جميع الثورات المدعومة من الأمريكان قد فشلت

لم يذكر لنا التاريخ أن الأمريكان قد دعموا شعبا من الشعوب من أجل تحقيق حريته وكرامته والاستقلال الحقيقي ، بل نلاحظ العكس أن الأمريكان لم يتدخلوا في شؤون دولة ما إلا ودمرت تلك الدولة أو عاشت في الأزمات والانتكاسات ، فهذه دول أمريكا الجنوبية التي عاثت بها الفساد أمريكا وجعلتها تتمرغل في وحل الأزمات والمشاكل السياسية والاقتصادية حتى أصبح الإنقلاب العسكري والحروب الأهلية خبر الساعة لهذه الدول ، بل لم تترك أمريكا الدول المستقرة في هذه القارة تحت عناوين جميل كالديمقراطية والحرية ، وعندما تتغير الحال يسيطر على سدة الحكم مجموعة من مرتزقة العم سام الذين يقدمون ثروات الدولة على طبق من ذهب لقائدة الديمقراطية المزيفة ، وهذا ما تكتشفه الشعوب إلا بعد حين لأنها سكرانة في وحل الحضارة والتقدم الأمريكي الذي يعيش على امتصاص ثروات الدول ودماء شعوبها ، وما السلفادور والإكوادور والبرازيل وكولومبيا وأخيرا بوليفيا وأما فنزولا فهي على الأبواب ، وتختلف الطرق التي يستعملها الأمريكان من أجل السيطرة على ثروات الشعوب من دول الى أخرى ، وتعتمد هذه الطريقة على الأزمات التي تعاني منها الشعوب فتارةً يكون النظام ديكتاتوري والشعب يتطلع للحرية والعيش الكريم كليبيا ومصر واليمن وتونس ، علماً جميع أنظمة هذه الدول مدعومة من الأمريكان وعلاقاتها جيد جداً ، ولكن عندما أصبحت الشعوب على مستوى من الوعي ورفض الواقع الفاسد للأنظمة ، عندها رفع الأمريكان شعار الشعب يريد تغير النظام وطرحته فضائية الجزيرة على ساحات الاعتصام ، غُيرت الأنظمة وبقت الشعوب تعاني الأمرين فضاعت ليبيا بالحرب الأهلية و تغير النظام الدكتاتوري في مصر الى أخر يقوده رئيس الاستخبارات للدكتاتور السابق (السيسي) وبقى مقرب من العم سام ، وأما اليمن فهذه دول العدوان الخليجي لم تتركه للحظة بل أشعلت عليه حرباً لم ترحم بها الطفل الرضيع والشيخ الكبير والممول لهذه الحرب قائدة الديمقراطية في العالم والحامية الاولى لحقوق الإنسان في المعمورة ، وأما سوريا لرفضها للسياسة الأمريكية فرفعوا شعار الشعب يريد تغير النظام فجمعوا لها القتلة والمجرمين من جميع أنحاء العالم فكانت القاعدة والنصرة وداعش بالإضافة الى الجيش الوطني ، ولم يبقى من هؤلاء شيء تعتني به امريكا الا حقول النفط في دير الزور والمنطقة الغربية لسوريا ، وهذه جورجيا لم تسلم من المخطط الأمريكي بالإضافة أوكرانيا ومن قبلهم يوغسلافية والجميع أصبح ضحايا العم سام ، ولم تحصل أي دولة من هذه الدول على الاستقرار والحرية والعيش الكريم ، فهل سيحصل العراق وشعبه من الأمريكيين ما لم تحصل عليه باقي شعوب العالم ، هذا يخالف العقل والمنطق لأن استقرار الدول لا ينفع الأمريكان ولا يصب في مصلحتها ، لأن الفوضى والأزمات الغطاء الذي من خلاله تسرق الثروات وتمر المخططات ، لهذا السبب فأن جميع الثورات والانتفاضات التي دعمها الأمريكان قد فشلت لأنها تحارب استقرار وحرية الشعوب .

خضير العواد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here