الارادة والصمود ونكران الذات ستبلور افاق النصر على الفساد والموالاة لغير العراق

أ.د.جسار صالح

العراق يمر الان بظروف غير طبيعية.. في حروب وحصارات وديكتاتوريات وقرارات دولية ظالمة لكن كل ذلك شيء والسنوات التي تجاوزت الاربع من الاحتلال الامريكي للعراق شيء اخر هكذا بدأ السياسي العراقي د. عبدالكريم العلوجي حواره مع الراية.. وهكذا يبدو المشهد العراقي الذي يمر بأخطر مرحلة في تاريخه فقد الغيت الدولة بكل مؤسساتها وضربته الصراعات الطائفية والمذهبية والفوضي وعدم الاستقرار كل هذا كما يقول د. العلوجي جعل العراق يقف الان علي مفترق طرق وبين الاستقرار والفوضي والوحدة والتقسيم وان يكون عربياً او ان يكون شيئاً آخر فالعراق انفتح علي جميع المؤثرات الخارجية والداخلية في آن واحد جعلت منه ساحة لتصفية الحسابات والصراعات .

وما هي الاسباب التي قادت العراق الي هذا الوضع؟

– هناك اسباب كثيرة ومتشعبة منها ما هو مزمن كالقضية الكردية والطائفية ومنها ما هو طاريء كالاحتلال الاجنبي والنفوذ الايراني والنفوذ الاسرائيلي.

اذن في ظل هذا الوضع المتردي ما هي اهم التحديات التي يواجهها العراق؟

– التحديات ضخمة وخطيرة ولا يمكن حصرها سواء في الجانب السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي وهذه التحديات تزداد تعقيداً نتيجة لثلاثة عوامل رئيسية اولها: هيمنة الارادة الاجنبية علي الارادة العراقية، ثانياً: هيمنة الهويات الفرعية الطائفية والعنصرية والمناطقية علي الهوية الوطنية العراقية، ثالثا: تغليب فكرة الصراع علي السلطة علي فكر بناء الدولة.

وما هي الاطراف الدولية والمحلية التي تعمل ضد مصلحة العراق ؟

– هناك عدة اطراف قوية ومؤثرة وهي لا تتواني في استغلال كل الثغرات في الوضع العراقي لتحقيق مصالحها واهدافها وهي اهداف ومصالح لا تتطابق مع اهداف ومصالح العراقيين ان الثغرات الموجودة في الوضع العراقي والتي يتم استغلالها كثيراً.. ولكن اهمها:

اولاً: مخلفات النظام السابق وعمليات القمع التي طالت اعدادا هائلة من العراقيين ولم تسمح ذكريات الماضي الاليمة بتحكيم العقل فيما يتعلق بمصير العراق ومستقبله وبالتفريق بين صدام ونظامه من جهة وبالعراق البلد والشعب من جهة اخري.. وانما تحكم عامل الثأر والحقد والانتقام علي ما عداه !

ثانيا: التنوع الطائفي والعرقي في العراق وهو حالة طبيعية وتاريخية فالعراق خلق هكذا ولكن هذا التنوع لم يكن مسار نزاع وصراع داخل نسيج المجتمع ولم يكن هناك طائفية اجتماعية ولكن الخطورة اليوم تكمن في ان الاطراف القوية الحالية في العراق تطرح برامج ثقافية وسياسية طائفية ستؤدي الي تمزيق نسيج المجتمع العراقي وتخلق خنادق من العداوة والكراهية والتمايز بين اطرافه وتم تقديم ذلك ضمن الدستور وضمن شكل النظام السياسي الجديد وهذا هو الواقع الذي يعيشه الان العراقيون من خلال الاحتلال الاجنبي الذي زرع مكونات هذه الطائفية بداية من مجلس الحكم الانتقالي الي الاستفتاء علي الدستور الي الانتخابات التي كرست فيها الطائفية وتشكيل الحكومة علي اسس هذا المنهج الطائفي !

اذن ما هي اخطاء المشروع الامريكي في العراق منذ الاحتلال الي الان ؟!

