ألعراق يتبدّد والمرجعيّة تترحّم!

بينما مشروع تقسيم العراق في طريقه للتنفيذ, لأنهائه والتحكم حتى بقراراته الفرعيّة و الجزئية بجانب القضايا الأستراتيجية المعروفة, نرى في الجانب الآخر بأنّ “المرجعية الدينية مازالت تترحم على الشهداء الكرام وتواسي ذويهم وتدعو لهم بالصبر والسلوان، وللجرحى بالشفاء العاجل، وتؤكد مرة أخرى على حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين ومنعهم من ممارسة حقهم في المطالبة بالإصلاح و التحقيق لمعرفة قتلة المتظاهرين, كما تؤكد و بقوة على رعاية حرمة الأموال العامة والخاصة، وضرورة أن لا تُترك عرضة لاعتداءات المندسين وأضرابهم، وعلى المتظاهرين السلميين أن يميّزوا صفوفهم عن غير السلميين، ويتعاونوا في طرد المخربين ـ أياً كانوا ـ ولا يسمحوا لهم باستغلال التظاهرات السلمية للإضرار بممتلكات المواطنين والاعتداء على أصحابها”. و تضيف في بيانها بحق: ” إنّ الأعداء وأدواتهم يخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخلي ومن ثَمّ إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة، فلا بد من تعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم في ذلك”.

وهكذا يقتل الشعب العراقي و يقترب الجميع لنهاية مأساوية نتيجة فقدان (الأنقلاب)(1) في العالم وليس العراق فقط .. للعوامل ألتالية:

– فقدان القيادة الحقيقية.

– فقدان العقيدة الكونيّة.

– فقدان الطبقة المثقفة.

عزيز الخزرجي / الفيلسوف الكونيّ

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) الفرق بين (الثورة) و (الأنقلاب), هو فرق ظريف, عميق المغزى و بعيد المدى, يتأسس عليه كل السّنن وآلأنظمة و المصير .. و لا يعرفه ألجميع للأسف رغم كثرة “العلماء وآلكتاب و الأكاديميين و المفكرين” و الجامعات, نتيجة التربية و التعليم و الثقافة الحمورابية والسومرية والصدامية والحزبية والعشائرية والأسلامية, والفرق بينهما بإختصار بليغ هو:

(الثورة)؛ تغيير الظواهر و الشكليات و الفوقيات, بينما (الأنقلاب)؛ تغيير قلوب و نفوس وفكر و عقل الناس و واقعهم الأجتماعي قبل كل شيئ, ليكون أساساً للحضارة بجانب المدنية التي لا تُغني ولا تسمن من جوع بغياب الحضارة الآدميّة, أيّ (التواضع) القلبي.

و العراقي المُثقف وآلأكاديمي فيه ناهيك عن السياسيّ و العشائري و الحزبي ؛ يفكر و يهتم بتغيير كل شيئ إلا ذلك الأصل الكونيّ الذي ترتكز عليه جميع الحسنات و بدونه لا تنفع أية ثورة أو إنتفاضة أو نهضة لتغيير حكومات وأشخاص وأحزاب و كما جرى و يجري كل يوم في العراق و غيرها من دول العالم, لهذا نؤكد:

[لا نجاة للناس إلا بآلفلسفة الكونيّة].

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here