المساهمة في الحفاظ على المناظر الطبيعية لوادي أزادن…

المساهمة في الحفاظ على المناظر الطبيعية لوادي أزادن ومكافحة الفيضانات وتآكل التربة من خلال ترميم وتعزيز المدرجات المشاتل الزراعية بقرية تاساوركان، إنشاء و مواكبة تعاونية تاساويركان الفلاحية النسوية

حجيبة بومسمار
متدربة بمؤسسة الاطلس الكبير
توالي فترات الجفاف، إضافة الى الفيضانات التي عرفتها المملكة في السنوات الأخيرة، ارتفاع درجة الحرارة الغير المعهود، التغير السلبي للأنظمة الإيكولوجية والقطاعات الإنتاجية، كذلك عدم تحقييق التنمية المستدامة المنشودة، إلى جانب الظروف الاقتصادية الهشة التي أصبح عليها المغرب بخلاف العقود السابقة بسبب التغيرات المناخية يقتضي بالضرورة مضاعفة الجهود التنموية وإشراك كافة الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والمجتمع المدني لمواجهة هذه الآثار العكسية للمناخ.
لهذا اطلقت الحكومة المغربية عدة مشاريع ترمي إلى احترام الموارد البشرية والطبيعية و اتخاذ تدابير وقائية في هذا الجانب كسياسات خضراء لمكافحة آثار تغير المناخ، بما في ذلك نهج سياسة الطاقات المتجددة واقتصاد المياه والتدوير المستدام للنفايات الصلبة والسائلة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
يساهم المجتمع المدني بشكل كبير في تجاوز العراقيل و المشاكل البيئية علاوة تحقيق التنمية المستدامة خاصة لسكان القرى، لأنه في تواصل دائم معهم و بالتالي يكون على دراية باحتياجاتهم. مؤسسة الاطلس الكبير مبادرة دائما وسباقة لخدمة سكان القرى المعوزة، لهذا جاءت المؤسسة بمشروع “المساهمة في الحفاظ على وادي أزادن ومكافحة الفيضانات وتآكل التربة من خلال ترميم وتعزيز المدرجات والبساتين الزراعية في تاساويركان” التي تم إنشاؤها في يوليوز 2017، هذا المشروع تم تمويله من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ويهدف لتطوير وتحسين مجتمع تساويركان.
تعرف منطقة تاساويركان نقص المياه في فصل الصيف، كما تتسبب الأمطار الغزيرة بالأطلس الكبير في حدوث فيضانات شديدة في وادي أزادن في فصل الشتاء، مما يؤدي تدمير العديد من المدرجات الزراعية الإنتاجية كما يسفر على خسائر في الأرواح، إضافة الى زعزعة استقرارجميع الجهود الزراعية وتدمير العديد من الحقول، الأمر الذي تسبب في انخفاض كبير في دخل العديد من العائلات ، وخاصة أولئك الذين يمتلكون الأراضي بجانب الوادي.
“المساهمة في الحفاظ على وادي أزادن ومكافحة الفيضانات وتآكل التربة من خلال ترميم وتعزيز المدرجات والبساتين الزراعية في تاساوركان” مشروع يضم عدة انشطة لمختلف فئات القرية رجال نساء واطفالِ ومن اهم ما جاء به المشروع:
مشتل يضم بيتا بلاستيكيا مساحته 107.5m2 لإنتاج أشجار الزيتون، مع اقتناء معداته وشراء بذور زيتون ذات جودة عالية تتأقلم مع المنطقة، علاوة على تكوين نظري و تطبيقي للمزارعين في كيفية زراعة بذور اللوز والجوز و كذلك كيفية اختيار بذور ذات جودة عالية. كما يحظى فلاحوا المنطقة في كل مرة بتدريبات في تقنيات الفلاحة و الري كذلك كيفية تطوير انتاجية المشتل.
بناء صهريج مائي بعمق 3 متر، حفر بئر 35مترًا مع محرك يعمل بالطاقة الشمسية لفائدة مزارعي المنطقة، منذ 1995 كثيرة هي الاراضي الزراعية التي تدهورت بسبب الفيضانات و الامر زاد حدة في السنوات الاخيرة فيضان وادي أزادن الذي افسد المحصول الزراعي والأراضي، لهذا تم الشروع في بناء حاجز للوادي يحول دون و صول الماء للأراضي.
يوم التاسع و العاشر من اكتوبر قامت مديرة مشاريع مؤسسة الاطلس الكبير بزيارة ميدانية تفقدية لدوار تاساويركان لتقييم مراحل تطور المشروع.
على نفس النهج، حظيت نسوة القرية كذلك بتدريبات عدة اولها ورشة “تخيل” التي من خلالها يتم اكتشاف مفاهيم وممارسات عديدة في مجال التمكين الذاتي، وكيفية توجيه الطاقات الإبداعية نحو تحقيق هدف معين، وكيفية إقامة علاقات أفضل، ورشة تخيل تكوين شامل لجميع مجالات الحياة الشخصية و العملية وعلى إثر هذه الورشة تمكن نسوة القرية من إنشاء تعاونية “تاساوركان” الفلاحية، معظم أعضاءها فتيات في مقتبل العمر ما بين الرابع عشرة و عشرين سنة. تبادلت المدربة امينة اطراف الحديث مع عضوات التعاونية بغية التوصل الى مدى تأثرهم واستفادتهم من الورشة.
السيدة مليكة مطلقة وأم لطفلة صغيرة، أصبحت قادرة على العمل في التعاونية و مواجهة نظرة الناس الدونية للمرأة المطلقة اضافة لتمكنها من إعالة طفلتها لوحدها خلاف ذي قبل حيت كانت لا تسطيع الخروج من بيت أبويها تجنبا لكلام الناس، الى جانبها السيدة زهرة التي تمكنت كرئيسة من تسيير التعاونية على أكمل وجه، و ذلك بتقسيمها لمهام العمل بين المنخرطات وضبط أوقات العمل مستعينة بلائحة حضور يومي، وهذا ما جاء على لسان السيدة زهرة “النظام هو سر استمرار التعاونية واستغلال الوقت كذلك تفريق المهام بين المنخرطات بالتساوي”، كما عبرت عن رغبتها في بدء مشروع جديد للتعاونية و الذي سوف يعود بالنفع على أهل القرية عامة و نساء التعاونية خاصة و هو زراعة و تسويق الاعشاب الطبية و العطرية و كذلك العمل على خل التفاح، نظرا لتوفر المادة الاولية بالمنطقة. بعض المنخرطات لازلن متمسكات بالعمل في التعاونية رغم بداية موسم دراسي جديدة، ولا يمكنهن الالتحاق بالتعاونية الا من حين الى اخر لكنهن متشبثات بالعمل، روح التعاون و الانجاز لم يفارقهم رغم الدراسة لهذا يعملون في التعاونية يومي السبت و الاحد و احيانا في اوقات الفراغ.
وتشجيعا لهم على هذا المستوى الذي حققته التعاونية اقترحت عليهم المدربة بزيارة ميدانية لتعاونيات اخرى سبق انشاءها على يد المؤسسة لتبادل التجارب و الخبرات بينهم.
التغيرات المناخية

