سؤال إلى أيتام نوري المالكي الناهضين فجأة من تحت غبار نسيانهم !!

بقلم مهدي قاسم

زعم جهاز الأمن العراقي أنه استطاع أن يراقب و يشخّص تحركات
زعيم عصابات داعش النافق البائد إبراهيم البغدادي ، في الوقت الذي كان موجودا تحت الأرض ، أو يقيم و يتنقل بين شبكات أنفاق عميقة و طويلة ، دون أن تكون في حوزة البغدادي أجهزة هواتف نقالة أو تقنيات مماثلة ، و كما زعم هذا الجهاز أنه استطاع أن يشخّص أيضا من سيكون
خلفا له ، يعني إلى هذه الدرجة شاطرة وماهرة الأجهزة الأمنية العراقية ..

شيء حلو و جميل مفرح حقا !!..

ولكن مع ذلك فلابد من طرح سؤال ذات صلة في الأمر وهو
:

ـــ فيا ترى كيف يمكن لجهاز أمن يمتلك كل هذه القدرات
الاستخباراتية الخارقة و البارعة !! إلى حد يتمكن من تشخيص و كشف عناصر خطيرة ومعادية تتحرك بسرية مطلقة تحت الأرض وفي أنفاق سرية جدا ، بل و على بعد بعيد بمئات كيلومترات ، ولكنه ــ أي هذا الجهاز نفسه ــ يصبح فجأة و بقدر قادر ، عاجزا و شبه مشلول عن تشخيص عناصر
ملثمة تتحرك على قرب قريب منه جدا ، وتتحرك تحت أنفه ، على سطح الأرض و عند أرصفة أو فوق سطوح عالية ومن هناك تطلق النار على المتظاهرين أو المارة ، أو تحرق مبان ومحلات على هواها ومزاجها ، ولكن مع ذلك لا يمكن تشخيص هويتها و أصلها و فصلها ؟! ..

ولكن أكثر غرابة أن تتمكن العناصر الأمنية من تشخيص و
تحديد هوية ناشطات و ناشطين مدنيين الذين تعدهم ” مشاغبين و مثيري الاضطراب ” فتقوم بعزلهم و خطفهم أو اعتقالهم بالعشرات ، بينما هي تجد نفسها عاجزة عن تشخيص هويات عناصر ملثمة ومسلحة بقنابل تسير على بعد عدة أمتار منها !!..

فأليس هذا يُعد تناقضا مضحكا ومثار شبهات طبعا مع طرح
عشرات علامات استفهام أيضا ؟..

علما إن بعضا من مسؤولين حكوميين أنفسهم قد أشاروا ــ
معترفين ــ إلى وجود” طرف ثالث ” الذي يقوم بقتل المتظاهرين وحرق الممتلكات العامة و الخاصة ، في حين إن الإشارة إلى وجود ” طرف ثالث ” يعني هناط طرف الحكومة و طرف المتظاهرين زائدا طرف ” الملثمين ” لنحصل على ثلاثة أطراف !!..

و إذا كان الأمر كذلك ، فأليس من أوليات وجب الحكومة أو
القوات الأمنية الكشف عن هوية هؤلاء الملثمين ووقف نشاطهم ، بدلا من التفرج عليهم لو … نقول لو فعلا إنها تجهل هويتهم و أنها متأكدة من إنهم لا ينتمون إلى ميليشيات أحزاب وذيول إيرانية ؟ ..

و هنا يمكن القول : إذا تعرف الحكومة هويتهم فهي مصيبة
و إذا لا تعرف فالمصيبة أعظم ..

إذ إننا لا نعيش في وسط مجاهل أفريقيا ولا داخل غابات
جبارة ، إنما في بلد توجد فيه عدة أجهزة أمنية واستخباراتية تكلف الدولة عشرات مليارات وواجبها الأول و الأخير ــ مثلما الأجهزة الأمنية والاستخباراتية عند معظم الدول والحكومات ــ تقتصرحصريا على كشف استباقي ــ أساسا ــ و من ثم رصد و فرز عناصر خطيرة ووقف وتحييد
نشاطها الإجرامي فورا ، في مقابل حماية المواطن سواء كان متظاهرا أو غير ذلك ..

فكشف وفرز عناصر مشاغبة و خطيرة معربدة ليس من واجب المتظاهرين
إنما من واجب الحكومة فحسب ، فهذه الحقيقة يعرفها حتى الأغبياء ..

أما أن يأتي أحدهم ليقوم بتوجيه لوم للمتظاهرين بسبب عجز
الحكومة الحقيقي أو المفتعل ، و تحميل المتظاهرين مغبة ذلك ( بالرغم من أن المتظاهرين هم الذين سقطوا ويسقطون ضحايا لقناصي ” الطرف الثالث ” وقنابلهم الخارقة للصدور و الجماجم ) فمن المحتمل جدا إن صاحب اللوم هذا ينتمي إلى هذا ” الطرف الثالث ” فيحاول الحط من سمعة
المتظاهرين و الناشطين المدنيين بهدف تبرئة الحكومة و الميليشيات المتعاونة معها من التقصير أو بالأحرى من التواطؤ مع الطرف الثالث في إبادة و تصفية المتظاهرين والناشطين المدنيين ..

رابط ذات صلة بالمتظاهرين : ومن يستمع إلى نهاية المقابلة
سيحصل على معلومات قد تكون مهمة بالنسبة له :

المرجع الشيعي حسن الموسوي.. يقول كلام خطير عن السيستاني

Geplaatst door ‎منطقة الدورة‎ op Zondag 24 november 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here