السيستاني يندد بالهجمات على المحتجين وعبد المهدي يقدم استقالته

ندد آية الله العظمي علي السيستاني، المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق، بالهجمات على المحتجين وحث نواب البرلمان على إعادة النظر في مساندتهم للحكومة.

وكان في تصريحات السيستاني إيعاز للنواب فيما يبدو بالسعي لتغيير القيادة مع اتساع دوامة العنف في البلاد التي أنهكتها الحروب.

وبعد ساعات قليلة من تصريحات السيستاني قال بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يوم الجمعة إنه سيقدم استقالته للبرلمان بحيث يتسنى للنواب اختيار حكومة جديدة.

في الوقت نفسه قالت مصادر طبية إن قوات الأمن قتلت بالرصاص ثلاثة متظاهرين على الأقل في مدينة الناصرية الجنوبية، مما يرفع عدد قتلى أعمال العنف على مدار أسابيع لأكثر من 400، معظمهم متظاهرون عزل.

وحذر السيستاني من ”الانجرار إلى الاقتتال الداخلي ومن ثم إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة“، وحث القوات الحكومية على الكف عن قتل المتظاهرين في الوقت الذي ناشد فيه المتظاهرين أنفسهم رفض كل أشكال العنف.

جاءت تصريحات السيستاني غداة سقوط أكبر عدد من القتلى خلال أسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وبعد أن أحرق محتجون القنصلية الإيرانية في مدينة النجف يوم الأربعاء، قتلت قوات الأمن بالرصاص 62 شخصا في جميع أنحاء البلاد يوم الخميس، مع تصاعد الاشتباكات في المحافظات الجنوبية.

وتمثل هذه الاضطرابات أكبر أزمة يواجهها العراق منذ سنوات. ويقف المحتجون من معاقل الشيعة في بغداد والجنوب في مواجهة نخبة حاكمة فاسدة يسيطر عليها الشيعة ويُنظر إليها على أنها أداة تحركها إيران.

وتتألف النخبة السياسية الحالية في العراق بشكل أساسي من سياسيين شيعة ورجال دين وقادة فصائل مسلحة، بينهم كثيرون كانوا يعيشون في المنفى قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام حسين عام 2003.

ومثلت تصريحات السيستاني يوم الجمعة، الذي لا يتدخل في السياسة إلا في أوقات الأزمات لكن له تأثيرا كبيرا على الرأي العام، أقوى إشارة الآن باتجاه اقتراح تنحي الحكومة.

وقال ممثل عن السيستاني في خطبة الجمعة التي نقلها التلفزيون على الهواء ”بالنظر إلى الظروف العصيبة التي يمر بها البلد، وما بدا من عجز واضح في تعامل الجهات المعنية مع مستجدات الشهرين الأخيرين… فإن مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعو الى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق“.

وأضاف ”المرجعية الدينية… تؤكد مرة أخرى على حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين ومنعهم من ممارسة حقهم في المطالبة بالإصلاح“ لكنه حث المحتجين على رفض العنف.

وتابع ”وعلى المتظاهرين السلميين أن يميزوا صفوفهم عن غير السلميين ويتعاونوا في طرد المخربين ـ أيا كانوا ـ ولا يسمحوا لهم باستغلال التظاهرات السلمية للإضرار بممتلكات المواطنين والاعتداء على أصحابها“.

وأجج حرق القنصلية الإيرانية في النجف يوم الأربعاء العنف.
وقتلت قوات الأمن يوم الخميس بالرصاص 46 شخصا في الناصرية، و12 في النجف، وأربعة في بغداد، مما رفع عدد القتلى خلال أسابيع من الاضطرابات إلى 408 على الأقل، معظمهم من المتظاهرين العزل وفقا لإحصاء أعدته رويترز استنادا إلى مصادر الشرطة ومسعفين.

وذكرت مصادر بمستشفيات أن اشتباكات دارت بين المحتجين وقوات الأمن في الناصرية في وقت مبكر يوم الجمعة مما أسفر عن سقوط عدة مصابين.

وقال السيستاني ”إن الأعداء وأدواتهم يخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخلي ومن ثم إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة، فلا بد من أن يتعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم“، دون أن يذكر تفاصيل.

إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية – تحرير سها جادو

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here