ردود فعل مختلفة اتجاه التغيرات المناخية بخلاف الوقت الراهن لساكنة تاساوركان و من العادات التي كانوا يمارسونها سابقا :
يكلفون احد الرجال مرة كل شهر من اجل جمع النفايات، لكن حاليا لم يعد هذا قائما و اليوم شباب المنطقة هم من يفعل ذلك
حرق الازبال عوض رميها و بقايا الخضر و الخبز تستعمل كعلف للماشية بقايا المواد البلاستيك تستعمل للحمامات التقليدية
تقاليد وعادات في الفصول الصعبة “المعروف” و “الصدقة لشيوخ القبيلة” “وصلاة الاستسقاء” عند تأخر المطر اخراج الزكاة على الحبوب او اي محصول زراعي لجلب الخير و البركة على القرية واهلها اما حاليا لم يعد هناك من يهتم بهذه الامور ويرون ان عادة “المعروف” امر شرك
عادة “دار اصيفض” تهدف هذه العادة لإعطاء كل المخلوقات، انس و جن و حيوان نصيبهم من الحبوب لجلب البركة وتفادي الكوارث الطبيعية
تجمع النساء وطهي الكسكس في “اكرام” طلبا للأمطار. . . .
أؤكد أن قرية تاساوركان مثال نموذجي لقرية معوزة بالمغرب، استفادت من مشروع شامل من قبل مؤسسة الاطلس الكبيرالذي يرمي الى توفير ظروف عيش افضل للسكان و ادماج جميع الفئات نساء رجال اطفال للإسهام في تطور المنطقة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here