العمامة العراقية بين العلم الفذ وصورة الضحية

فارس حامد عبد الكريم

العمامة العراقية العراقية الحق المتنورة بالعلم وقواعد الفقة الإسلامي المجتهد الأصيل المشبعة بروح وقيم الشريعة الإسلامية الغراء، هي من اتكلم عنه حصراً، هي بنت مجتمعنا ورحيق عقولنا وضمير قلوبنا ولن نسمح لأحد بأن يمسها .

…لكن الحق لكم أن تميزوا بين العمائم، كما تميزون بين الحق والباطل. ان تميزوا بين طالب علم لبس العمامة ليستقي العلم والمعرفة تحت ظلها الوارف وبين لص ونصاب دولي لبس العمامة وهو ليس من أهلها انما ليمارس مستغلاً صورتها الإعتبارية لدى اغلب شعب العراق النصب والإحتيال على شعب بأكمله اياً كان أصله او فصله.

ففي محاولة بائسة غير مميزة بين صحة الأشياء وبطلانها … يشمت البعض انه رأى بعض المتظاهرين يطرد وفداً من المعميين طرداً شنيعاً من ساحة التحرير!!!! في الواقع ان مثل هذا السلوك البدائي لايعجب ويفتخر به الا الهمج فقط، من رعاع الناس وسقط متاعهم. نعم وهنا تسكن العبرات

قلت عجباً أيحصل في العراق انه اذا حضر وفداً مختاراً بعناية من الشباب من مختلف المدارس العلمية ليبدي مشاعره الطيبة وإحترامه للمتظاهرين، ايطرد … أيطرد المحب الباذل مشاعره … أنا مطمئن إنن مثل هذا السلوك العدواني لا يحصل في العراق في المعتاد وغير المعتاد.

العراق والعراقيون بلد الضيف وأيواء الغريب منذ القدم، ولذا وبمنتهى البساطة أنها أوامر مخابراتية عبرت الحدود لتنفذها ثلة مأجورة. ويترتب على ذلك ان هذا السلوك لا يمثل حتماً جميع فتيان العراق المفعمين بالخلق الرفيع والمرضع الطيب وورثة الكرم العراقي عن طيب النفوس الى يوم يبعثون.

بمجرد ان نزلوا للأرض من الباص تولوهم من كل الجوانب ارادوا الرجوع للباص رجعوا بكل صعوبة ومفاجأة

نعم أنا أعرف ان هناك من يقود حملة تسقيط العمامة … ولكنها ولدت ميتة، العمامة العراقية لاتسقط ولاتموت ولاتتقادم مع الزمن، هي من قاتلت المحتل في ثورة العشرين، العمامة العراقية المعطرة بالمسك وماء الورد التي التفت عمامتها حول عنق داعش وخنقته، ذاك داعش ذو العمامة العفنة.

اين تسكن العبارات .. العمامة العراقية حوربت من وجهتين في أن واحد وفق خطةمخابراتية تافهة:

ـ التقليل من هيبتها الإجتماعية من خلال بعض الرسوم الكاركتيرية والنكات الباردة.

ـ بيان ان دورها مجرد دور سخيف يقتصر على الحل والحرمة بين جهال الناس.

ولكن العمامة في الواقع هي رمز البحث العلمي الإسلامي والتبحر في العلوم وتنظيم معاملات ومصالح الناس في كل وقت وزمان.

نصيحتي لشباب وفتيات العراق، لاتنظروا للأمور بالمطلق ….النظرة المتطرفة او المطلقة للأمور لا تصلح منهجاً للحياة بل انها هي عدوة الحياة وعدوة مرونتها وقيد انطلاقتها نحو الحرية والتقدم والرقي.

أن المعممين، وهم عراقيون لهم الحق في مشاركة شعبهم همومه وألامه، جلهم يحمل وعياً وطنياً خالصاً معززاً بالإيمان ولذلك كانوا نواة ثورة العشرين وجزءاً مهماً من مقاتلة داعش.

لكن افضحوا اللص الذي ارتدى العمامة وهي هنا مجرد خرقة لا رمز لها ولامضمون.. أفضحوا من يشكل تحت صورتها عصابات للجريمة والفساد ..

ويبدوا لي ان العراقيين الاوائل هم أول من لبس العمامة في التاريخ البشري كرمز للعلم والمعرفة وتظهر الآثار المكتشفة ارتداء الملوك للعمامة ومنهم الملك الشهير حمورابي.

فارس حامد عبد الكريم – استاذ جامعي وباحث – النائب الأسبق لرئيس هيئة النزاهة.

2019/12/4

المرفق؛ الملك حمورابي وهو يعتمر العمامة العراقية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here