الكتابات السياسية التي ترى التظاهرات في العراق بعين واحدة.

احمد صادق

أفهم أن يكتب بعض الكتاب المتثاقفون ومن ذوي المواقف المسبقة والمنحازة في الكتابة السياسية بعين واحدة عن الاحتجاجات التي تجري في بغداد والمحافظات هذه الأيام. يرون في أعمال التخريب وحرق الممتلكات العامة والخاصة وحرق المحلات التجارية في شارع الرشيد وحافظ القاضي والخلاني والسنك وقطع الجسور والهجوم على القوات الأمنية التي تتخذ مواقعها في منتصف جسري السنك والأحرار والتحرش والاحتكاك بها لغرض استفزازها ومهاجمتها واختراقها للعبور إلى الجانب الآخر من بغداد …. هي الانتفاضة الحقيقية ويتجاهلون متعمدين بسبب موقف مسبق، ما يجري في ساحة التحرير والساحات لأخرى في المحافظات من تظاهرات سلمية حضارية للمطالبة بالحقوق المشروعة للعراقيين عامة وللشباب خاصة المنتفض على الفساد المستشري في هذه الحكومة التي جثمت على صدور العراقيين منذ نيسان 2003 وحتى اليوم. ….. ولكني لا أفهم كيف ولماذا يكتب بعض الكتاب في السياسة، من هو بروفسور ودكتوراه ومن هو مثقف أو كاتب أديب، بذات الموقف المنحاز والعين الواحدة في النظرة إلى هذه الاحتجاجات، كما يكتب أولئك الكتاب المتثاقفون المنحازون، ويعتبرون الانتفاضة تتمثل فقط في العنف والأعمال التخريبية وتوسيع رقعتها والتي لا تمت إلى معنى الانتفاضة بعلاقة سوى إنها تعني إحراق وتخريب وتهديم كل شيء عام وخاص في العراق لهدف إسقاط الحكومة في نهاية الأمر……

…… نحن مع مجيء حكومة جديدة بوجوه جديدة، وطنية وأمينة على مصالح العراق والعراقيين تلبي طلباتهم الأساسية في العيش الكريم والآمن والاستقرار وتوفير الخدمات الأساسية والعمل للعاطلين. ولكننا لسنا مع من يريد إسقاط هذه الحكومة الفاشلة لصالح النظام السابق في الداخل ولصالح أعداء العراق في الخارج من أجل إعادة الأوضاع كما كانت قبل نيسان 2003. وهؤلاء الكتاب المثقفون من هو بروفسور ودكتوراه ومثقف أو كاتب أديب إن لم تكن كتاباتهم السياسية تصب بادراك ووعي وإرادة في هذا الاتجاه المعادي للعراق والعراقيين فعلا فهي تصب في النهاية فيه بلا إدراك ولا وعي ولا إرادة منهم وتتوافق مع كتابات أولئك الكتاب ذوي المواقف السياسية المسبقة. أن حجة أولئك وهؤلاء هو التخلص من الحكم الإسلامي من أجل مجيء حكومة مدنية منتخبة. ونحن مع هذا التوجه، نريد حكومة مدنية ولكنها ليست حكومة يعود بها الحزب الذي حكم العراق بالحديد والنار طيلة 35 عاما وأذاق العراقيين شتى أنواع المصائب والمحن من حروب خارجية وإعدامات واعتقالات وتهجير وتغييب في السجون وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات …. ولا حكومة تلبي مطامع وإرادات الحكومات المجاورة للعراق ومنها القضاء على الديمقراطية فيه…..

إن العنف والتخريب والحرائق والإضرار بالممتلكات والمصالح العامة والخاصة في شارع الرشيد وحافظ القاضي والخلاني والسنك وقطع الجسور ليس من الوطنية ولا لمن (يريد وطنا) في شيء، ولن يحقق العنف العبثي شيئا لهؤلاء المخربين، إنما الذي يؤدي إلى تحقيق مطالب العراقيين الوطنيين في الحياة الحرة الكريمة والعدالة والمساواة والأمان والاستقرار وتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية هي التظاهرات السلمية في ساحة التحرير وساحات التظاهرات السلمية في المحافظات شريطة أن تستمر هذه التظاهرات حتى تحقيق هذه المطالب المشروعة ….

بغداد 28/11/2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here