– لنأخذ منذ البداية كان الاحتلال للعراق صدمة للشعب العراقي اولاً وللشعب العربي وهذا الاحتلال جاء بتحريض من المحافظين الجدد الذين يفضلون مصلحة اسرائيل علي مصلحة الولايات المتحدة الامريكية كذلك اعتمد علي اراء واستشارات اطراف عراقية لها اهداف سياسية خاصة وليست اهدافاً عراقية عامة ذهب الامريكان الي العراق بدون غطاء من الشرعية الدولية متمثلة في الامم المتحدة وقد انهارت الدعوة الامريكية بوجود اسلحة الدمار الشامل او وجود علاقة للنظام مع تنظيم القاعدة وقول الرئيس بوش ان العراق هو الجبهة الرئيسية في الحرب ضد الارهاب ونسي أنه هو الذي صنع هذه الجبهة ولم تكن موجودة قبل دخول الامريكان الي العراق وبالتالي جعل الشعب العراقي ضحايا بالميدان رماية في الصراع بين امريكا والقاعدة لا ناقة للشعب العراقي فيها ولا جمل هنا فقدت امريكا مصداقيتها في العالم العربي كوسيط محايد وراعي لحقوق الانسان ومدافع عن الديمقراطية نظراً لاستعمالها المعايير المزدوجة بشكل مطلق ونظراً لخلطها بين ثلاثة اشياء في آن واحد هو حربها ضد الارهاب ومشروعها الامبراطوري وتصديرها الديمقراطية وهنا جاءت فظائع وفضائح سجن ابو غريب واستعمال الفسفور الابيض في قصف المدن والقوي المفرطة التي تصل الي حد الوحشية في العقوبات الجماعية علي المدن العراقية وقتل المدنيين العراقيين وهنا ايضاً كررت نفس اساليب النظام السابق في الوشاية والبطش والعقوبات الجماعية ومن اهم الاخطاء التي ارتكبها في العراق حل الجيش وقوي الامن والشرطة وحرس الحدود وتحطيم المؤسسات العراقية بشكل كامل تفكيك وتخريب المصانع العسكرية والمدنية الكبيرة ونقلها الي خارج العراق وانشغال القوات الامريكية بحماية نفسها وحماية منشآت النفط وتركت كل ما عدا ذلك للسرقة والنهب والتخريب و خاصة بما في ذلك المعدات العسكرية وطالبت امريكا من الامم المتحدة اعلانها انها دولة محتلة للعراق مما دفع الشعب العراقي لمحاربتها والاهم من ذلك ان امريكا لم تعط دوراً مركزياً للامم المتحدة في العراق فضلاً عن تهديدها لدول الجوار مما جعل العراق ساحة مفتوحة للصراع بين واشنطن ودول الجوار .

وكيف تجد الصراعات التي تجري الان علي ارض العراق ؟

– ان الذي يجري علي ارض العراق ليس صراعاً من نوع واحد كأن يكون صراعاً علي السلطة فقط بينما هناك تعدد للصراعات علي ارض العراق لها عدة اسباب، اولها: موقع العراق الجغرافي بين العرب من جهة وقوميات تجاوره من جهة اخري. ثانياً: تركيبه الشعب العراقي العرقية والدينية والمذهبية المتنوعة، ثالثاً: طبيعة التغيير السياسي الذي حدث بالعراق في 9 ابريل نيسان 2003 حيث لم يكن تغييراً داخلياً قادته قوة سياسية عراقية داخلية بل كان تغييراً خارجياً قامت به قوة عسكرية اجنبية. رابعاً: عدم التوازن بين قوي الداخل وقوي الخارج عند لحظة التغيير حيث كانت قوي الخارج العراقية أكثر تنظيماً من الناحية السياسية والاعلامية إضافة الي ذلك علاقتها المتميزة مع قوات الاحتلال. خامساً صراع الدول الكبري وخلافها حول الحرب في العراق ثم صراع المصالح بين هذه الدول. سادساً فقدان أطراف عراقية لمصالحها بجوار نظام صدام. سابعاً فتح الامريكان أبواب العراق لكل من هب للقاعدة والمخابرات الايرانية والاسرائيلية وجلبهم للمرتزقة تحت لافتات أو مسمي الشركات الاجنبية فضلاً عن الصراع الاقليمي بين أمريكا وإيران، ان صراعاً واحداً من هذه الصراعات يكفي لاشاعة الفوضي وعدم الاستقرار في أي دولة قوية ومستقرة فكيف إذا حدثت كل هذه الصراعات في بلد يشكو من غياب الدولة وهيمنة الارادة العسكرية والسياسية والاجنبية علي العراق الذي هو بحاجة الي مساندة كل القوي الخيرة في العالم وهو بحاجة الي وحدته الوطنية التي لن تتحقق الا بالتوافق بين الاطراف العراقية ولو علي برنامج الحد الادني من القواسم المشتركة لعبور هذه المرحلة الحرجة

