سجن الحوت في الناصرية

في الناصرية جرت مذبحة بشعة وقتل عمد لشباب أبرياء من خيرة ما أنجبت المدينة شهد على ذلك العالم أجمع ، فهؤلاء الشباب المغدورين كانوا في عداد الثوار ضد الفساد والإنحراف والخيانة ، قتلهم الغدر والجبن والخيانة وبدم بارد ، ومن أجل تبرير تلك الجريمة ، عمد القتلة من عملاء السلطة للترويج والقول : بأن الذي جرى في الناصرية كان من أجل تسهيل خروج وهروب الجماعة الإرهابية التي أُعتقلت هناك في سجن الحوت .

إن تشويه روح الثورة عبر الزعم والدس والكذب العمد خطيئة أخرى مضافة لجرائم القتلة والمأجورين ، ولكنه تشويه فاشل بعدما أثبت أهل الناصرية براعة وحنكة وشجاعة وقيادة منقطعة النظير في تحريك الثورة في كل العراق ، مما حدى بهؤلاء النفر من الموتورين للبحث عن كل ما يعيق تقدم الثورة ونجاحها أو الفت بعضد الثوار الذين أبهروا العالم أجمع بوثبتهم وصمودهم ووحدتهم .

إن التشكيك بنوايا الثورة و الثوار مكيدة أخرى فاسدة يقوم بها مهزومون من الفئة الرديئة ، إذ ليس ممكناً أن تحد هذه الدعايات من قدرة وحركة الثورة في مواصلة الدرب حتى تحقيق النصر بأذن الله ، في الناصرية المدينة وفي الأقضية والنواحي عمال وفلاحين وعشائر ، و كل من موقعه مسؤولا عن إتمام العهد ونصرت الدماء التي سالت من أجل الحرية والكرامة ، ولا يجوز بل غير مسموح به أن تربط حركة الثورة بسجن ما تسجن فيه مجموعة من القتلة والمجرمين ، ليس مسموحا ان تسوف وتسفه حركة الثورة عبر هذا الزعم الأخرق .

إن إتهام الثورة والثوار عمل جبان أخر نعرفه ونعرف قائليه ، لأنه يرخص بل و يهون من دماء أبنائنا الأعزاء الذين سقطوا شهداء كرام ، لا لشيئ إلاَّ من أجل أن يبقى هؤلاء القتلة والمفسدون في الحكم لفترة أطول ، وكلنا يعلم إن حركة الثورة في الناصرية ليست وليدة اليوم بل هي

حركة شعبية تراكمية مرة بسنوات أزدادت خبرة ونضوجاً ووعياً ، وهي ليست ردة فعل أو بفعل فاعل كما يدعي المنافقين والخونة لتكون بيد أو من أجل تلك الجماعة الإرهابية في سجن الحوت .

وإن كنتم حريصين على العدل فلماذا يبقى هؤلاء القتلة والمجرمين كل هذه المدة في السجن ؟ ، ولمذا يتم إطعامهم وحمايتهم والسهر على تقديم الخدمات لهم ؟ ، فهل هناك تفاوض يجري في الخفاء مع دول أو مجاميع من أجل تخفيف الضغط من على البعض ؟ ، أو إن بقائهم من أجل كسب الأموال والديات كما جرى من قبل في غير مناسبة ، أقول : العدل يقتضي تقديم هؤلاء للقضاء والحكم على من يستحق بما يلزم ، من دون تأخير أو مماطلة وذلك يقودنا للقول – فلماذا هم في السجن إذن ؟ – ، والذي نعرفه إن العقاب والقصاص للقتلة ، وأما من لم يثبت عليه شيئا فدواعي الأمن والعدل والنزاهة تقول فليُرحل كل إلى بلده ، بدلاً من الإحتفاظ بهم وإطعامهم وحمايتهم والسهر عليهم ، فالتراخي بحقهم وتركهم من غير عقوبة جريمة بحق الشهداء وبحق العراق .

وللتذكير فقط نقول لقد فر الكثير من هؤلاء القتلة والإرهابيين ومن مناطق متعددة من قبل ، وظل ذلك الفعل مداورة بين الأشقاء اللصوص من غير حل ولا حسم ، جرى هذا بمساعدة بعض من رجال السلطة في الأمن وعملاء ومع ذلك لم تحاسب السلطة ولم تقم الحد على أي منهم ، ولكن في الوقت الذي يقوم به الشعب يطالب بحقوقه يظهر حرصكم على سجن الحوت ، وكأن الذي جرى في محافظة النجف وكربلاء والبصرة والعمارة والكوت وبابل وبغداد مرتبط به كذلك ، قبحكم الله ماذا تقولون !! ، إننا نهيب بأخواننا من الشعب العزيز أن لا يسمعوا لهذا اللغو ، الذي يُراد منه التشويه وصرف الأنظار عن الجريمة التي أرتكبت بحق أهلنا في الناصرية ، وندعوا الجميع لوحدة الصف والإبتعاد عن كل ما يثير القلق فثمة لعناء يريدون تزييف الحقايق ، كما يفعلون بحرق قبور الصالحين في النجف ، هؤلاء يعمدون من خلال أسيادهم لخلق الفتنة بل ويسعون لكي يضربوا الناس بعضهم ببعض .

حمى العراق من شرورهم ونصرهم على عدوهم …

راغب الركابي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here