الثروة الجماهيرية!!

الثورة اليقظوية الإستنهاضية المشرقة التي زعزعت أركان المفاهيم والمسلمات التضليلية , وأودت بحياة الدجل والبهتان , وإقتلعت الإثم والعدوان والقهر من جذورهم , وأثبتت أن شمس الوطن والحرية والكرامة الإنسانية تشرق حتما , ولا يمكن أن تصد أشعتها غرابيل الفساد وغربان النعيق التدميري والخراب التكفيري اللعين.

هذه الثورة التنويرية الإنبعاثية الولودة الواعدة المبشرة بمستقبل أبهر وحاضر أزهر , أكدت أن الثروة الحقيقية في شباب الوطن , وعقولهم المبدعة المبتكرة المتطلعة إلى الجديد الأصيل , والفعل الإنساني المقتدر الجميل.

شباب يكنزون طاقات أمة ويحملون هوية وطن وروحية أجيال متضامنة في سبيل العزة والكرامة والأخوة الوطنية السمحاء.

فمن يتأمل أمواجهم المنبثقة من قلب الوطن , وهي تهتف بإسمه وترفع راياته , وتسعى بتوثب وثقة نحو غدٍ أروع , يتملكه شعور فياض متنابض بمعاني الحياة وطاقاتها وقدراتها التعبيرية عن الأفكار والتصورات الحضارية الكامنة في أعماق الأجيال , التي يمثلها شباب الوطن الزاحفون إلى نواصي المجد الشماء.

فالثروة الحقيقية في العقل والنفس والروح البشرية المتفاعلة مع إيقاع الحياة , وليست في النفط وغيره , لأنها ستنضب , بينما الثروات البشرية الحقيقية تتوالد وتتطور وتتفاعل مع الأجيال فتحييها.

فالمجتمعات القوية تعتمد على ثرواتها البشرية لصناعة القوة والإقتدار , والتفاعل المتنامي للوصول إلى مرتقيات حضارية متنوعة , ذات قيمة إبداعية مؤثرة في صناعة الحياة الحرة الكريمة اللازمة لوجود إشراقي ساطع.

وعليه فأن الأخذ بالطاقات الشبابية المتوقدة وتوظيفها لمصلحة الأجيال مسؤولية قصوى , وضرورة وطنية تستدعيها مسيرة التجدد والتنامي والإزدهار المتسامقة المترافدة الأمواج.

إن إغفال فيض القدرات الوافدة إلى نهر الحياة يتسبب بإنهيارات حضارية قاسية , ويصيب المجتمعات بخسران كبير , وربما يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الحضارية.

فهل من نباهة وحرص وغيرة على طاقات الثروة الجماهيرية؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here