إذن لماذا كل هذا العنف الطائفي الذي نشاهده ؟

– هذا العنف هو إعلان ان قواعد اللعبة غير عادلة أو هو إعلان تغيير قواعد هذه اللعبة حتي لو كانت عادلة رغم ان العراق خزان رائع للافكار وللمبادرات عبر التاريخ ففيه نشأ أكبر عدد من الانبياء والشعراء والاديان والثقافات وبالتالي فإن العراق بلد غني يقع علي ملتقي حضارات متصارعة يحتل موقعاً جيوسياسياً يعتبر مفتاح التغيير في المنطقة ويضم أعراقاً كثيرة وأدياناً ومذاهب كثيرة وخاصة طبيعة العراق الجغرافية ( المناخ المتطرف بين البرد القارص والحر الشديد) إضافة الي عوامل التطرف في الشخصية العراقية والصراع بين البداوة والحضارة والصراع بين القرية والمدينة ثقافة وأخلاق وسلوك أي صراع المبادئ وصراع المصالح وصراع المناطق وصراع الحكام وبالتالي فإن العراق يجب ان لا يعيش دائماً تحت مظلة الخوف والتخوف وان الانقسامات حول المواقف السياسية خلقت جواً من القلق والشك وانعدام الثقة ولا يمكن بناء دولة وسط هذه الاجواء الكارثية.

وكيف أصبح العراق بهذا الوضع الطائفي ؟

– هناك عوامل كثيرة أهمها الشحن الطائفي الاعلامي والفكر الطائفي للحركات السياسية المهيمنة علي المشهد العراقي مثل المرجعيات الدينية غير العربية التي تملك التأثير الروحي والاموال الطائلة والجهاز الاداري الكبير والعلاقة بين ايران وبعض الحركات السياسية العراقية بالاضافة الي وجود المليشيات الطائفية وسيطرتها علي الشأن العراقي فضلاً عن تدخل منظمة القاعدة والفكر التكفيري الي المجتمع العراقي بالاضافة الي النفوذ الاجنبي المخابراتي والتخريب خاصة الاعمال التي تستهدف علماء الذرة والطيارين والعسكريين والشخصيات الوطنية مع غياب الدولة العراقية بعد 9 إبريل 2003 جعل مرجعية الناس هي العشيرة والطائفة ورجال الدين ناهيك عن هيمنة الحركات السياسية الطائفية والتقسيم علي المشهد السياسي.

