تحت جدارية جواد سليم


عدنان الظاهر 21.11.2019

تحت جدارية جواد سليم

مقدّمة :

[ أشربُ الخمرَ لأبكي فَرَحاً

وليبكي الكأسُ والخمرُ معي ]

الثائرُ أقوى

يحملُ صبرَ عبورِ قتيلِ الجسرِ

إسمنتٌ فولادٌ صخرٌ أحمرُ جمرُ

أنطقها الفنّانُ الماشي قبلَ الموعدِ للسمتِ العالي

فتحٌ في كعبةِ مكّةَ تكبيرُ [ الشعبُ أكبرْ ]

نهرٌ يجري خللَ الجسرِ

جُنْدٌ مرّوا عبروا خطَّ النارِ

فبكتْ أمٌّ ثكلى

حَمَلتْ جَسَداً يسقطُ للأعلى ..

ماذا يجري

العالمُ يجري بدُخْانِ رصاصِ مسيلِ الدمعِ

يا ثائرُ كفّني

برداءِ دماءٍ من ثُقبٍ في صدري تجري

الطلْقةُ إيّاها

أطلقها قنّاصُّ وزيرِ الدولةِ في رأسِ العدلِ

نُصُبٌ ترفعُ أعلاما

تستنطقُ أجسادا

تصرخُ أنْ هبّوا

آنَ أوانُ قيامِ الساعةِ فانضمّوا

الأمُّ تُزغّردُ في اللوحةِ تسقيهم ماءَ

هذا يومُ الحشرِ

مُدْنٌ هبّتْ تَرَكتْ مَنْ تركتْ وانضمّتْ

[ بالروحْ بالدمْ نفديكَ يا عراقْ ]

ووسائطُ نقلٍ كالنحلِ

تنقلُ للجوعى والجرحى أقواتا

تنقلُ للمشفى أمواتا ..

اللوحةُ مرآةُ جبالِ الثورةِ في أُحُدِ

لَهَبٌ في رأسِ قتيلِ الساحةِ قنديلُ

ونداءٌ منحوتٌ في صُلْبِ حديدِ الجسرِ

يخترقُ اللوحَ المجبولَ حديدا

يرفعُ للأعلى نبراساً موقودا

كي يسهرَ هذا الحشرُ طويلا

تحتَ المنحوتةِ قُضبانَ وقودٍ تغلي

والموجُ الدافقُ في دجلةَ ماكنةُ الصوتِ الثوري

يحملُ بغدادَ لأقصى أبراجِ الدنيا

مئذنةً وأذانا

يصرخُ لا راحةَ إلاّ في جوزِ مصدِّ جدارِ الجسرِ ..

الشرطةُ غِربالُ

تُحصي ما يسقطُ جرّاءَ الزلزالِ

اللُجُمُ السودُ وَبالُ

ورصاصٌ مصهورٌ يغلي مصبوبا

وتظلُّ الساحةُ في قلبِ النارِ

مِرجَلُها إنسانُ

صوتُ الصرخةِ إعلانُ صفيرِ الإنذارِ

[ تَكتَكةٌ ] أزّتْ مرّتْ واجتازتْ جُدرانَ الصمتِ

يَرقَبها ذئبٌ في عينِ القنّاصِ

والماءُ جِهازُ إشاراتٍ سرّي

ينقلها جِسرٌ مقصومُ الظهرِ

يُصغي للصوتِ الحاملِ إنذارَ اللوحِ

وصهيلَ جَوادٍ منحوتٍ في الصخرِ

يفتحُ أبوابَ حديدِ مساميرِ السجنِ.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here