لماذا السويد فضحت وزير الدفاع العراقي؟

إيهاب مقبل

وجهت السويد خلال الأيام الماضية ضربة قاضية لوزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، عبر اتهامه في وسائل الإعلام السويدية بالشذوذ الجنسي والتحايل على نظام الرعاية الإجتماعية في السويد. كما كشفت السويد عن إمتلاك الشمري للجنسية السويدية، وهو ما يخالف الدستور العراقي الذي ينص على حظر ازدواج الجنسية في حال شغل أحد الأشخاص المناصب السيادية في العراق. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا السويد فضحت الشمري في هذا التوقيت بالذات؟!

في البداية لا بد من معرفة أن السويد بلاد تهتم بصورتها الخارجية، حيث لديها مؤسسات تُشرف على تلميع صورتها في وسائل الإعلام المحلية والدولية على أنها “راعية حقوق الإنسان في العالم”. وفي الوقت نفسه، تشير وسائل الإعلام الدولية إلى تورط الشمري في قضية مقتل المئات من المتظاهرين العزل في العراق. هذا التناقض بين المقياسين، مقياس حقوق الإنسان في السويد ومقياس ذبح الإنسان في العراق، دفع السويد للإعلان السريع عن برائتها من الشمري، فاضحةً أياه شر فضيحة بالوثائق والمعلومات الحكومية، وذلك بسبب خرقة علانيةً للمبدأ الأساسي من الدستور السويدي المتمثل بحرمة إنتهاك الإنسان جسديًا أو نفسيًا.

وما يؤكد الفرضية أعلاه، التصريح الذي أدلى به أوفه برينج، أستاذ القانون الدولي بجامعة ستوكهولم، لوسائل الإعلام السويدية يوم أمس السبت، أن “الشمري مسؤول عن العنف ضد المتظاهرين في العراق، والذي أدى إلى مقتل المئات، والذي تم إبلاغ الشرطة السويدية به، حيث يمكن مقاضاة وزير الدفاع العراقي في السويد بسبب جرائمه المرتكبة في الخارج”. ومع ذلك، يصعب على الشرطة السويدية جمع الأدلة لمحاكمته في البلاد.

ومن الناحية القانونية، فالشمري متورط على الأقل بالاحتيال على الدستور العراقي، حيث يسهل على السويد إثبات أن الشمري يحمل الجنسية السويدية من خلال شبكية العين والحمض النووي الوراثي. كما سيواجه الشمري على الأقل السجن لمدة عامين في السويد، وذلك بسبب ارتكابه جريمة التهرب من دفع الضريبة، حيث تلزم المادة الثانية من قانون الجرائم الضريبة، الإعلان عن رؤوس الأموال التي يتلقاها الشخص السويدي في حالة عمله خارج البلاد.

وزيادةً على ذلك، هناك قضايا يسهل على السويد إثباتها على الشمري مثل التحرش الجنسي بشاب في مطلع العشرينات من عمره، والتحايل على نظام الرعاية الإجتماعية عبر تلقيه أموالًا من دوائر حكومية سويدية بحجة معاناته من مشاكل في الذاكرة.

الخلاصة، يمكن القول أن الشمري في وضعٍ لا يحسد عليه، لا في السويد ولا في العراق، ولذلك من المتوقع فراره من العراق نحو وجهة مجهولة في الأيام المقبلة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here