وماهي الشخصيات المؤثرة في المجتمع العراقي ؟

– هناك مجموعة من الشخصيات ذات التأثير الاكثر فاعلية علي وعي المجتمع وعلي توجهاته الثقافية والسياسية وأبرز هذه الشخصيات هم رجال الدين ورجال المال ورجال العشائر ورجال الثقافة كأساتذة الجامعات وغيرهم وجاء دور رجال الدين والعشيرة بعد انهيار الدولة كراعٍ للمجتمع ونشأت أطر اجتماعية ودينية لجأ إليها الفرد العراقي لحمايته من الفوضي ولكن دور رجال الدين قد نما بشكل كبير وبدأ تأثيره النموذجي كنموذج التيار الديني الايراني سواء من خلال الايحاء أو الترويج المنظم اما رجل العشيرة فقد وقع تحت تأثير رجال الدين والحركات السياسية بمختلف توجهاتها اما رجال السياسة فهم يلعبون دوراً خطيراً في دفع المجتمع بالاتجاهات المصيرية والمشكلة التي يعاني منها العراق هي ان هؤلاء مرتبطون بدول أجنبية لها أهدافها ومصالحها الخاصة والطبقة السياسية التي ظهرت بعد سقوط النظام هي طبقة فاسدة كل همها هو مشاركة قوات الاحتلال في السلب والنهب واعتباره غنائم حرب اما رجال الفكر والثقافة كأساتذة الجامعات والادباء والفنانين هي الطبقة الاكثر وعياً والاكثر وطنية ولكن صوتها غير مسموع وأغلب الزعامات في العراق لم يصنعها مخاض حقيقي بين صفوف الشعب ولم تصنعها نظريات سياسية متميزة وإنما صنعها الدول المهتمة بالشأن العراقي من خلال الدعم المالي والاعلامي.

وهل الدين يلعب دوراً هاماً في المجتمع العراقي ؟

– نعم بالطبع فالدين يلعب دوراً في كل المجتمعات منذ الازل وفي الحالة العراقية فالاطراف السياسية التي تتحدث باسم الدين هي أطراف تأخذ من الدين غطاءً لانتمائها وولائها وهي لا تتواني في استغلال كل الاختلافات العقائدية أو السياسية أو التاريخية من أجل تأجيج الشعور الطائفي لخدمة المصالح والاهداف الاخري خاصة اذا خلت الساحة السياسية من تيار سياسي هنا مضي لهذا المسار الخطير.

وماهي اهم الثوابت الوطنية العراقية التي يمكن البناء عليها لتوحيد العراقيين؟

– الاجابة علي هذا السؤال تدعونا الي تبيان مجموعة الثوابت الوطنية العراقية والتي يجب البناء عليها وليس إلغاءها والتشكيك فيها وطرح النظريات التي ترجع الهويات الفرعية الثانوية كالطائفية والجهوية والعرقية عليها وهذه الثوابت، أولاً وحدة العراق أرضاً وشعباً وسيادة. ثانياً استقلال العراق الكامل. ثالثاً هوية العراق العربية والاسلامية. رابعاً عدم القبول بأي هيمنة أو نفوذ دولي أو إقليمي. خامساً الثروة العراقية هي ملك جميع العراقيين. سادساً: العراقيون متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية أو المذهبية. سابعاً الهوية الوطنية العراقية لا تلغي انتماءات العراقيين الي مذاهب أو قوميات متعددة ولكنها تشكل الخيمة التي تنضوي تحتها جميع هذه الانتماءات. ثامناً: منع استخدام السلاح بين العراقيين لحسم الصراعات السياسية بينهم بالاضافة الي منع تشكيل الميليشيات لاي سبب كان ومهما كانت مبرراته.

وهل هناك استراتيجية معينة لحل المشكلة العراقية ؟

– من أهم القضايا الاستراتيجية التي نتحدث عنها لابد ان تغير الاوضاع في العراق وخاصة فيما يتعلق بالاستقرار السياسي والامني وفيما يتعلق بهيمنة الاطراف الطائفية علي المشهد العراقي لابد ان نحدد بعض النقاط التي يتفق عليها كل الشعب العراقي، أولها: إيجاد تنظيم سياسي شعبي فاعل وقوي مدعوم من مؤسسات اجتماعية وإنسانية وثقافية يؤمن بوحدة العراق وإستقلاله ويعمل علي رفض الطائفية. ثانياً إيجاد بديل عن الحوزة الدينية الموالية لايران من خلال دعم الحوزة العروبية في النجف الاشرف لتخليص الشيعة العرب من هيمنة الايرانيين من خلال الحوزة الموالية لهم. ثالثاً إيجاد مؤسسة دينية (سنية وشيعية) تطرح فكراً إسلامياً توحيدياً يزيل الفوارق ويخفف من الاختلافات. رابعاً زيادة الاهتمام العربي والدور الفاعل بالشأن العراقي ليشكل موازنة حقيقية للنفوذ الايراني في العراق. خامساً تشجيع ودعم ظهور زعامات عراقية عربية وطنية من السنة والشيعة من خلال الدعم السياسي والاعلامي. سادساً: العمل مع المجتمع الدولي لاقناع الامريكان بأن الكثير الذين يقومون به لا يصب في مصلحتهم ولا مصلحة العراقيين بل في مصلحة اسرائيل وإيران وأن وضع جدول زمني لخروج القوات الاجنبية من العراق ليس نظراً للارهابيين بل ضماناً للوطنيين العراقيين وبالتالي هذه الاستراتيجية لابد ان تقر من كافة القوي العراقية السياسية والدينية والثقافية للخلاص مما يعانيه العراقيين.

