزوا الرقم 350، ودعك من آلاف الجرحى، البعض منهم أصيب بإعاقات كبيرة.. دعك من كل هذا و ستكتشف أن خطب السيد عادل عبد المهدي وعباراته المنمقة من كثرة استعمالها خلال الشهر الماضي تحولت إلى واحدة من العبارات فاقدة الصلاحية، تماما مثل عبارة “إن الحكومة الحالية يمكن تغييرها خلال نصف ساعة”، وصاحب هذه العبارة مسؤول كبير ظل يعطل تشكيل الحكومة لأنه أصر على أن يجلس على كرسي وزارة الداخلية.. وحين لم يحصل فالح الفياض على الكرسي، قرر أن يتحول إلى خطيب لديمقراطية عادل عبد المهدي.
إلا أن المثير والمضحك في خطبة الفياض الأخيرة هي قوله إن الكثير من المتظاهرين لا يستطيع التعبير بكلمة عن المطالب التي يريدها، ولهذا فلا بد من أن يتماهى الفياض إلى أبعد درجة مع مفردات الديمقراطية العراقية الجديدة التي يشرحها بالقول إن: “العراق يشهد نظاما ديمقراطيا، ولذلك يجب أن لا نقلب النظام بغرض تحقيق المطالب التي يطرحها المتظاهرون”. إذن العراق سيمر بظرف عصيب، لو أن عادل عبد المهدي ترك كرسي رئيس الوزراء، وقرر فالح الفياض ان يتقاعد، يتحدثون كل يوم عن الكارثة التي تنتظرنا لو أنهم تخلوا عنا .
باختصار، من تبنى سياسة عادل عبد المهدي في قمع الاحتجاجات فهو آمن، ومن دخل حظيرة الحكومة فهو آمن، ذلك هو الدرس الذى أراد أن يلقيه فالح الفياض على كل مواطن يريد البقاء لأطول فترة ممكنة حرا، دون أن يتعرض لاختطاف “حكومي” .
عزيزي الفياض ومعك عادل عبد المهدي : لقد استنفدتم عدد مرات الرسوب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here