لماذا لا تتفق الطبقة السياسية على خطة للأصلاح

منذ تحرير العراق في 9-4 -2003 على يد القوات الدولية والانتقال من العبودية الى الحرية ومن حكم الفرد والقرية الى حكم الشعب ومن حكم الدكتاتورية والاستبداد الى حكم الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية

الا ان الطبقة السياسية التي حلت محل صدام وعبيده وجحوشه كانت غير مهيأة لهذا التغيير وغير مستعدة للتضحية ونكران ذات لخدمة الشعب أنها لا تملك عقلية متحررة اي ليست بمستوى الديمقراطية بل كل همها مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية أنها متعطشة الى المال الى النفوذ الى السلطة وهكذا انقسمت الطبقة السياسية الى عصابات كل عصابة مهمتها الاولى الحصول على الهبرة الاكبر من ثروة العراق وهذا ما اعترف به الكثير من عناصر الطبقة السياسية بأنهم اتفقوا على تقسيم ثروة العراق على تقسيم العراقيين لكنهم لم يتفقوا على خدمة العراق والعراقيين لم يتفقوا على وضع خطة لبناء العراق لسعادة

العراقيين بل تخلوا عن اي شي في صالح العراق وفي صالح الشعب العراقي بل تحولت اي الطبقة السياسية الى عصابات متصارعة للحصول على المال الأكثر في وقت أقصر وهكذا اثبتوا أنهم لم يختلفوا عن صدام وزمرته الفاسدة وهكذا تخلوا عن شعاراتهم التي خدعوا بها الشعب العراقي و أيدهم ووقف معهم وقدم تضحيات وتحديات أكثر منهم ورفعهم على أكتافه وأجلسهم على كراسي المسئولية

ولو دققنا في حقيقة هؤلاء المسئولين يتضح لنا بشكل واضح وجلي انهم جميعا لصوص في نهج في اسلام الأمام علي ( كل مسئول حاكم زادت ثروته عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص) وبما ان الأغلبية من عناصر الطبقة السياسية كثير ما يتباهون بحبهم للأمام علي وأنهم أكثر تمسكا بنهجه الأسلامي المفروض ان يكونوا أكثر التزاما وتمسكا بهذا المبدأ

لكن للأسف لم نجد ولا حتى مسئول واحد هدفه خدمة الشعب وضع الشعب على رأسه بل كان

هدفه ان يجعل الشعب في خدمته ويضعه تحت قدمه والنتيجة طيلة هذه الفترة الماضية يزداد الشعب فقرا والمسئولون يزدادون غنى

الشعب يزداد جوعا والمسئولون يزدادون تخمة

الشعب يزداد شقاء وألم والمسئولون يزدادون سعادة ورفاهية

الشعب يزداد حزن وبكاء والمسئولون يزدادون فرح وضحك

الشعب يزداد جهلا وامية والمسئولون يزدادون شهادات علمية وبدون اي دراسة

الشعب تغلق أمامه كل الابواب فلا عمل ولا مدرسة ولا صحة ولا علاج واذا وجد شي من ذلك لا يملك المال الذي يمكنه شرائه في حين تفتح كل الابواب امام المسئولين ويمكنه الحصول على اي شي بدون عناء حتى وبدون ثمن وحسب الطلب اموال قصور أسهم شهادات حسابات بنكية في العراق وخارج العراق وسفرات وحفلات واسراف وتبذير للأموال حتى انهم فاقوا كل المسرفين والمبذرين في

كل التاريخ وفي كل مكان من العالم رواتب وامتيازات ومكاسب لا شبيه لها ولا مثيل في كل العالم

وهذا ما سهل الطريق لكل اللصوص والفاسدين ان يرشحوا أنفسهم لكراسي المسئولية وبما يملكون من وسائل تضليل وخداع وترغيب وترهيب تمكنوا من الفوز في الانتخابات والحصول على المناصب المهمة ذات النفوذ والقوة والتي تدر ذهبا ودولارات بشكل مستمر وهكذا أصبح كل شي معروض للبيع وفي المقدمة الشرف والكرامة ونشأت أسواق مختلفة حيث أصبحت مناصب الدولة تباع وتشترى وبشكل علني وبدون خوف ولا مستحى بل أصبح بيع الشرف والكرامة من الأمور التي يفتخر بها الأنسان التي تجله وترفع من مستواه

لهذا انحسر تفكير الطبقة السياسية في الحصول على الكرسي الذي يدر أكثر دولارات وبأي طريقة بالقوة بالاحتيال والتضليل بالترغيب واذا سمعنا

منهم بعض الكلام المعسول المنمق في صالح الشعب انها مجرد عملية تخدير لسرقته ليس الا

السؤال الذي يطرح متى يفكر هؤلاء المسئولين في بناء العراق في سعادة العراقيين في القضاء على معاناتهم وآلامهم في تحقيق آمالهم و أحلامهم أما آن الأوان

نعم في بعض الأحيان تنخدع الشعوب بالشعارات الرنانة والعبارات المزوقة وتختار من يذلها من يذبحها لكنها لم ولن تستمر مخدوعة فلا بد في يوم من الأيام تستيقظ من غفلتها وتصرخ بوجوهكم وسيكون مصيركم أكثر سوءا من مصير الطاغية صدام والطاغية معمر القذافي وغيرهم من الطغاة ليتكم تتعظون

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here