أين ذهب الجيش العراقي بعد احتلال بغداد وهل له دور في المقاومة العراقية؟

– أولاً الدولة بكل مؤسساتها هي مرجعية عليا للوفاق الوطني والاستقرار الاجتماعي وهي رمز إجماع المجتمع وتوافقه وإرادته الموحدة فإن الجيش والقوات المسلحة هي العمود الفقري لهذا التوافق فالجيش هو رمز وحدة البلاد لذلك عندما تم حل هذه المؤسسات تم إحلال محلها الميليشيات المسلحة التي جاءت مع الاحتلال وخلفت هذه الفوضي لذلك انتقل الجيش العراقي الي قوي المقاومة تقاومه وتقاتله من أجل رحيله وانتقال الميليشيات والمنظمات الحزبية الي هيكلة القوات المسلحة يحول الجيش الي أداة لخدمة المنظمات الحزبية وهذا ما يحصل الان في العراق حيث انتماء هذه الميليشيات الي القوات المسلحة والشرطة أدي الي فقدان هذا الجيش لمسئوليته في حماية الوطن والمواطنين وبالتالي يجب ان تبقي القوات المسلحة والجيش بعيدة عن التمييز الديني أو القومي أو الطائفي أو الحزبي وتخضع فقط للمؤسسات الدستورية هنا نقول ان حياد السلطة هو مصدر قوتها وان شرعيتها وحصولها علي موافقة الشعب أهم بكثير من قواتها العسكرية أو قبضتها الامنية.

كيف تقيم الخلافات التي نشبت بين المقاومة العراقية وتنظيم القاعدة ؟

– بدأت الخلافات بين المقاومة العراقية والقاعدة بعد الاعلان القاعدة تشكيل دولة العراق الاسلامية وهذا وضع المقاومة العراقية أمام خيارين اما البيعة وإما المواجهة فاختارت المواجهة أيضاً هناك خلافات بين فصائل المقاومة العراقية والقاعدة من خلال الاغتيالات التي قامت بها ضد الكثير من مجموعات المقاومة وكان آخرها اغتيال حارث الضاري وهو أحد مؤسسي كتائب ثورة العشرين في أبو غريب وبعد هذه الحادثة انقسم تنظيم القاعدة في العراق الي مجموعتين جماعة الجهاد في العراق وحركة حماس وهذا الامر أثر علي تحرك القاعدة وخاصة في المناطق الغربية في العراق حيث تم إخراجهم منها وبدأت عدة مناوشات بين مجموعات المقاومة والقاعدة وتواصلت المواجهات المسلحة بين القاعدة والقوي المعارضة لها في مناطق مختلفة وخاصة في منطقة ابو غريب شمال العاصمة بغداد والعامرية وغيرها من المناطق التي كان لتنظيم القاعدة وجود قوي وعلي أثر تصاعد المواجهات بين الجانبين دعا ابو عمر البغدادي زعيم القاعدة في بلاد الرافدين المجموعات الي عدم القتال وهو بمثابة تراجع عن مواقفه السابقة وبالتالي هدف المقاومة هنا هو طرد الاحتلال وليس استهداف المدنيين بالتفجيرات والاغتيالات التي تقوم بها القاعدة في بلاد الرافدين.

