الصورة الاخيرة للسيد عادل عبد المهدي

د.عبد الكريم السوداني

لم يكن السيد عادل عبد المهدي يتوقع تصويت البرلمان بالموافقة على استقالته بهذه السرعة وبهذا احترقت اخر ورقة من اوراقه التي لعب وتلاعب فيها وكنا نتمنى على السيد عبد المهدي ان يلعب ورقته الاخيرة بذكاء ليرسم من خلالها الصورة الاخيرة له ولكن للاسف جاءت هذه الصورة بأقل مستوى عن سابقاتها .. ففي الوقت الذي كان على السيد عادل عبد المهدي اعلان استقالته من خلال مؤتمر صحفي يظهر فيه بالمظهر الذي يناسب طبيعة الاحداث المأساوية التي راح ضحيتها مئات الشهداء والاف الجرحى من الشباب الا انه تعامل مع تقديم الاستقالة كورقة يمكن لها ان تبقيه في منصبه . فقد قدم استقالته بشكل خبري من وسائل الاعلام وجاء نصها خاليا من توجية التحية والاعتذار للشعب العراقي بشكل عام وللشهداء والجرحى بشكل خاص .والان و بعد ان احترقت الورقة الاخيرة , مازال في الفرصة بقية لتحسين الصورة الاخيرة ولو من خلال الفوتوشوب , اذ بالامكان الظهور في مؤتمر صحفي والتركيز على النقاط الاتية :

1- تقديم الاعتذار للشعب العراقي بشكل عام ولعوائل الشهداء بشكل خاص .

2- الامر بمعالجة الجرحى من ذوي الاصابات البليغة خارج العراق .

3- الامر بأطلاق سراح جميع المحتجزين من المتظاهرين فورا .

4- الاعلان عن استعداده للمثول امام القضاء العراقي لكشف الجهه التي اعطت الاوامر بأستخدام السلاح الحي والمحرم ضد المتظاهرين وقتلهم .

5- الكشف عن روؤساء الاحزاب والكتل التي مارست ضغوطا على رئيس الوزراء في تعين الوزراء والدرجات الخاصة .

6- الكشف عن الشخصيات والجهات التي مارست ضغوطا على رئيس الوزراء في عدم كشف الفاسدين ومحاسبتهم .

7- التوجيه بالغاء امر غلق الفضائيات والاذاعات العراقية الصادر من هيئة الاعلام والاتصال والذي جاء بناءا على كتاب من مكتب رئيس الوزراء .

8- الامر بتشييد بناية في كل محافظه من المحافظات العراقية وخاصة تلك التي شهدت التظاهرات وبنفس تصميم بناية المطعم التركي في بغداد ويكون موقعها على ضفاف نهري دجلة والفرات , وتعلق على واجهتها صور الشهداء , وتكون هذه البناية مخصصة للشباب حيث توفير كل وسائل الراحة فيها, وكذلك هناك بعض الطوابق مخصصة للعوائل العراقية مع اختيار تسمية موحدة لهذه البنايات لتكون رمزا لهذه الانتفاضة التاريخية .

9- تكليف مجموعة من الفنانين التشكيلين لوضع تصميم لنصب تذكاري لعربة التكتك في كل محافظه كونه اصبح رمزا لهذه التظاهرات .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here