كيف استعدت حماس لاستقبال فصل الشتاء داخل القطاع ؟

أيام عصيبة عاشها الغزيون طيلة الأسبوع المنقضي، اثر الاشتباك الأخير بين حركة الجهاد الإسلامي و قوات الاحتلال , إذ سقط عدد من الجرحى و القتلى و دُمرت العديد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها، لتخضب دمائهم الزكية ارض غزة التي تنام على حرب و تستيقظ على أخرى.

انتهاء موجة التصعيد لا تعني البتة انتهاء معاناة الفلسطينيين في القطاع , إذ تشير التوقعات الجوية إلى اقتراب قدوم ضيف ثقيل آخر : فصل الشتاء الذي لا يقوى الغزييون على صقيعه نظرا لحالة العوز لأبسط الاحتياجات الشتوية كأدوات التدفئة العصرية و الملابس المناسبة و البطانيات و أدوية الزكام و الحمى .

فهل أحسنت السلطات المحلية في القطاع هذا العام الاستعداد لموجات البرد المحتملة ؟

وفقًا للتقارير الواردة من داخل الجناح العسكري لحركة حماس ، فقد بعثرت التطورات الأخيرة التي عاشها القطاع اثر اغتيال القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا كل خطط الحركة المرحلية للحركة ،إذ لم يعد الاستعداد الجيد لفصل الشتاء أولية لدى القيادة الحمساوية

, ما يطرح ما يطرح أكثر من تساؤل عمن سيتحمل مسؤولية حماية أطفال غزة من الشتاء القاسي في ظل تملص حماس عن اداء واجبها .

شعب غزة الأبيّ الذي تعود على موجهات ظروف لا إنسانية بصدور عارية و يقين بحتمية النصر لن تهزمه الظروف الطبيعة القاسية, الا ان ما يثير القلق بشكل خاص هذا العام هو التوقعات الجوية التي تتحدث عن شتاء قاسي جدا مختلف عن السنوات الماضية ما يجعل حياة الاطفال على المحك في ظل عدم استعداد السلطات و عجز البنية التحتية المتهالكة جراء الحرب على استيعاب السيول المحتملة .

هذه مناسبة، لاعادة النظر فيما جلبته سياسات حركات المقاومة على القطاع و اهله , اذ يحتاج الفلسطينيون، الى سلطة تعي جيدا حاجيتهم و تحرص على توفيرها قبل سعيها للتسلح , فسلامة الغزيين لا تتعارض مع الاهداف الوطنية للقضية الفلسطنية .

فهل يكون عذاب اهل غزة، المستمر، ثمن صحوة الطبقة السياسية الفلسطينية و التفاتها للأولويات الحقيقية للشعب الفلسطيني المنكوب ؟
مراد سامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here