لماذا يتبني الاحتلال ويدعم من الحكومة العراقية ما يسمي بسور الاعظمية وما هو أهدافه رغم تصريح المالكي بأنه ضد هذا السور ؟

– بعد ان فشلت الخطة الامنية في العراق مما أحرج القوات الامريكية وحكومة المالكي وخاصة ان هناك محاولات للغزو الطائفي منذ ان تم تقسيم بغداد في الخطة الامنية الي عشر مناطق خمس الرصانة وخمس الكرك وازدياد عمليات المقاومة العراقية في بغداد ضد قوات الاحتلال الامريكي وازدياد الخسائر تفتقت العقلية الامريكية مستندة الي الخبرة الصهيونية لبناء الجدار العازل في منطقة الاعظمية والزعفرانية والدورة وغيرها من المناطق وفعلاً تم بناء هذا الجدار منذ يوم 10 إبريل الجاري ولم يتحدث عنها لا الحكومة العراقية ولا البرلمان ولا أي سياسي وهذا ما اعترف به الاحتلال انه يقوم ببناء سور الاعظمية الذي ارتفاعه ثلاثة أمتار ونصف وطوله خمسة كيلومترات وله بوابتان واحدة للخروج وواحدة للدخول تحت حماية قوات الشرطة العراقية المتهمة بقيادة فرق الموت والقتل والاعتقال هي المشرفة علي دخول وخروج أبناء الاعظمية وهذا يعني من السهولة القبض عليهم وقتلهم ولذلك عندما تم كشف هذه العملية أمام الرأي العام العالمي خرج علينا السيد المالكي بمقولة إنه أمر بإيقاف البناء في هذا الجدار في اللحظة التي أصدر فيها الجيش الامريكي بياناً بالاستمرار في البناء ومنع التجول ليلاً لسكان الاعظمية لاستكمال بناء هذا الجدار والتجارب علمتنا ان تصريحات المالكي وغيره من المسئولين ليست لها صدي عند قوات الاحتلال وأعتقد ان الجدار سيبني في المناطق التي تم تحديدها في العراق بالرغم من تصريحات المالكي الذي برر في البداية ان هذا الجدار هو لحماية المواطنين بينما هو يعلم ان هذا الجدار هو لاعتقال شعب بكامله وهو يذكرنا بجدار الفصل العنصري في فلسطين.

وكيف تري مشكلة المهاجرين وكم عددهم والاسباب التي أدت الي هجرة هذا العدد الكبير ؟

– الحقيقة ما يعانيه اليوم العراقيون من التهجير القسري من قبل الحكومة العراقية وميليشياتها المسلحة التي تقوم بالتهجير مما أدي الي هجرة 5 ملايين عراقي خارج العراق وكلهم من الكفاءات العالية الذين هم اليوم يعانون حياة قاسية في دول المهجر كذلك ما يقارب 3 ملايين عراقي داخل الوطن من خلال الغزو الطائفي والعرقي كل هذا يكشف ان الوضع العراقي أصبح اليوم لا يطاق مما سوف يؤدي الي مزيد من الهجرة الي خارج العراق وهذا ما تتحمله هذه الحكومة وقوات الاحتلال عن عدم استقرار الامن والتهديدات بالقتل لهؤلاء ونهب ممتلكاتهم والتصفية العرقية وموجات الفلتان الامني وممارسات المليشيات وفرق الموت.

وكيف تري مستقبل العراق ؟

– مهما يحدث في العراق الان فإن العراقيين أذكي من كل هذه المحاولات التي يحاول البعض منها ان يقسم العراق الي كيانات هزيلة لذا فإن مستقبل العراق من مسئولية العراقيين أنفسهم من خلال تسامحهم وحواراتهم فيما بينهم وهذا ما ندعوا إليه من إجراء حوار عراقي عراقي لمناقشة كل القضايا المطروحة التي أوجدها الاحتلال وقواه العميلة من فرقة وتفريق مما أدي الي هذه الفوضي التي نشاهدها اليوم وبالتالي فإن مستقبل العراق مرهون بإرادة أبنائه وشعبه وليس بإرادة المحتل وعملائه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here