ماذا لو استقال عبدالمهدي؟

حكمت مهدي جبار

سواء قدم عادل عبدالمهدي استقالته من رئاسة الحكومة ام لم يقدم فلن يغير من الحال شيئا.ذلك لأن أستلامه لرئاسة مجلس الوزراء كان بطريقة جاءت على طريقة المثل الشعبي (يلة مشي الأمور).ليبقى اللاعبين الآخرين في ما يشبه انتهاز فسحة من الوقت للكسب والربح تحت عباءة عنوان (انجاز تشكيل الحكومة) بينما يبقى الفاسدون والسراق واللصوص يسرحون ويمرحون في جنة النعيم من الثروة والمال والبذخ الفاحش..فلم يكن عادل عبدالمهدي سوى بيدق شطرنج ينقله المتبارون فاقدا للأرادة ولايدري ماذا يحدث.فضلا عن انه وضع في باله انه معرض للأقالة أو للأستقالة بأية لحظة.

وهكذا انتهت اللعبة التي استخدم فيها هذا الرجل كـ (آلة) الذي لم يقتنع به الشعب ولم يرى منه سوى الفوضى والمشاكل.حيث لم يكن ذاك الزعيم القوي المخادع المتحايل ليكتفي بالاجتماعات الثقيلة المنعقدة الى ساعات طويلة والتي لم يتمخض عنها منجزا سوى ماكان يراه هو منجزا.حتى صار محط سخرية الشعب عندما أمر بتوزيع واضافة ربع كيلو عدس متباهيا ليعده انجازا وطنياً.وعندما تفجرت الاوضاع واندلعت المظاهرات الشعبية وما وصلت اليه من خسائر بالارواح لم يبد عادل عبدالمهدي اهتماما بما حدث وبمستوى ذلك الحراك سوى الاجتماعات الرسمية في اجواء من الاتكيت والرفاهية ومظاهر السلطة مما اضطر الشعب ان يحسب عليه بعدم الاهتمام بمطاليبه وحقوقه.فلم يكن لديه حماس ولا ملامح عبرت عن سخطه وحزنه على مانزف من دماء وعلى ما زهق من ارواح.

حتى انتهى به المطاف الى ان يقدم استقالته بطريقته المعتادة الباردة وكأن لاشيء حدث ولا واقعة جرت ولادماء نزفت ولا مؤسسات هدمت ولا جسور قطعت.وربما يكون عادل عبدالمهدي وهو يقدم استقالته قد جاء ليطبق ما كان قد اتخذ من اسلوب في (حفظ ورقة استقالته في جيبه) وكأنه يمسك بحبل الطمأنينة والامان كي يسلم من القضية..على اية حال قدم عبد المهدي استقالته من رئاسة الحكومة.فهل ستكون هذه الخطوة واحدة من ابواب الحلول لمطاليب الشعب.واذا كانت هذه هي احدى الاستجابات لمطاليب المتظاهرين ودعوة المرجعية فكيف مع الحالات الأخرى والتي ربما هي أشد وطأ على الشعب واكثر اسبابا للفساد وللفوضى والخراب؟

ستجتمع القوى السياسية بنفس الوجوه وسيكون للأحزاب الكلمة الفصل في قاعات انيقة وابتسامات عريضة على جثث الشهداء ودماؤهم فيختارون رئيسا ليس جديدا انما رئيسا آخر وبشكل آخر.ولكن ماذا مع صرخة الشعب؟ وماذا مع الدماء البريئة التي سالت؟ ومن هم (الاعداء) الذين سمتهم المرجعية في خطبتها؟وكيف سيتم محاسبتهم؟ هل ستبرد شعلة المنتفضين لسبب او آخر؟ ام سينقسم الشعب بسبب اندساس الاحزاب فيما بينهم؟ وهل ان خروج عادل عبدالمهدي هو الحل النهائي؟ ام ان هناك خفايا لايعلمها الا الرسخون في السياسة والنفاق والخدعة؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here