منذ متى كان آل حمد القطريين حريصون على مصلحة العراقيين ؟

بقلم مهدي قاسم

ليس خافيا على كثير من العراقيين مدى وحجم الدور الخريبي
الهائل الذي لعبه آل حمد القطريين في إثارة أعمال الفوضى و الاضطراب ، و التحريض على العمليات الإرهابية في عديد من بلدان عربية و على رأسها العراق ، سواء بالتمويل المادي أو المعنوي ، و خاصة بواسطة سلاحهم الخطير ، نعني ” فضائية الجزيرة ” المؤثرة على ذهنية الشارع
العربي المهيئة لأستقبال أية كذبة أو تلفيق وفبركة حقائق ، و التي ــ فضائية الجزيرة ركّزت و لسنوات طويلة نشاطها الإعلامي على العراق تحريضا و تجييشا و إثارة متواصلة للأعمال الإرهابية التي أُقتصرت تحديدا على المناطق ذات الأغلبية “الشيعية ” حيث قُتلت عشرات آلاف
من مواطنين أبرياء في أحيائهم الشعبية الأهلة بالكثافة السكانية ، إلى جانب ذلك استقبلت الحكومة القطرية حينذاك بعضا من رموز النظام السابق ووفرت لهم كل الإمكانيات المادية والإعلامية المطلوبة لممارسة النشاط التخريبي و الإرهابي في العراق ، و ربما معظمنا يتذكر برنامج
” الاتجاه المعاكس ” التهريجي لفيصل القاسم وكيفية استخدامه مرارا للتشنيع بالشيعة العراقيين والحط من شأنهم في مناسبة و غير مناسبة ، في مقابل إبراز رموز وإعلامي النظام السابق في وضع إعلامي متفوق دوما ، حتى أضطر عديد من كتّاب عراقيين ــ من ضمنهم كاتب هذه السطور
ــ إلى كتابة مقالات رد عديدة ضد فضائية ” الجزيرة ” وفضح أساليبها الإعلامية الغوبلزية ، إلى حد وصفها بعضهم في مقالاتهم بفضائية ” الخنزيرة “، وقد استمر هذا الموقف القطري التخريبي والمعادي من العراق للسنوات طويلة ــ مثلما أسلفنا ــ ولم يتوقف إلا بعد تدهور العلاقة
بين قطر و النظام السعودي و الإمارات العربية ، الأمر الذي جعل قطر تتقرّب من النظام الإيراني ( على طريقة أخوك مجبر ولا بطل ) وذلك نكاية بالنظام السعودي و الإماراتي !!.

و إذا كان بعضا من الكتّاب الإسلاميين و ” الولائيين اللذيليين
” قد تناسوا كل هذا الدور القطري التخريبي الهائل ضد العراق (حتى بعضا منهم كتب مؤخرا مقالا يشيد بالنظام القطري لاعتبارات تقاربها مع النظام الإيراني !! ) نقول إذا كان بعضا من هؤلاء قد تناسوا هذا الموقف التخريبي و الإجرامي المتعمد ، لكون قطر قد حسّنت علاقتها
من النظام الإيراني ) فنحن ما نسينا ولن ننسى هذا الموقف الإجرامي بحق الشعب العراقي و تحديدا بحق أحد مكوناته الرئيسية ،أجل لن ننسى هذا الموقف الإجرامي حتى لو حسّنت قطر علاقتها مع الله نفسه !..

لأن ما يهمنا هو قدسية الدم العراقي والعراق نفسه ، كمقياس
وحيد لتحديد الموقف من مجمل الأوضاع و الأمور والتعامل المبدئي معها و ليس عواطف عقائدية سقيمة و مجدبة ..

لذا فنحن نستهجن موقف التأييد و الدعم المعلن من قبل
أمير قطر للحكومة العراقية ، ربما دفعا و تشجيعا لها للمضي حثيثا في قتل المتظاهرين الذين هم أنفسهم ، أو بالأحرى أغلبهم من الشباب ” الشيعة ” العراقيين الذين سبق للنظام القطري أن حرّض و شجّع ــ ماديا و معنويا ــ على قتلهم لسنوات طويلة ..

و شيء آخر و مهم حسب اعتقادنا إلا وهو :

يمكن ثمة إساءات قد تُنسى أما صرخة دماء مسفوحة لضحايا
أبرياء فلن تُنسى ! ، على الأقل من جانبنا ، فذاكرتنا لا زالتزاخرة و ثرية بالرغم من مرور فترة طويلة على ذلك ..

هامش ذات صلة :

( امير قطر يهاتف صالح وعبد المهدي ويبلغهما
امرا حول تحديات العراق
تلقى كل من رئيس الجمهورية برهم صالح، و رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي
يوم الجمعة اتصالين هاتفيين منفردين امير دولة قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.

وذكر بيانان صادران عن المكتبين الاعلاميين لصالح وعبد المهدي اليوم، ان تميم
“وقوفه مع العراق ودعمه للحكومة في مواجهة التحديات والعمل لما فيه أمن واستقرار العراق وتحقيق تطلعات الشعب العراقي ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ”) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here