توتر العلاقة بين الإمام علي ع والخلفاء، عثمان أنموذجا !

مروان خليفات

بالرغم من محاولات المحدثين والمؤرخين والشراح اخفاء بعض الحقائق والترقيع لها هنا وهناك، حول علاقة الإمام علي ع بالخلفاء، إلا أن حقيقة تلك العلاقة المتأزمة لا يمكن انكارها، هذا الخليفة الثالث وصف عليا ع بالضال المضل !
والرواية رجالها ثقات، كما في المطالب العالية لابن حجر، ج 10 – ص44.
مما يلفت الانتباه ولم يجد له القوم ترقيعا، عدم اكتراث الإمام علي ع بدم عثمان، فقد شارك في التظاهر عليه وحصاره مجموعة كانوا في جيشه، وبعضهم شارك في قتله، من هؤلاء :

1ــــ محمد بن أبي بكر، رضوان الله عليه : كان من المشاركين في قتل الخليفة عثمان، والرواية بذلك صحيحة السند كما في : المصنف، ج 8 – ص 583 ، والمعجم الكبير للطبراني ،ج 1 – ص 82 – 83 .

وكان الحسن البصري ـــ وهو شاهد على أحداث المقتل ـــ لا يسميه إلا الفاسق. طبقات ابن سعد، ج3 ص 83 بسند حسن .

2ـــ عمار بن ياسر عليه الرضوان : ألب الناس على عثمان، وشاركهم حصاره وكان يشتمه ويرى فسقه، ورضي بقتله. يمكن مراجعة : الطبقات الكبرى ، ج 3 – ص 260 – 261، المعجم الكبير للطبراني، ج 1 – ص 81 – 82 ورواه ابن شبه بسند صحيح في تاريخ المدينة، ج3 – ص 1102

مما قال ابن شبة في تاريخ المدينة ، ج 4 – ص 1249 – 1250
( وقد روي هذا في عمار رضي الله عنه بغير هذا الاسناد أيضا ، فإن كان ما روي عن عمار رحمة الله عليه من قتله عثمان رضي الله عنه وإصراره على أنه كان كافرا حقا! … !)

3ـــ عمرو بن الحمق الخزاعي الصحابي الجليل :
قال فيه ابن كثير بعد أن ذكر فضله وصحبته : ( ومع هذا كان أحد الأربعة الذين دخلوا على عثمان ، ثم صار بعد ذلك من شيعة علي ، فشهد معه الجمل وصفين)
البداية والنهاية ، ج 8 – ص 52

ذكر المؤرخون أنه وثب على صدر عثمان وبه رمق ( فطعنه تسع طعنات قال فأما ثلاث منها فإني طعنتهن إياه لله تعالى وأما ست فلما كان في صدري عليه )
تاريخ الطبري ، ج 3 – ص 422 – 424، الطبقات الكبرى ،ج 3 – ص 73 – 74، أنساب الأشراف، للبلاذري ) – ج 5 – ص 574 – 575، البداية والنهاية لابن كثير ج 7 – ص 207، تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني ، ج 1 – ص526، مروج الذهب ومعادن الجوهر ، ج 2 – ص 346

وقد اعترف السلفيون المعاصرون أمثال المغامسي ومحمد حسان وعلي القرني ونبيل العوضي وغيرهم بطعن عمرو بن الحمق لعثمان تلك الطعنات .

4ـــ مالك اأشتر عليه الرضوان : كان من الثائرين على عثمان راضيا بقتله. تاريخ المدينة ، ج 4 – ص 1235 – 1236

قال الخطيب في تعليقه على القواصم : (ويد الأشتر لا تزال رطبة ! من دم إمامه الشهيد المبشر بالجنة)

تعقيب :

هؤلاء أربعة من خلص أصحاب الإمام علي ع، كان بعضهم قد شارك في قتل عثمان مباشرة، وبعضهم هيأ وسهل ذلك للثائرين، والمفروض ــ كما هو عند الجمهور ـــ أن عثمانا صحابي جليل عادل وخليفة المسلمين ومن المبشرين بالجنة، له حرمة المسلم ودمه حرام، وبالرغم من هذه الحقائق لدى جمهور المسلمين إلا أن عليا ع قد حمى وقرب أولئك الأربعة مالك وعمار … الذين قتلوه وساعدوا على قتله ، ولم يقتص منهم، بل جعل محمد بن أبي بكر واليا على مصر، ثم جعل مالك الأشتر واليا عليها، وقُتل الاثنان في الطريق بأمر من معاوية ، وكان عمرو بن الحمق على خزاعة في صفين، أما عمار فموقفه في صفين مشهور.

وقد صرح علي ع أنه لم يسوؤه قتل عثمان !!
روى ابن شبة : (حدثنا أبو عاصم وحبان بن هلال قالا ، حدثنا جويرية بن بشير قال ، حدثنا أبو خلدة – زاد حبان حنظلة ، قال : سمعت عليا رضي الله عنه يخطب الناس فعرض بذكر عثمان رضي الله عنه في خطبته – قالا جميعا في حديثهما – قال : إن الناس يزعمون أني قتلت عثمان ، فلا والذي لا إله إلا هو ما قتلته ، ولا مالأت ـــ أي عاونت ـــ على قتله ولا ساءني ).
تاريخ المدينة ، ج 4 – ص 1263

السؤال الذي يُطرح وأترك جوابه للقارىء : لماذا قرب الإمام علي ع قتلة عثمان، ولم يقتص منهم لقتلهم خليفة المسلمين ؟ بل لماذا ولاهم قيادة جيشة أحيانا واحيانا جعلهم ولاة على بلاد المسلمين ؟!

ملخص من كتاب مخطوط

ملاحظة : كل مشاركة خارج الموضوع تُحذف، وكل تجاوز واساءة يُحذف وقد يُحظر صاحبه.

مروان خليفات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here