مشاعر المدونين العرب ولعبة ” العربية ” والجزيرة ” !

احمد الحاج
صار واضحا عندي ان بدر الحقيقة في السماء الصافية كما هلال رمضان لابد ان يرى مرتين في الشهر بتوقيتين مختلفين تحددهما قناتا العربية والجزيرة ، فالبدر الذي تراه الجزيرة اليوم تعمى عنه العربية لا محالة ، بخلاف البدر الذي تراه العربية فهذا قطعا غير مرئي ” جزيريا “. فيما الحقيقة هي ان البدر واحد وظهوره في سمائنا المشتركة بتوقيت واحد ايضا الا ان القرار السياسي الذي يقف خلف القناتين مدعيتا الحيادية والمنهجية والمصداقية يلعب دورا حاسما كما في هلال رمضان بإظهاربدر الحقيقة هاهنا اليوم واخفائه هاهناك غدا !
لقد لفت إنتباهي بشدة طيلة فترة الحراك العراقي أن النشطاء والمدونين المصريين غير مكترثين بما يحصل هاهنا مع إن المدونين العراقيين كانوا مهتمين جدا بالحراك المصري منذ عهد مبارك وهو في تصوري أنسب ولا أقول أفضل من حكم مصر منذ ثورة 52 ضد الملك فاروق ” طبعا انا اعرف تماما لماذا ” ولكن احيانا يضطرالمرء للتغاضي – التطنيش- ريثما يتسنى للحقائق أن تعلن عن نفسها بلسان فصيح حتى لا يتصيد المتصيدون بالماء العكر اولا ، ولأن قول الحقيقية المرة مؤلم وصادم جدا ثانيا ..ولعل اتصال اليوم الهاتفي كشف جانبا يسيرا منها ” اي اتصال ؟ ابحث بنفسك ولن تجد صعوبة في فهم ما اعني وما اقول !
سيقول قائل منهم ” ذاك لأن الحراك العراقي بالعموم شيعي ومعظم المدونين المصريين من السنة ..واقول كذبت والله ليس هذا هو السبب ..وسيقول اخر ان عدم تعاطفهم مع الحراك اللبناني هو لأنه علماني – مدني وكثير من المدونين المصريين اسلاميين او من الدائرين في فلكهم فأجيب – كذبت ايضا – ..وسيقول ثالث السبب هو ” لأن اعلام السيسي ايد الثورتين العراقية واللبنانية ما دفع المدونين الى الاحجام – كذبت كذلك – الحقيقة هي ” لأن قناة الجزيرة غير متعاطفة مع الثورتين بعد تحولها الى المعسكر المعارض لهما ” هذا بإختصار هو السبب ولو اعلنت تضامنها معهما لرأيت كيف ستتغير البوصلة وتنطق الالسنة الخرساء ..وما يصدق على لبنان والعراق يصدق على صمت مدوني وبيادق العربية ممن لن يتعاطفوا مع غزة ولو ابادت اسرائيل شعبها عن بكرة ابيهم ومسحتهم من الخارطة !!
وأسأل المدونين والناشطين المصريين خصوصا والعرب على وجه العموم ” ان كان حراككم ضد الاستبداد والاضطهاد ولتحقيق العدالة الاجتماعية ونصرة المستضعفين في الارض على وفق ما تدعون ، فهل هذا محصور ببلادكم فحسب وبقية الدول والشعوب التي تغطيها – قناة الجزيرة – وإعتماد تصنيفها على أنها ثورة شعبية من عدمها فحسب ..أم إن رقعة الاهتمام والتعاطف تتسع لتشمل ما تغطيه – قناة العربية – وتصنفه بذات التصنيفات ايضا والعكس صحيح ؟
نصيحة اخوية : اخي المدون والناشط العربي حتى لاتكون امعة – و70% منكم ولاشك يعشق الامعية – ان سكوتك المطبق على الظلم وفقدان العدالة الاجتماعية في أية بقعة عربية لأن – محركات المشاعر التي تشبه محركات البحث – لم تشأ ان تحركك تجاهها هذه المرة لأسباب جيوسياسية ، سيجعل منك مجرد بيدق شطرنج تافه جدا تحركه القنوات الفضائية والجيوش الالكترونية على الرقعة التي تريد بالحركة والنقلة التي تريد متى ما تريد فحسب ، اما هي فتتعامل معك على انك مجرد اداة نهايتها – كش ملك – في الحالتين ، و تعاطفك مع شعوب اخرى في حالات ثانية بعد سكوت طويل مع تغير المحركات الالكترونية والفضائية التي تساوي السابقة في القوة وتعاكسها في الاتجاه ما سيفقدك مصداقيتك كليا لأن الظلم والاستبداد واحد ، وهموم الشعوب المقهورة المطالبة بنيل حريتها واحدة ، فلا تنفصم نفسيا وتتحول الى – جيكل و مستر هايد – بتأثير المحركات الخفية التي تتلاعب بك ذات يمين وشمال وكن واقعيا ، انسانيا ، عقلانيا وتخطى حاجز الصنمية ..وبالاخص السبرانية والفضائية منها ، واختصر لك الطريق من الاخر بأن ” قناة العربية ” لن تؤيد حراك مصر، فلسطين ، المغرب ، السودان من الان فصاعدا ، فيما قناة الجزيرة لن تدعم حراك العراق ، ايران ، تونس ، لبنان من الان فصاعدا ،العربية تقف مع حفتر وبنغازي، الجزيرة تنحاز لحكومة طرابلس ، العربية تنحاز لحكومة محمود عباس ، الجزيرة لغزة ، وهذا جزء من تقسيم المقسم ” وشطر فلسطين وضمان عدم اتفاقهما وإتحادهما مطلقا ضد عدوهما المشترك ” الكيان الصهيوني المسخ ” الا اذا تغيرت المعادلات مناطقيا ودوليا فلا تكن امعة لقناة العربية ولا لقناة الجزيرة في صناعة عقلك وترتيب مشاعرك ، تحريك وجدانك ، ودر مع الحق حيثما دار ..واعلم بأن الحق دائر بعيدا جدا عن القناتين ، القناتان منبثقتان لتشكلا العقل العربي الجمعي وتشطرانه الى نصفين لايلتقيان ابدا وذلك بناء على الارادات الدولية والاقليمية ورأس المال الهائل الممول لهما فحسب اما عن وكالات الانباء وبقية المنظومات الاعلامية ذات الاسماء البراقة التابعة للجزيرة و التابعة للعربية ” واعني بالتبعية هنا هي التبعية للممول لهما من خلف الكواليس ” فحدث ولاحرج .
اعلم ان كلامي هذا لن يعجب المئات من الناشطين العرب ..الا انني تعودت ان لا اكون امعة في قول الحق ونصرته حيثما كان ولا اخشى في قوله لومة لائم .اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here