إثر اختفاء زيد الخفاجي .. غضب عارم من استمرار «السيارات السوداء» في اختطاف الناشطين

أثار اختطاف المصور والناشط في تظاهرات بغداد، زيد الخفاجي، اليوم الجمعة، غضبًا شعبيًا في العراق، وسط مطالبات للحكومة بضرورة الإفراج عنه ومحاسبة المتورطين.

وقام مجهولون باختطاف المصور زيد الخفاجي من منزله في منطقة حي القاهرة وسط بغداد بعد عودته من ساحة التحرير فجر اليوم الجمعة.

وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الخفاجي فوجئ بوجود سيارة سبورتج سوداء اللون، بانتظاره، لينزل منها أشخاص مجهولون، ويقتادوا الناشط إلى جهة مجهولة.

ومنذ انطلاق «الثورة الشعبية» في العراق، تعرض العديد من الناشطين والصحفيين إلى حالات اختطاف وتهديد من قبل جهات مجهولة، بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات.

ويتهم ناشطون فصائل مسلحة مقربة من إيران وعلى رأسها ‹عصائب أهل الحق› بزعامة قيس الخزعلي، بالوقوف وراء هذه العمليات، وهو ما تنفيه تلك الفصائل.

وقالت صفحة ‹الخوة النظيفة› واسعة الانتشار، إن «زيد الخفاجي شارك متطوعاً في تغطية الإحتجاجات العراقية السلمية بعدسته ناقلاً مشاهد التظاهرات السلمية في العراق والمطالبة بالإصلاحات الحكومية والحقوق المشروعة للشعب العراقي ومكافحة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة».

وأضافت أنه «قام بتوثيق الإنتهاكات المسلحة ضد المتظاهرين السلميين وسط العاصمة بغداد لأكثر من 60 يوماً، وتستمر حالات الخطف في العراق والإعتقالات غير القانونية منذ إندلاع الاحتجاجات واختفاء الكثير من الشباب رغم الوعود الحكومية للناشطين بعدم ملاحقتهم».

وأشارت إلى أن «عائلة الخفاجي تطالب من الحكومة أن تتدخل للإفراج عن إبنها فوراً».

وقال علي القيسي، وهو أحد أصدقاء زيد الخفاجي, في منشور على ‹فيس بوك›، إن «زيد صديقي كلش انسان تعبان على روحة جان يدرس بروسيا ورجع حتى يواكب الأحداث مع اخوته في ساحات التظاهر»، مضيفاً أن «ذنب زيد الوحيد هوه كان يوثق بكامرتة وينقل صور الناس للناس، الأحزاب المتسلطة بعد اختطافة غلقت جميع حساباته على التواصل الاجتماعي».

وقال ياسر الهلالي، أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي: «مع الأسف صارت أخبار الخطف والاغتيالات النشطاء مثل شربة الماء, تمر علينا وكأنه خبرعادي، ولدنا وبناتنا يختطفون ويقتلون ويعذبون من قبل أرذل البشر».

وأضاف في تعليق عبر تويتر، أن «القدر وحده أعطاهم السلطة بعد ما كانوا مطاردين كالفئران والحشرات الضارة»، داعياً إلى «إطلاق سراح الخفاجي.. يا مليشيات إيران العفنة».

من جهتها، قالت الناشطة فيان الركابي، إن «الخطر على الناشطين يكون في الطريق من بيتهم للتحرير أو بالعكس، حيث يتم رصد تحركاتهم ذهاباً وإياباً، ليتعرضوا لهم بالاختطاف، والاعتقالات العشوائية، فضلاً عن المداهمات الليلية التي تقوم بها القوات الأمنية».

وأضافت في تصريح لـ (باسنيوز)، أن «الناشط زيد الخفاجي، أخذوه في بداية المظاهرات ووقعوه على تعهد وأطلقوا سراحه، لكنه لم يترك التظاهرات، ثم تبين لاحقاً أنهم رصدوه، عن طريق معرفة منزله، في حي القاهرة شرقي بغداد، ثم اختطفوه مساء اليوم».

وقبل يومين، أصدرت منظمة ‹هيومن رايتس ووتش›، تقريراً وثق عمليات الاختطاف التي تعرض لها شبان وفتيات شاركوا في تظاهرات ساحة التحرير منذ تشرين الأول الماضي، فيما أكدت أن خمسة منهم ما زالوا مفقودين.

وحملت المنظمة الدولية المهتمة بمراقبة حقوق الإنسان في العالم، السلطات العراقية مسؤولية التحقيق بعمليات الاختطاف، ومحاسبة المسؤولين عنها، كما طالبت بإطلاق سراح المعتقلين الذين لم توجه إليهم تهم واضحة.

ووفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، يضم العراق أحد أكبر أعداد الأشخاص المفقودين في العالم. وتقدّر اللجنة الدولية المعنية بالمفقودين، التي تعمل بالشراكة مع الحكومة العراقية للمساعدة في استعادة هوية المفقودين، أن عدد المفقودين في العراق يتراوح بين 250 ألف ومليون شخص.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here